مختطفو طولكرم.. تعذيب وحشي وحرمان من العبادة

طولكرم – الرسالة

يتعرَّض المختطفون لدى اجهزة عباس في طولكرم لأبشع أشكال التعذيب والشبْح والإهانة والحرمان من النوم والحق في العبادة وحتى الطعام، وتفيد مصادر خاصة نقلاً عمن أطلق سراحهم من مسلخ الوقائي في طولكرم مؤخرًا قولهم: "يُختطف في سجن الوقائي في طولكرم أكثر من ثلاثين من أنصار حركة "حماس"، معظمهم أسرى محرَّرون ومعلمون وطلاب جامعيون، ويُخضِع المحققون المختطفين للشبْح المتواصل لأيام قد تصل إلى عشرين يومًا؛ حيث يكون المختطف مقيد اليدين وبرأسه كيس أسود نتن، ويقف مع إجباره فتح رجليه مسافة متر، ولا يفك قيده إلا لجولات التحقيق، أو للطعام وقضاء الحاجة، وحتى هذه لا يترك للمختطف الوقت اللازم لها ويلازمه السجَّانون في كل خطوة، وغالبًا ما يُحرم المختطف من النوم أيامًا متواصلةً، وبعد السماح له بالنوم بضعة ساعات يعاد للشبْح من جديد".

وعُرف بعض المختطفين الذين يتعرَّضون للتعذيب والشبح المتواصل وهم:

الأسير المحرر باسم الهمشري، والذي أعيد اختطافه قبل أكثر من شهر بعد أن أطلق سراحه في جولات الحوار؛ حيث أمضى أكثر من أربعة أشهر في سجن الوقائي، ورشدي الجيوسي، الذي أُعيد اختطافه قبل أكثر من شهر بعد أن أُطلق سراحه في جولات الحوار، وقد أمضى سبعة شهور في سجن الوقائي، والأستاذ منير أبو ذياب، وعامد بدير، وهما مختطفان منذ عدة شهور، ومحمد الحاج، ومحمد الأشقر، ومحمد طافش، والشيخ يوسف الزقوت، وخليل أبو راضي، وأعضاء نقابة المعلمين الأساتذة: جمال صوي، وحسن ذيب أبو عبيد، وعامر شديد، والأسير المحرر الشيخ عدنان الحصري المختطف منذ أكثر من أربعة أشهر.

شبح واهمال طبي

ويستخدم محققو الوقائي وسجانوهم أشكالاً عدةً في شبح المختطفين، فبالإضافة إلى الوقوف مقيدي اليدين ومغطَّي الرأس، يتمُّ الشبح على كراسي حديدية قصيرة ومائلة وبدون سند للظهر، ويقيد المختطف بيديه ورجليه بالكرسي ويُترك على هذا الحال أيامًا متواصلةً، ومنها أيضًا التعليق في السقف، وهذه من أخطر الممارسات بحق المختطفين؛ حيث يقيد المختطف ويداه خلف ظهره ثم يسحب الحبل ببكرة في السقف أو على أحد الأبواب ويسحب حتى ترتفع أرجل المختطف عن الأرض، ويكون قد أصبح ظهره منحنيًا تمامًا، ويربط ويبقى على هذه الحال عدة ساعات.

ومن أساليب محقِّقي الوقائي الضرب المبرِّح للمختطفين؛ حيث تقام ما وصفها المختطفون بـ"حفلة تعذيب" فيأتون بعدد من المختطفين ويضعونهم في غرفة أو مكان الشبْح، ويقوم السجانون والمحققون بضربهم بشكل جماعي، مستخدمين الهراوات وكوابل الكهرباء، إضافةً إلى الضرب بالأيدي والركل بالأرجل.

لا يراعي المحققون الأوضاعَ الصحية للمختطفين، ولا يأخذون بملفاتهم الطبية، وإذا ساءت حالةُ أحدهم يُنقَل للخدمات الطبية العسكرية، فيعطَى بعض العلاج ويعاد إلى الشبْح مباشرةً، وإذا أصبحت حالة المختطف في خطرٍ شديدٍ يُنقل إلى مستشفى طولكرم الحكومي تحت الحراسة المشدَّدة، ويوضع بغرفة مخصصة للمختطفين وتُمنع زيارته، ولا يُبلَّغ ذووه بنقله إلى المستشفى ولا بوضعه الصحي، وإذا أصبح وضْعُ المختطف الصحي حرِجًا يُطلَق سراحه من المستشفى مع التهديد بإعادة اختطافه عندما تتحسَّن صحته.

يمنع محقِّقو الوقائي المختطفين من قراءة القرآن في رمضان، كما يمنعونهم من صلاة الجماعة والتراويح، وحتى الجمعة، وعندما يُسمح للمختطف بالصلاة يقف السجَّان أو المحقِّق بجانبه وهو يذكِّره بضرورة الإسراع بالصلاة، وكَيْل الشتائم للمختطف وهو يصلي، وأحيانًا سبّ الله والدين.

وحتى إفطار رمضان يُحرَم المختطفون من الجلوس معًا للإفطار، بل يُعطَى كلُّ مختطَف وجبَته ويُجبَر على تناولها بسرعة ووجهه للحائط.

مناشدات الأهالي

تتكرر مناشدة أهالي المختطفين بإطلاق سراح ابنائهم مع كل خبر عن نقل مختطف للمشفى أو تعرُّضهم للتعذيب، ولا تلاقي مناشداتُ الأهالي إجابةً، لا من منظمات حقوق الإنسان، ولا من مؤسسات "حكومة" فياض المختلفة التي تتعامى عن هذه القضية، ولا من الفصائل المتعددة التي لا ترغب في إزعاج وليِّ نعمتِها.

وكان آخر تلك المناشدات من ذوي المختطف الأستاذ عدنان الجبشة من دير الغصون شمال طولكرم، والذي يعاني أمراضًا عدة؛ أخطرها الارتفاع الحادِّ في ضغط الدم، وهو مختطف منذ أكثر من أسبوع في سجن الوقائي ولا يَعرف عنه ذووه أي شيء، ولم تتحرك أية جهة حقوقية أو مدنية للسؤال عنه أو معرفة ظروف اختطافه.

 

 

البث المباشر