تسبب ارتفاع أسعار أجهزة الحاسوب المحمولة (لاب توب) في القطاع بعزوف شريحة كبيرة من الغزيين عن شرائها إلى حين انخفاض أسعارها مجددا.
ويعاني قطاع غزة أزمات شتى جراء تواصل الحصار (الإسرائيلي) للعام الثامن على التوالي, وتدمير الجيش المصري للأنفاق التي يستخدمها الغزيون في ادخال احتياجاتهم اليومية.
المواطن أبو كريم (33 عامًا) أشار الى انه اتهم صاحب أحد محلات الكمبيوتر بالاستغلال بعدما تفاجأ بارتفاع أسعار لاب توب عن الماضي الا انه ايقن بصدق الرجل بعدما توجه إلى محل اخر في شارع عمر المختار.
فضلت التروي..
وقال ابو كريم في تصريح لـ"الرسالة: "كنت انوي شراء الجهاز لزوجتي التي التحقت بجامعة القدس المفتوحة مؤخرا الا انني قررت تأجيل الشراء لحين عودة الاسعار الى طبيعتها".
واثناء تجول الرسالة لفت انتباها محاولة الموزع توفيق شعبان اقناع زبونه بالأسباب التي أدت إلى سعر اجهزة الحاسوب، عازيا ذلك إلى ارتفاع اسعارها الى منع السلطات المصرية ادخال البضائع عبر الانفاق، وارتفاع تكلفة استيرادها من (إسرائيل).
ونوه الى ان التجار لا يحبذون الاستيراد عبر معبر كرم أبو سالم بسبب اضطرارهم الى دفع ضريبة باهظة في حال اغلق المعبر.
واستطرد: "الاغلاقات المتكررة لمعبر أبو سالم تسببت في اختفاء العديد من القطع الخاصة بالأجهزة الإلكترونية وارتفاع الاسعار".
خسارة فادحة
في حين أكد سامح جابر صاحب شركة "الفجر" لأجهزة الكمبيوتر انه تعرض لخسارة كبيرة قدرها بـ45 ألف دولار بعدما استولت السلطات المصرية على بضاعته على الكوبري السلام قبل عدة أشهر.
وقال: "تلك الحادثة ستدفعني آسفا الى الاستغناء عن بعض الموظفين العشرة العاملين لدي في فروع الشركة".
ونفي جابر خلال حديثه لـ"الرسالة" دخول اجهزة الالكترونية كبيرة الحجم كالشاشات الى القطاع، قائلا: "البضائع التي تدخل عبر الانفاق تكون محدودة جدا بسبب الاخطار التي تتعرض لها اثناء محاولة ادخالها إلى غزة".
وعن طبيعة الاسعار، قال جابر: "ارتفاع الأسعار يتراوح بين 70 - 120 دولار عن السعر الأول"، منتقدا في الوقت نفسه عدم تساهل الحكومة في غزة مع الشركات التي تحاول الاستيراد من الخارج. وفق قوله.
بدوره اكد المحلل الاقتصادي د. ماهر الطباع ان الارتفاع الاسعار لم يقتصر على اجهزة الحاسوب بل طال جميع الاصناف التي كانت تهرب عبر الانفاق.
وأشار إلى أن البضائع التي كانت تدخل عبر الانفاق كان يقل سعرها 20% عن تلك التي تستورد من (إسرائيل).
وعزا قلة البيع على اجهزة الحاسوب الى توقف الانشطة الاقتصادية والتجارية في القطاع جراء الحصار وهدم الانفاق. وقال: "المشترون في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة يتروون في شراء الأجهزة الالكترونية".