قائمة الموقع

الاستيطان "يتراقص" على جرح الخليل!

2014-02-03T09:51:35+02:00
مستوطنات الاحتلال في الضفة المحتلة (أرشيف)
رام الله- الرسالة نت

كلما ورد اسم المدينة تبادرت إلى الذهن جملة "مروا على جرح الخليل" وإن كانت مطلعا لإحدى الأناشيد الوطنية الحزينة، ولكنها تحكي واقعا لم ينته بتاريخ المجزرة الشهيرة للركع السجود قبل 20 عاما بل بدأ منذ ذلك الحين.

وتتعرض المدينة التي تحمل التعداد السكاني الأكبر بين مدن الضفة وعدد البلدات والقرى الأعلى، لحملة تتعدى كونها شرسة أو وحشية من الاستيطان، بل وصل الأمر إلى أن يحاك كل شيء في وضح النهار وأن يصبح الحرم الإبراهيمي مجرد مكان يغلق ويفتح بأمر الجنود ويخنق فيه صوت الأذان.

الحرم.. كل الحكاية

وتتلخص حكاية الاستيطان في الخليل بذاك البناء المعماري القديم الذي يحوي مقامات لعدد من الأنبياء وزوجاتهم على رأسهم إبراهيم عليه السلام والذي سميت المدينة تيمنا به، فالحرم الإبراهيمي كان نواة بدء الخلايا الاستيطانية بالتغلغل في قلب الخليل.

ويقول الخبير في شؤون الاستيطان عبد الهادي حنتش لـ"الرسالة نت" إن الاحتلال بدأ منذ عام 1967 مسلسل السيطرة على الحرم بإجراءات عدة كالسماح للمستوطنين بدخوله وإن كان الأمر محدودا في البداية، ثم سمح لأحد المستوطنين الإرهابيين بتنفيذ مجزرة فيه عام 1994 وشرع بعدها بتقسيم الحرم.

ويشير حنتش إلى أن تاريخ المجزرة كان فاصلا في واقع الحرم الذي تم تقسيمه بإجحاف بين المستوطنين والفلسطينيين؛ حيث سمح للمستوطنين بدخوله في كل الأيام والانفراد به في أعياد ومناسبات معينة، بينما يسمح للفلسطينيين بالصلاة فقط في الجانب المخصص لهم ولا يسمح لهم الانفراد بكامل الحرم.

ويرى حنتش بأن الاحتلال ينفذ الكثير من الجرائم بحق الحرم تمثلت في تحويل محيطه إلى بؤر استيطانية وإنشاء الحواجز العسكرية والبوابات الإلكترونية وتفتيش المصلين يوميا وتركيب آلات المراقبة ووضع جندي على مدخله للتفتيش المهين.

ويضيف: "مؤخرا أعلن الاحتلال نيته مصادرة أراض تقع بالقرب من الحرم وذلك لربط الحرم مع تكتل المستوطنات في كريات اربع المقامة على أراضي شرق الخليل، ولتكون هذه واحدة من تجمعات استيطانية عدة مترابطة على أرض جنوب الضفة".

المفاوضات تزيد الجرح

وفي ظل المخططات الاستيطانية التي تنهش قلب المدينة ويتخللها اعتداء للمستوطنين وسرقة المنازل أمام مرأى العالم وما يتزامن معها من أعمال تهجير وطرد قسري للسكان جنوب المدينة وشمالها؛ يتواصل مسلسل المفاوضات الذي قد ينهي بعض القضايا على حساب حقوق الفلسطينيين خاصة في قلب الخليل.

ويقول النائب عن المدينة في المجلس التشريعي باسم الزعارير لـ"الرسالة نت" إن المفاوضات تستمر دون أي نتيجة ولا مبرر، كما أن ما يطرحه كيري من خطط واتفاقات إطار كما يطلق عليها تتجاوز جراح الفلسطينيين وتضحياتهم على مدار عشرات السنين.

ويعتبر النائب بأن كيري ليس مفوضا لأن يتدخل في القضية الفلسطينية لصالح الاحتلال ويطرح اتفاقات من شأنها أن تذهب الحقوق والثوابت أدراج الرياح.

ويتابع: "ما يحدث على أرض الضفة يوميا من استيطان وتدمير وانتهاكات يشير إلى وجوب إيجاد خطة وطنية وحدوية لمواجهة الاحتلال وليس الذهاب إلى مفاوضات لا تعرف نتائجها ولا يرجى منها شيء لصالح القضية".

وتعيش المدينة الجريحة على وقع هدير الآليات العسكرية والجرافات الهادمة وأنياب الاستيطان دون أن يلتفت أحد إلى ما يعيشه سكانها.

اخبار ذات صلة