طالما هناك تهدئة مع الاحتلال ومتفق عليها من جميع الفصائل فمن واجب الحكومة في غزة ومن حقها منع إطلاق الصواريخ ومحاسبة من ينتهك التهدئة قانونيا ووطنيا، فإن خرج فصيل مقاوم مؤثر كسرايا القدس أو كتائب أبو على مصطفى والألوية وأعلنوا بوضوح عن تخليهم وحلهم من التهدئة، فمن حق هذا الفصيل أن يستأنف المقاومة بالطريقة والآلية المناسبة ولن يمنعه أحد أو يقف في وجهه بل سيجد دعم الحكومة ومساندتها كالعادة. لا مكان اليوم للعمل الفردي البسيط الساذج الذي لا يليق بالمقاومة الفلسطينية وبما حققته من إنجاز في حروبها الأخيرة، فلم يعد مسموحا لحالة اشتباك صغيرة هامشية مشتتة ومُشتِتة بعد أن انتقلت العلاقة مع الاحتلال للحرب المفتوحة، وبعد ما حققته حرب حجارة السجيل من تطور نوعي ملحوظ وتقدم واضح على صعيد التكتيك والفكر العسكري، والتأثير المباشر على ميزان قوة الردع لصالح المقاومة وحساباتها وسياستها وأهدافها. لا أحد يستطيع التشكيك بالحكومة الفلسطينية في غزة إلا إن كان حاسدا أو جاهلا، وهؤلاء لا يؤثرون بالمزاج الشعبي الواثق بمقاومته وحكومته، لهذا على المقاومة والحكومة أن يعلنا عن سياستهما بوضوح كامل لا لُبس فيه، ونحن معهما فيما يريدان ويتوجهان. المطلوب من الحكومة الفلسطينية طالما أخذت التفويض من فصائل المقاومة الرئيسية أن تمنع ولو بالقوة كل من يريد الخروج عن الخطة العسكرية الجامعة، وهذا لن يكون شبيها بما تقوم به السلطة في الضفة الغربية بأي وجه من الوجوه، فمن خاض حربين كبيرتين بحجم الفرقان والسجيل ويستعد على مدار اليوم والليلة لا يمكن أن يلتفت أو يهتز لبعض المشككين المتربصين من أصحاب الألسن الطويلة والأيدي القصيرة. واقع قطاع غزة اليوم يضج بالتدريب والإعداد والتجهيز، والمراقب يجد أن مجاهدي غزة لا يكلون ولا يملون، ففي كل لحظة هناك دورة تدريبة لأحد الفصائل وهناك محاضرات عسكرية وتدريب على السلاح، وتجهيز مكان للصواريخ، ومحاولات جادة للتطوير والتصنيع، هذا السلوك المثابر من المقاومة والحكومة يزيد من ثقتنا وطمأنتنا أننا نسير في الاتجاه الصحيح. الاحتلال (الإسرائيلي) اليوم أصبح يتهيب من مواجهة قطاع غزة، ويرفض التورط مرة ثالثة بسبب إعداد المقاومة وجهوزيتها واستنفارها الدائم للدفاع عن نفسها، وتخوفا من أسر جنوده واختفائهم في بطن غزة كما حدث مع جلعاد شاليط، حتى أدى بهذا الارباك والتهيب لقتل أحد الضباط على تخوم القطاع بنيران الجيش (الإسرائيلي) نفسه.
مقال: الضبط الميداني وإطلاق الصواريخ الارتجالية
بقلم: إبراهيم المدهون