الغصين: "الداخلية" ستنفذ عقوبات ضد مروجيها
الطفل عبد الرحمن : حياتنا كلها طخ في طخ
أخصائي نفسي: العلاج يكمن في توفير وسائل لتفريغ طاقات الأطفال
أمين خلف الله- الرسالة نت:
ما أن يهل هلال رمضان، حتى يتسابق المواطنون الى أداء صلاة الجماعة و التراويح والاعتكاف في المساجد ، لكن هناك ما يعكر صفو هذه الأجواء الروحانية, انه كابوس الألعاب النارية السنوي التي تنشط مع قدوم الشهر الفضيل .
كابوس مزعج
المواطن أبو احمد فهمي وصف العاب النارية بالكابوس المزعج الذي يحول صلاة التراويح إلى لحظات انزعاج وضيق بدلا من كونها لحظات عبادة وروحانية, وأضاف فهمي للرسالة نت: ان الأطفال يتعمدون إلقاء مفرقعاتهم بالقرب من المساجد بالذات أثناء انشغال المواطنين بصلاة التراويح.
من ناحيته أشار المواطن أبو فادي أبو شرخ إلى عوامل انتشار الظاهرة فقال: إن الحصار والبطالة والأوضاع المعيشية الصعبة أدت بالطفل الصغير لتفريغ طاقاته في اللهو بالألعاب النارية وبالذات في ظل انعدام أماكن اللهو والتوجيه في الإجازة وأكد ن عادة الألعاب النارية هي عادة مكتسبة يقوم الطفل بتقليد من هو اكبر منه سنا وتحولت مع الزمن إلى عادة موسمية مرتبطة برمضان ولياليه والتي كانت أصلا تعبيرا عن الفرح بقدوم رمضان ثم تحولت إلى إزعاج.
ضعف الوازع الديني
الشيخ أبو عبد الله احد أئمة مساجد خان يونس قال: يمنع المشرع العبث بالألعاب النارية لأسباب ثلاثة أولها فيها تفزيع وترويع للمسلمين والرسول صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم" والعبث بالألعاب النارية هي تبذير وإسراف, والأولى إنفاق هذه الأموال فيما هو مفيد ونافع .
وأشار أبو عبد الله إلى "مانع الضرر" التي تلحقه الألعاب النارية بالعابثين بها من الأطفال بالذات إذا استخدموها ضد بعضهم البعض فتقع الإصابات والتي يكون بعضها خطير يفقد فيه الطفل عضوا من جسده كالعين .
التاجر أبو العبد عبر سعادته لبيعه الألعاب النارية للأطفال لأنهم يفرحون بشرائها.
وأضاف أبو العبد: إن الأطفال يتباهون بألعابهم النارية فيما بينهم وكثير من هذه الألعاب تنتشر من منطلق الغيرة.
وعن الأسباب التي دفعته لبيع الألعاب النارية ذكر أبو العبد: انه لا يجد عمل يقتات منه بسبب الإغلاق فقد كان يعمل في حقل البناء إلا أن الإغلاق والحصار شل هذا المجال ولا يوجد بديل آخر .
الطفل عبد الرحمن وبعد عبثه بإحدى الألعاب النارية قال انه يكون سعيدا باللعب بالألعاب النارية ويحب سماع صوت انفجارها, وبين ان الأطفال يخترعون طرقا لزيادة تأثيرها كأن يضعوها في أوراق أو علب صفيح صغيرة ويتسابقون في شراء كل ما هو غريب وجديد من هذه الألعاب مهما بلغ ثمنها.
وأشار الطفل عبد الرحمن لأسباب تمتعه بأصوات الانفجارات بقوله "طول عمرنا كله طخ في طخ".
المسببات والعلاج
الأخصائي النفسي سليمان أبو مصطفي قال في هذا الصدد ربط الألعاب النارية بالظروف التي يمر بها أبناء شعبنا على مدار السنوات الطويلة من ماساته،وقال: العيش في ظروف الاحتلال من قتل، واضطهاد، ومناكفات سياسية زرع في عقول الأجيال حب السلاح والمقاومة.
واضاف ابو مصطفى: العبث بالألعاب النارية شكل من أشكال الثقة بالنفس والشعور بالأمان الذي يفتقده أصلا ، وزادت الضغوط على الأطفال بسبب الحصار والعدوان على القطاع .
وتابع الاخصائي النفسي: إن أهم السبل لعلاج هذه الظاهرة هي إيجاد الوسائل المناسبة لتفريغ طاقات الأطفال الكامنة في اللعب واللهو المفيد والاستفادة من الوقت من خلال الدورات والندوات والألعاب ويترافق مع ذلك القدوة الحسنة من أولياء الأمور
واشار الى ان الأطفال الذين يعبثون بالألعاب النارية في رمضان يجب جذبهم إلى المساجد وصلاة التراويح وهذا يحتاج لدور الأب المتابع والموجه وهنا يقع عبء كبير على الوعاظ والخطباء في توجيه المواطنين للحذر والعمل على منع هذه الظاهرة ومتابعة أبنائهم وتوجيههم في الاتجاه الصحيح بالذات في استخدام النقود في شراء ما هو مفيد.
الداخلية تمنع
المهندس إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية قال: لقد أمر الأخ وزير الداخلية فتحي حماد جميع قادة ومدراء الأجهزة الأمنية كل فيما يخصه على العمل على منع هذه الظاهرة بالتعميم على جميع التجار بعدم استيراد الألعاب النارية والألعاب النارية أو الاتجار بها، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك وكل من يخالف هذا التعميم يفرض عليه غرامة مالية قدرها (500) شيكل.
وأضاف الغصين: ستنفذ عقوبات أخرى ضد كل من يتمادي في بيع وترويج الألعاب النارية.
وستبقى الأيام القادمة اختبارا عمليا لإنهاء هذه الظاهرة والعمل على علاج مسبباتها والانتقال بأطفالنا نحو توازن نفسي بناء وهادف.