تحليل: حراك واشنطن لن ينصف الفلسطينيين

غزة- كمال عليان-الرسالة نت

اتهم متابعون للصراع الفلسطيني الإسرائيلي الولايات الأمريكية المتحدة بالشريك الثاني لـ"إسرائيل" وليست وسيطا بينهم وبين الفلسطينيين، مؤكدين أن الحراك الأمريكي في المنطقة لن يعيد للقضية الفلسطينية أي مصلحة.

ورأى المتابعون في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" أن المفاوضات الغير مباشرة لن تفضي إلى نتائج إيجابية تنصف الجانب الفلسطيني، مرجعين ذلك  إلى رفض الولايات المتحدة تقديم ضمانات للجانب الفلسطيني يضمن نتائج المفاوضات.

تصفية القضية

"الخطوات الأمريكية في المنطقة تهدف إلى محاولة طرح المشروع الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية من خلال المفاوضات، ودليل هذا أن الولايات المتحدة لم تعط المفاوض الفلسطيني أي ضمانات تتعلق بالمفاوضات" هكذا بدأ المحلل السياسي مصطفى الصواف حديثه للـ"الرسالة نت".

وأضاف :" لم تكن أمريكا في يوم من الأيام تلعب دور الوسيط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إنما هي الشريك الثاني ل"إسرائيل""، مبينا أن أمريكا دائما كانت منحازة إلى الصهاينة وتفاوض باسمهم.

وحول نتائج المفاوضات الغير مباشرة أكد المحلل الصواف على أنه إن لم يكن هناك مشروع إنهاء القضية الفلسطينية فإن هذه الجولة ستكون كغيرها من سابقاتها ولن تحقق شيئا للفلسطينيين، بل ربما تحصل (إسرائيل) على تنازلات من السلطة.

وكانت الولايات الأمريكية المتحدة قد بدأت أمس المفاوضات الغير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن والتي تعتبر من أرفع الزيارات في المنطقة.

بلا جدوى

أما المحلل السياسي هاني حبيب فيضم صوته إلى الصواف بشان هدف الحراك الأمريكي في المنطقة ، مؤكدا على أن الولايات في مأزق وأنها بدأت تفقد هيبتها، وتتراجع على المستوى الخارجي والداخلي.

وقال في حديث للـ"الرسالة نت":"  تحاول الولايات المتحدة أن تبحث لها عن انجاز مهما كان قليلا ليخفي عن تراجع شعبيتها والدليل على ذلك هو أنها طلبت مساعدة العرب في المفاوضات الغير مباشرة، معتبرا أن هذه المفاوضات بلا جدوى في ضوء التعنت الإسرائيلي والانحياز الأمريكي الواضح مع (إسرائيل)ز

ورأى حبيب أن هذه المفاوضات لن تخرج بأية  نتائج  سوى الإشارة إلى أن هناك حراكا أمريكيا في المنطقة "وهو تحرك بلا نتيجة وبلا أجندة فعلية"، مؤكدا على أن أمريكا لم تكن على مدار السنين الماضية وسيطا إنما كانت شريكا مع الإسرائيليين.

وقد نفت الولايات الأمريكية على لسان مساعد وزير الخارجية للشئون العامة فيليب كراولي إمكانية تقديمها أية ضمانات للطرف الفلسطيني خلال المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها لمدة أربعة شهور تلزم "إسرائيل" بأي شروط.

وكانت معظم الفصائل الفلسطينية قد دانت استفراد حركة فتح بقرار الشعب الفلسطيني وتمثيله في هذه المفاوضات الغير مباشرة والتي يعارضها أغلب الشعب الفلسطيني.

لا جديد

من جهته يقول المحلل السياسي د.عبد الستار قاسم أن سلطة رام الله تدرك أن هذه المفاوضات لن تأتي بجديد، معتبرا الحراك الأمريكي في المنطقة بأنه "حراك تقليدي" ولا يوجد جديد في هذا الحراك.

وحول سبب رعاية الولايات المتحدة لهذه المفاوضات أضاف:" أمريكا ورطت الجانب الفلسطيني في رفض المفاوضات في ظل الاستيطان ولكنها الآن تحاول أن تحفظ ماء وجه السلطة أمام شعبها"، موضحا أن الولايات المتحدة شريكا في العدوان على الشعب الفلسطيني والأمة العربية.

 وكان قد كشف مسئول في وزارة الخارجية المصرية، عن قلق مصري بالغ من تجدد المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، قائلا" هناك قلق تبديه القيادة المصرية من فشل المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين، الأمر الذي سيؤدي لخلق حالة من التوتر قد تضر المنطقة بأكملها".

 

البث المباشر