رجحت المعارضة السورية أن تنفضّ اليوم الجمعة المفاوضات مع وفدي النظام، وسط توقعات ببلوغ المفاوضات طريقا مسدودا بعد إقرار الموفد العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي بعدم إحراز أي تقدم.
وفي الوقت نفسه, اتهمت موسكو الغرب بالتركيز على تغيير النظام, والمعارضة السورية بعدم الرغبة في مواصلة التفاوض.
وتعقد اليوم جلستان من المحادثات يجريهما الإبراهيمي على حدة مع كل من الوفدين السوريين بعد سلسلة من اللقاءات بدأت الاثنين الماضي ضمن الجولة الثانية من مؤتمر جنيف الثاني, ولم تفضِ إلى أي تقدم.
والتقى الوسيط الدولي أمس وندي شيرمان مساعدة وزير الخارجية الأميركي وغينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي في محاولة لإنقاذ المفاوضات من فشل بدا في الساعات الأخيرة مرجحا بقوة بسبب الخلاف العميق بين الوفدين السوريين.
وأثناء أيام التفاوض الأربعة السابقة أصر وفد النظام السوري على وضع قضية "الإرهاب" على رأس بنود جدول أعمال المفاوضات, بينما تمسك وفد المعارضة بإعطاء الأولوية للبند الخاص بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات بموجب بيان مؤتمر جنيف الأول في يونيو/حزيران 2012.
ويصر النظام على أن يكون الحوار على الأرض السورية، وأن يقرر الشعب السوري مصير الرئيس بشار الأسد عبر صناديق الاقتراع.
وتوقع أعضاء في وفد المعارضة أمس أن تنتهي المفاوضات اليوم بعدما فشل الوسيط الدولي في التوفيق بين الطرفين.
وقال عضو وفد المعارضة بدر جاموس أمس إنه سيعود للإبراهيمي تقرير ما سيحصل، مضيفا أن المفاوضات ستختتم اليوم على الأرجح.
وأضاف أن الإبراهيمي سيعقد صباح اليوم جلستين مع الوفدين، وأعرب عن اعتقاده بأن الجلستين ستكونان لإغلاق الجولة، وتقرير ما إذا كانت عملية التفاوض ستستمر أو تتوقف.
وتابع أن الوفد المعارض التقى بعد ظهر أمس مسؤولا روسيا، مشيرا إلى أن "موسكو ما زالت تتحدث باللهجة نفسها التي سمعناها من قبل". وأكدت مصادر من المعارضة السورية أن لقاءات أمس لم تكن إيجابية.
وجاءت هذه التصريحات إثر اجتماع المعارضة مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي التي عقدت لقاء ثلاثيا مع الإبراهيمي وغينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي.
وكان الإبراهيمي تلقى أمس وعودا أميركية وروسية بالمساعدة على إخراج المفاوضات بين وفدي النظام والمعارضة السوريين من الطريق المسدود، بعد انقضاء أربعة أيام من التفاوض ضمن الجولة الثانية دون تقدم.
وقال إن الموفدين الأميركي والروسي جددا تأكيد دعمهما ووعدا بالمساعدة على حل العُقد, مقرا في الأثناء بجمود المفاوضات. وأكد الإبراهيمي أنه لا يرجح التوصل إلى حل لنقاط الخلاف بين المعارضة والنظام في القريب العاجل، وأشار إلى أن الفشل احتمال قائم, وأنه سيبذل كل الجهود الممكنة لإحراز تقدم.
وقالت مصادر دبلوماسية إن الإبراهيمي بدا غير مرتاح لإصرار وفد النظام السوري على البدء بمسألة "الإرهاب" بدلا من هيئة الحكم الانتقالية، ورجحت هذه المصادر أن يعلن اليوم تعليق المفاوضات لمدة شهر أو لأجل غير مسمى.