قائمة الموقع

زنازين ذوي القربى تهوي بحرية "مؤمن"!

2014-02-15T09:22:29+02:00
قوات أمن السلطة تعتقل فلسطيني (أرشيف)
رام الله- الرسالة نت

كان يوما عاديا في حياة طالب جامعي جل همه أن يتخرج ويحصل على الشهادة الجامعية، فهو يدرس الهندسة المدنية في جامعة بيرزيت التي تبعد مئات الكيلومترات عن سكنه في قرية فرعون قرب مدينة طولكرم شمال الضفة، ورغم بعده عن الأهل والمنزل الدافئ لم يشفع له ذلك.

مؤمن حطاب ابن العشرين ربيعا هو أصغر شاب في عائلته، وربما أعطاه ذاك ميزة "آخر العنقود" وتمتع من خلالها بمحبة خاصة من الوالدة والأشقاء، ولكن خفافيش الليل لا تعرف أيا من تلك المعاني العائلية وكأنها تشربت القسوة من سنوات التنسيق الأمني مع احتلال ظالم.

70 يوما

ربما كانت تلك المدة قصيرة إن أمضاها المواطن في سجون الاحتلال؛ ولكن أن يزج طيلة هذه الفترة في زنازين السلطة فهو الأمر الذي يكوي القلب حزنا، أما التهم فكثيرة يكاد مؤمن ينسى نصفها.

ويقول شقيقه منذر لـ"الرسالة نت" مؤمن اعتقل قبل 70 يوما وعقدت له جلسة محاكمة في طولكرم، التي أصدرت قرارا بالإفراج عنه لأن تهمة "حيازة الأسلحة" لم تكن لها أي أدلة، ولكن بعد ذلك تم تلفيق تهمة أخرى له وهي "حمل سلاح" وحُوّل إلى رام الله، وبعد مداولات عديدة صد قرار بالإفراج عنه بكفالة مالية قيمتها أربعة آلاف دينار.

ويبين منذر بأنه بعد أن جهزت العائلة أوراق الإفراج لم يفرج عنه وتم تحويله إلى سجن أريحا دون أي تهمة، ثم لفقت تهمة جديدة بحقه تحت عنوان "الانتماء لميليشيات مسلحة تابعة لحماس"، لافتا إلى أنه زاره الأسبوع الماضي وأبلغه أنه كلما يعرض على محكمة يتعرف على تهمة جديدة دون أي تحقيق أو مساءلة، "وكأن التهم يتم وضعها بشكل عشوائي".

ويضيف: "لاحظت خلال الزيارة أن جسمه هزيل وفقد من وزنه الكثير فسألته هل تعرضت للتعذيب أو الضرب، فأجابني بأنه لا يسمح له الحديث عن الكثير من المسائل، خاصة وأن ضابطا كان متواجدا في غرفة الزيارة، ولكنني متأكد أنه تعرض للضرب والتعذيب لأن المختطف المفرج عنه توفيق أبو عرقوب وفي إحدى جلسات المحاكمة حين رأى أهله صرخ عاليا (لقد عذبوني وشبحوني وضربوني أخبروا كل العالم)، فسحبه أحد أفراد الأجهزة الأمنية سريعا من القاعة ولم يعيدوه لثلاث جلسات متتالية".

ويشير منذر إلى أن مؤمن كان اعتقل عند السلطة وهو ابن 17 عاما بحجة أنه شارك في كتابة شعارات للمقاومة، لافتا إلى أن جهاز المخابرات يتلاعب بالقضاء ويتجاهل قرارات الإفراج؛ حيث أفرج عنه لدقائق قبل أسابيع، وأعيد اعتقاله للالتفاف على قرار الإفراج عنه.

ويبين شقيقه بأن وضع العائلة صعب للغاية خاصة وأن شقيقيه محمود وماهر اعتقلا لدى السلطة لأكثر من 11 شهرا ولفقت بحقهما تهمًا باطلة ثم سافرا إلى الإمارات والسعودية ويمنع عليهما العودة.

ويتابع:" والدتي تبكي بشكل مستمر على هذا الحال خاصة أنه نجلها الأصغر ومعتقل دون تهمة أو سبب، وكلما ورد اسمه على ألسنتنا تبكي بحرقة.. حسبنا الله ونعم الوكيل".

جائعون للحرية

ولا تختلف حكاية حطاب عن قصص المئات من أبناء حركة حماس في الضفة الذين قيدتهم سلاسل السلطة والاحتلال خوفا من أن يزأر أسد المقاومة، فالعشرات لا يزالوا معتقلين وغيرهم يتنقلون بين سجون القريب والبعيد.

ويقول ممثل الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت محمد القدومي لـ"الرسالة نت" إن الاعتصام متواصل في الجامعة لأكثر من 40 يوما للمطالبة بالإفراج عن حطاب والطالب أنس قنديل، فيما تم الإفراج عن المختطف توفيق أبو عرقوب بعد 50 يوما من الاعتقال دون تهمة.

ويؤكد القدومي أن طول الفترة التي استغرقها الاعتصام لم تدخل اليأس ولا الملل على نفوس أبناء الكتلة، بل على العكس فإن همتهم تكبر يوما بعد يوم وهذا يتضح جليا في النشاطات المتواصلة التي يبدعون بها.

  

اخبار ذات صلة