أكد رئيس السلطة محمود عباس أنه لا يريد إغراق (اسرائيل) بملايين اللاجئين الفلسطينيين" الذين شُردوا من ديارهم عقب نكبة 1948 ونكسة 1967.
وابدى عباس في لقائه مع مئات الطلاب " الاسرائيليين " في مقر المقاطعة برام الله مزيدا من "المرونة" كما وصفتها صحافة العدو, في قضية حل اللاجئين الفلسطينيين.
والتقى عباس اليوم بـ 300 طالب جامعي " اسرائيلي " في مقره برام الله.
وقال عباس:" نحن بحاجة لحل قضية اللاجئين, لكن لا نريد إغراق اسرائيل باللاجئين" ، وأضاف:" لا مفر من حل عادل لكلا الطرفين في قضية اللاجئين , لا أحد سيفرض حله على الآخر".
وأكد عباس للطلبة سعيه لما وصفه "حل إبداعي" لقضية اللاجئين.
واستهجنت فصائل المقاومة والعمل الوطني تصريحات عباس ووصفتها بـ"الخطيرة والتطبيعية"، مطالبة إياه بالكف فورًا عن سياسة المفاوضات.
حماس : الامر خطير
فقد اعتبرت حركة حماس تصريحاته بعدم رغبته اغراق " اسرائيل " باللاجئين بـ "الأمر الخطير".
وقال القيادي في حركة حماس وعضو لجنة حوار المصالحة إسماعيل الأشقر, أن تصريحات عباس تُعطي انطباعاً بأن "فلسطين ملكٌ لليهود".
من جهةٍ أخرى أعرب الأشقر ضمن سياق برنامج "بلا قيود" مساء الأحد, عن أمله بتحقيق المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح, وذلك اثر عدة لقاءات عُقدة مؤخراً بين الطرفين.
ودعا الأشقر حركة فتح لتطبيق ما تم الاتفاق عليه مسبقاً "رزمةً واحدة دون تفكيك وتأخير ، وقال :" تعالوا لشراكة حقيقية لنحمل هم ووجع الشعب الفلسطيني ونتقاسم هموم فلسطين فعدونا واحد وهو الاحتلال والإرهاب الصهيوني".
وانتقد الأشقر تصريحات بعض القيادات الفتحاوية التي تُفسّر عبر تصريحاتها وضع غزة وكأنه إقليم متمرد يسعوْن لإلحاقه بالضفة والشرعية".
وكشف الأشقر عن وجود اتصالات وحديث في الأروقة مع الإخوة في حركة فتح لكسر الهوة وعدم تسميم الأجواء وتفسير الأمور من قِبل البعض كما يشاء".
وحول موقف حماس من أي قوات دولية على الأراضي الفلسطينية جدد تأكيد الحركة أنها ستتعامل مع هذه القوات كأنها قوات احتلال
الجهاد : لقاءات تطبيع
بدوره، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب إنه ضد مثل هذه اللقاءات التي تأتي في سياق التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، لافتا النظر إلى أنه في ظل مناشدة الفلسطينيين لدول العالم بمقاطعة (إسرائيل)، فلا يعقل عقد "الاجتماعات الحميمية مع أعدائنا".
وأوضح خضر أن الاحتلال يشن بين الفينة والأخرى عدوان جديد على شعبنا، والتي تأخذ أشكال متعددة، من بينها بناء المستوطنات على أراضي الضفة المحتلة وتهويد مدينة القدس، والحصار المفروض على قطاع غزة منذ 7 سنوات الماضية.
ودعا إلى مقاطعة علاقات التطبيع مع الاحتلال وخاصة من قبل رأس النظام السياسي الفلسطيني محمود عباس، قائلاً: "هذه اللقاءات ليست في صالح القضية الفلسطينية".
واعتبر أن تصريحات عباس بعدم نيته إغراق (إسرائيل) بملايين اللاجئين "تبرير لا معنى له في المجتمع الإسرائيلي المتطرف، يرتكب المزيد من العدوان والعنصرية ضد الشعب" الفلسطيني.
ويعتقد القيادي في الجهاد الإسلامي أن إسقاط عباس حق اللاجئين، هذه مجاملات على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته، معتبراً أن فلسطين حق لكل فلسطيني أبُعد قصراً وطرد من أرضه على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وتابع: "للأسف تصريحات رئيس السلطة تأتي في سياق تأجيج الانقسام، ونحن بأمس الحاجة إلى أجواء إيجابية يقوم بصناعتها طرفي الانقسام بغزة والضفة".
وعن يهودية الدولة، أجاب خضر: "مطلب الاحتلال الاعتراف بيهودية الدولة مرفوض، ويحاول الاحتلال تمرير المطلب "الخبيث"، عبر اقتلاع شعبنا من أرضه ولن نقبل بهذا الأمر بتاتاً".
الميثاق الوطني
من جانبه، دان عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، لقاء عباس بالوفد الإسرائيلي، مشيراً إلى أن اللقاء يأتي في سياق التطبيع.
وأشار مزهر إلى أن الحديث عن حق العودة مرفوض، مؤكداً أن الحق مقدس كفله القانون الدولي قرار 194، وغير قابل للتفريط.
وبيَّن أن هذا الحق جماعي ولا يستطيع أي كان يخول نفسه للحديث عن هذا الموضوع وتقديم تنازلات من خلال المفاوضات، مؤكداً أن مدينة القدس عاصمة فلسطين ولا يمكن التفريط بها، وهي قابلة للتقسيم، وموجود في الميثاق الوطني، مما يؤكد على دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس ولا يمكن التنازل عن هذا الحق.
وتابع "الحل الشامل لاسترداد حقوق الشعب الوطنية، إقامة الدولة، تقرير المصير، عودة اللاجئين، وهذه الحقوق غير قابلة للمساومة في أي حال من الأحوال".
التجمع الديمقراطي
كما وصف التجمّع الطلابي الديمقراطي تصريحات عباس "بالخطيرة"، ودعا القوى الوطنيّة الفلسطينيّة إلى اتخاذ موقف حازم ضدّ هذه التنازلات، التي لم يخوّل الشعب الفلسطينيّ أحدا بتقديمها لإسرائيل".
واعتبر التجمع لقاء عباس بوفد اسرائيلي متطرف صفعة لحركة المقاطعة الأكاديميّة مؤكدا على ضرورة وقف المفاوضات فورًا، والعودة إلى خيار المقاومة الشعبيّة للاحتلال، وحشد ضغط دوليّ ومقاطعة لـ"إسرائيل" لعزلها دوليًا وجعها تدفع ثمن جرائمها وعدوانها.
وشدّد على أن لقاءً من هذا النوع هو نقيض حركة المقاطعة، التي بدأت تأخذ زخمًا متزايدًا وصات تقضّ مضاجع القيادة والمؤسّسة الحاكمة في "إسرائيل".