ترقد الطفلة شموع أشرف الأزهري في مستشفى جنين الحكومي بين الحياة والموت، بعد أن التهم كلب ضال حنجرتها يوم الثلاثاء في قرية عجة جنوب مدينة جنين شمال الضفة المحتلة.
حالة من الذعر والرعب حلّت بوالدي "شموع" بعد رؤيتهم مشهد الكلب الضال وهو ينقض على جسد طفلتهم الصغيرة ذات الأعوام الأربعة ويقتلع حنجرتها بأنيابه الحادة.
ويقول والد الطفلة أشرف الأزهري إن الأطباء أجروا عملية لها لكنها لم تنجح، وطفلتي تعاني تلوثًا في الغدد وجرحًا خطيرًا في منطقة القصبة الهوائية.
ويتابع الأزهري حديثه لـ"الرسالة نت": قررنا نقلها إلى مستشفى المقاصد في القدس بعد إتمام الإجراءات اللازمة، بعد أن أخبرنا الأطباء بحالة ابنتي الحرجة واستنفادهم كل الطرق لديهم لإنقاذها".
ويحّمل الأب المفجوع بابنته مسؤولية ما حصل إلى الجهات المعنية التي لم تحرك ساكنا إزاء مشكلة قطعان الكلاب الضالة المنتشرة في أطراف جنين ليلا نهارا والتي تسبب الذعر والإزعاج لأهالي المنطقة.
ويؤكد أنه قدم شكوى إلى دائرة البيطرة المركزية لاتخاذ إجراءاتهم تجاه قضية الكلاب الضالة التي تشكل خطرا على حياة السكان، إلا أنهم لم يلقوا أية استجابة لشكواهم.
وتتجمع الكلاب الضالة في قرية عجة حول النفايات الناتجة عن مكب "زهرة الفنجان" ومصنع آخر لإنتاج الحبش هناك، مما يشكل خطورة كبيرة على حياة السكان والمواشي.
الكاتب "سري سمور" بدوره، طالب المجالس المحلية والأهالي ووزارة الزراعة في جنين بالبدء فورا بتصفية هذه الكلاب الضالة.
وأضاف سمور خلال حديثه للرسالة نت: "بما أن استخدام الرصاص والخرطوش ربما متعذر لأسباب أمنية يجب اللجوء إلى طرق أخرى، كاستخدام السموم لقتل الكلاب لكن هذا متعذر بسبب مماطلة إسرائيل في ابتكارها".
واقترح سمور العمل على الحد من توالدها عبر البيطرة، بالإضافة إلى تصفية الإناث منها ونصب الكمائن والفخاخ للكلاب الضالة.
غالب أبو علي مدير دائرة البيطرة في محافظة جنين من جهته، ناشد البلديات ووزارة الزراعة بالتحرك العاجل من أجل القضاء على مشكلة الكلاب الضالة وذلك باستخدام السموم لقتل قطعان المنتشرة منها.
وأشار أبو علي لـ"الرسالة نت" إلى أن (إسرائيل) منعت بداية عام 2001 استخدام السموم مما أدى إلى مضاعفة المشكلة وازدياد انتشار الكلاب، متحججة بأن السموم تضر بالحياة البيئية في المنطقة.
ودعا أبو علي سكان المنطقة إلى توخي الحذر، وعدم السماح لأطفالهم باللعب خارج المنزل خاصة فترة المساء حرصا على سلامتهم، ريثما تحل المشكلة، مؤكدا على أن الاتصالات جارية بين مكب الزهران ومديرية البيطرة على حل هذه المشكلة.