قائمة الموقع

مجزرة الخليل.. ما خفي أعظم !

2014-02-27T17:42:10+02:00
صورة أرشيفية للمجزرة
رام الله- الرسالة نت

لم تغب الصور ولا الذكريات وليس من السهل أن تمحى، ليس لقساوة المشهد وفداحة المجزرة فحسب, بل لأنها ما زالت تنفّذ كل يوم على أرض الخليل وعلى كل شبر من الضفة.

المجزرة لم تعد تعني لسكان المدينة وحشية "جولدشتاين" ولا أعداد الشهداء ولا أنّات الجرحى ولا الدماء التي غطّت بقعها سجاد الحرم الإبراهيمي، بل تعدت ذلك لتصل إلى أشكال استيطان ووجود بغيض شوّه المدينة وأغلق شريان حياتها.

مجازر يومية

يقول الناشط في تجمع شباب ضد الاستيطان محمد الزغير لـ"الرسالة نت" إن الاتفاقية التي وقّعتها السلطة الفلسطينية عام 1994 مع الاحتلال عقب المجزرة كانت الكارثة التي حلّت على أهالي المدينة وسكانها، حيث قسّمت المدينة إلى أجزاء يحظر على الفلسطينيين دخول بعضها.

ويبين الزغير أن الخليل قبل تنفيذ المجزرة كانت مفتوحة على بعضها دون أي نظام فصل أو تقسيم، ولكن بعد ذلك أقدم الاحتلال على معاقبة الضحية بإغلاق أكثر من 1860 محلا تجاريا وتهجير ما يزيد عن 800 مواطن من بيوتهم التي تقع بالقرب من الحرم الإبراهيمي في شارع الشهداء والشلالة ووادي الحصين الأمر الذي أثر على السكان بعدة طرق.

ويضيف " التأثير الأكبر كان على الجانب الاقتصادي حيث أن إغلاق المحال التجارية قطع أرزاق 1800 عائلة في المدينة وأصبحت حياتهم ع المحك دون وجود أعمال توفر لهم لقمة العيش، وكذلك أثّرت من الناحية الاجتماعية من حيث تفرقة السكان عن بعضهم عبر تقسيم الأحياء وإغلاق بعضها ومنع المواطنين من سلوك شوارع وطرق معينة وهذا الأمر منع الاختلاط بينهم رغم أن المسافات بين المنازل لا تتجاوز أمتارا".

ويؤكد الزغير بأن الأمر الذي زاد وضع المدينة قساوة هو البروتوكول الذي وقّعته السلطة عقب المجزرة والذي قضى بتقسيم المدينة لمنطقتين h1 ,h2 وهو ما شجع المستوطنين على التوسع الاستيطاني وجعل من مصادرة الأراضي والاستيلاء على المنازل حكاية يومية.

أما المخطط الأبرز والذي ينوي الاحتلال تنفيذه في المدينة فهو إنشاء طريق آمنة بين البؤر الاستيطانية والمستوطنات الموجودة داخلها وبين مستوطنة "كريات أربع" المقامة على أراضي شرق المدنية وهذا الأمر سيبتلع أكثر من أربعة آلاف دونم من أراضي المواطنين.

وفيما يخص الفعاليات التي ينفذها التجمع في ذكرى المجزرة يوضح الزغير أنها بدأت بتنظيم مسيرة مركزية يوم الجمعة الماضي وزيارة الأهالي القاطنين في شارع الشهداء المغلق منذ المجزرة، وعرض أفلام قصيرة حول نظام الفصل العنصري الموجود في المدينة إضافة إلى 70 فعالية دولية في الدول الأوروبية وقارات أخرى كالأمريكيتين للحديث عن المجزرة وواقع الخليل اليوم.

أسوأ من المجزرة

ويرى سكان المدينة أن الواقع الذي يعيشونه لا يكاد يختلف عن يوم تنفيذ المجزرة بل ربما يزيد سوءا، حيث أن تنغيص الحياة وتواجد الجنود والمستوطنين باستمرار في قلب المدينة والحرم يعادل فرض الموت عليهم.

ويقول المواطن حسين الرجبي من سكان البلدة القديمة لـ"الرسالة نت" إنه يستذكر تماما ما حدث يوم المجزرة وكيف أن مركبات الإسعاف هرعت لنقل الجرحى والشهداء؛ والمساجد صدحت بالتكبيرات والدعوة لمساندة الضحايا والتوجه إلى منطقة الحرم.

ويتابع:" أذكر يومها كيف أن كل سكان الخليل انتفضوا على الظلم وتمكنوا من قتل غولدشتاين المجرم رغم محاولة الاحتلال تخليصه، والمواجهات يومها اندلعت في كل مكان رفضا لهذه الجريمة".

ولكن الرجبي يستذكر كذلك ما حل بمدينته منذ ذاك التاريخ؛ فهو يعيش في أكثر المناطق تعرضا لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، مبينا مدى ألمه من رؤيتهم يوميا وهم يدنسون الحرم الإبراهيمي وتواجدهم في منازل فلسطينية ما زال يعرف أصحابها.

ويضيف:" نحن نعيش واقعا أسودا أكثر قتامة من يوم المجزرة، فيومها انتفض السكان ولكن الآن هم مظلومون منكسرون لا يستطيعون حتى التنقل من مكان لآخر، حسبنا الله ونعم الوكيل".

وحدثت مذبحة الخليل بتاريخ 25 فبراير من عام 1994, إذ أن باروخ غولد شتاين بتواطئ من الجيش الإسرائيلي أطلق النار على المصلين بالحرم الإبراهيمي فجر يوم الجمعة فقتل 29 وجرح 150 آخرين, قبل أن ينقض المصلون عليه ويقتلوه.

اخبار ذات صلة