الرسالة.نت - وكالات
تعالت أصوات الباعة كل يسوق بضاعته عند باب العامود، فبائع الخضار ينادي ويقول كيلو البندورة بستة شيكل والخيار بخمسة شيكل مستخدما عبارات جذابة لجعل المواطنين يقدمون على الشراء، وخاصة وان رمضان قد أتى، حيث تشهد هذه الفترة ارتفاعا ملحوظا في الأسعار وذلك بالتزامن مع افتتاح المدارس والجامعات مما زاد العبء على المواطنين وفاقم معاناتهم ، وهكذا أضيف هم جديد للهموم التي يعانيها المواطنون المقدسيون تحت وطأة التشريد والتهجير من منازلهم حيث افترشوا الأرض والعراء لتكون مأوى لهم.
فقد سبب ارتفاع الأسعار أزمة مالية خاصة لذوي الدخل المحدود والعائلات كبيرة العدد في ظل غلاء مواد ضرورية أخرى كالغاز والبنزين.
ويقول احد التجار بأنه لم يشاهد زحمة أزقة القدس التي اعتادوا عليها مع قدوم رمضان، فالبضاعة معروضة والإقبال يكاد يكون عاديا، مشيرا إلى أن المستهلك يعيش في وضع لا يحسد عليه خاصة مع قلة الأشغال والظروف الاقتصادية الصعبة.
في حين أكد بائع آخر أن الخضار والفاكهة تجلب من الضفة الغربية ولا بد له من رفع الأسعار وأنهم لا يربحون سوى القليل من الشواقل في بيعهم لهذه المنتوجات والذي لا يتعدى الربح فيه أكثر من شيقل لكل نوع من الخضروات حتى يعوض ما خسره وخاصة عندما يتعلق الأمر بالخضار أو الفاكهة التي تختلف حسب المواسم بسبب قدوم رمضان في فصل الصيف فلا تكون جميعها متوفرة وأضاف: نحن لا نستغل المواطنين بل التجار الكبار الذين نشتري منهم بضاعتنا هم الذين يحتكرون الأسواق ويتحكمون بالأسعار ولسنا نحن.
ولدى لقاء المواطنين للاطلاع على أوضاعهم وآرائهم قالت أرملة إحدى ربات البيوت: أسعار الملابس والطعام والخضار والفواكه «نار» ولا تتناسب مع وضعنا المعيشي أبدا وتضيف: في العادة نحتفل بالشهر الفضيل بوصفه شهر للصلاة والفرح ولكن هذا العام من الصعب علينا الشعور بالغبطة عينها.
وأكد مواطن آخر بأنه فوجي بهذا الارتفاع الحاصل على أسعار العديد من المواد التموينية والغذائية ، مبينا انه لا يشتري اللحمة الطازجة ، وإنما يلجأ إلى شراء اللحوم المجمدة ، وطالب التجار بمراعاة مستوى الناس المعيشي المتدني الذي رافقه هبوط في القوة الشرائية.
وبحسب صاحب محل بيع اللحوم فان الإقبال على شراء اللحوم المجمدة أكثر منه على اللحوم الطازجة وخاصة في رمضان.
ومن الملاحظ أن المواطن العادي ليست لديه القدرة المادية لشراء اللحوم الطازجة وفي رمضان ترتفع فيه نسبة الاستهلاك الشهري حيث تزداد الأطعمة على موائد الإفطار وخاصة القطايف للتحلية بعد الإفطار ولكن لم تسلم أيضا القطايف من حرب الغلاء.
ومن الجدير ذكره بأن رمضان في كل عام يأتي مختلفا عن غيره من الأعوام السابقة، حيث يكون محملا بقيم ومفاهيم بعيدة عن جوهر الدين، فالصيام لم يفرض من اجل البذخ والترف على موائد الإفطار بل للإحساس بمعاناة الآخرين من الفقراء والمحتاجين، وانطلاقا من هدف رمضان الديني والإنساني الذي هو استجابة لأمر الله باعتباره فريضة على المسلمين، فالدين ينهي عن استغلال الإنسان لأخيه الإنسان .
فقد كانت أسعار الخضار والمواد الغذائية العام الماضي اقل بكثير مما هي عليه اليوم وهذا التباين في الأسعار يطرح سؤالا ملحا ألا وهو: ما هو السبب في ذلك.