قال وزير الداخلية الأوكراني بالوكالة أرسين أفاكوف الجمعة إن جنودا روسيين يسيطرون على مطار سيمفروبل في شبه جزيرة القرم، بينما حذّر الرئيس الأوكراني المؤقت ألكسندر تيرتشينوف موسكو من تحريك أي أفراد خارج المناطق المسموح بها لهم بموجب المعاهدة الخاصة بقاعدتها البحرية.
وقال أفاكوف على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن مطار سيمفروبل الدولي تتم السيطرة عليه من قبل وحدات عسكرية تابعة للبحرية الروسية، معتبرا هذه العملية بمثابة "الغزو العسكري والاحتلال".
من جهتها قالت وكالة إنترفاكس الروسية إن جنودا روسيين يرتدون خوذات عسكرية, وبرفقتهم ناقلات جنود مدرعة, أخذوا مواقعهم في محيط مطار سيمفروبل العسكري.
وقالت الوكالة نقلا عن مصدر عسكري إن الهدف من وجود هؤلاء الجنود هو منع وصول مقاتلين إلى إقليم القرم. وكان شهود عيان قد تحدثوا عن انتشار حوالي خمسين مسلحا داخل المطار، وقد اتخذوا وضعا قتاليا وحملوا أسلحة هجومية وبنادق آلية.
وفي السياق ذاته، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن مطار سيمفروبل لا يزال مفتوحا، في حين يقوم مسلحون باللباس العسكري بدوريات في الخارج، بهذه المنطقة التي تشهد توترات انفصالية.
من جهتها، قالت مراسلة الجزيرة رانيا الدريدي إن هناك العديد من الجنود الذين يتمركزون بمحيط المطار لا يحملون أي رمز يدل على أنهم روس أو أوكرانيون، كما أوضحت أنه لم يتم الاستيلاء على المطار وأن جميع الرحلات تتم بشكل عادي.
توتر بالقرم
وكانت مصادر صحفية قد تحدثت عن استيلاء مسلحين لم تحدد هويتهم فجر اليوم على مطار سيمفروبل في شبه جزيرة القرم التي تتمتع بالحكم الذاتي بأوكرانيا، وذلك بينما أعلن رئيس الوزراء الجديد للإقليم سيرغي إكسينوف أن فيكتور يانوكوفيتش يبقى الرئيس المنتخب للبلاد قانونيا.
وفي وقت سابق، اقتحم مسلحون مبنيي الحكومة والبرلمان بالإقليم ورفعوا العلم الروسي فوقهما، وقد حاصرت قوات الشرطة المقرين ومنعت الدخول والخروج منهما.
وقال أحد الزعماء السياسيين المحليين إنه تلقى مكالمات هاتفية تؤكد أن جنودا روسيين يرتدون ملابس مدنية دخلوا إلى شبه الجزيرة.
والقرم هي المنطقة الوحيدة بأوكرانيا التي بها أغلبية روسية، وهي آخر معقل كبير للمعارضة للقيادة السياسية الجديدة بكييف بعد الإطاحة بالرئيس يانوكوفيتش منذ أيام وبها قاعدة لأسطول البحر الأسود الروسي.
وكانت الخارجية الروسية قد أكدت أنها وضعت مقاتلاتها في حالة تأهب قصوى على حدودها الغربية، وأنها ستدافع عن مواطنيها بقوّة. وفي الوقت ذاته بدأت القوات الروسية تدريبات عسكرية واسعة وسط وغربي البلاد، يشارك فيها نحو 150 ألف جندي وتسعون مقاتلة حربية وثمانون بارجة.
تحذير لروسيا
وفي رده على ذلك، قال الرئيس الأوكراني المؤقت ألكسندر تيرتشينوف محذرا روسيا من تحريك أي أفراد خارج المناطق المسموح بها لهم بموجب المعاهدة الخاصة بالقاعدة البحرية "أهيب بالقيادة العسكرية للأسطول الروسي في البحر الأسود، أي تحركات عسكرية وخاصة إذا كانت بالأسلحة خارج حدود القاعدة العسكرية سنعتبرها عدوانا عسكريا".
من جانبه، دعا وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل روسيا لاعتماد الشفافية في المناورات التي تجريها قرب الحدود الأوكرانية.
وفي مؤتمر صحفي عقده بمقر حلف شمال الأطلسي (ناتو)في بروكسل، ناشد هيغل موسكو تفادي اتخاذ ما وصفها بـ"خطوات محفوفة بالمخاطر في هذا الظرف الحساس الذي تمر به أوكرانيا".
وإزاء تسارع الأحداث في أوكرانيا وتصاعد التوتر في جمهورية القرم حيث يتمركز الأسطول الروسي، عبرت لندن ووارسو الخميس عن القلق في حين حث الناتو والولايات المتحدة روسيا على تفادي التصعيد.
من جهتها، أكدت روسيا أنها تحترم الاتفاقيات الموقعة مع كييف بشأن الأسطول الروسي في البحر الأسود، كما تعهدت بمساعدة أوكرانيا على تخطي أزمتها الاقتصادية.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إن بلاده أمرت بالتشاور مع الشركاء الدوليين بما في ذلك صندوق النقد الدولي ومجموعة الثماني الكبرى من أجل تقديم خطة إنقاذ لأوكرانيا، ودراسة مسألة تقديم المساعدات الإنسانية لسكان شبه جزيرة القرم تلبية لطلبات سلطاتها.
دعوة للتعاون
على صعيد مواز، دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري روسيا إلى التعاون مع الولايات المتحدة وحلفائها للمساعدة على الحفاظ على الاستقرار بأوكرانيا وتفادي أي تصرفات قد تعتبر استفزازية.
وأوضح كيري أن نظيره الروسي سيرغي لافروف "صرح بأن المناورات العسكرية القائمة لا علاقة لها بأوكرانيا وكانت مبرمجة سابقا، كما جدد تأكيد تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن روسيا ستحترم الوحدة الترابية لأوكرانيا".
وأشار كيري إلى أن روسيا أكدت أثناء الاتصال الهاتفي ذاته أنها لا تقف وراء الاضطرابات في شبه جزيرة القرم.
من جهته، أعلن الرئيس المخلوع يانوكوفيتش أنه لا يزال القائد الشرعي للبلاد، وحذر السلطات الجديدة من أن الناس في مناطق الجنوب الشرقي والجنوب لن يقبلوا "حكم الغوغاء".
وذكرت وكالات الأنباء الروسية أن يانوكوفيتش يعتزم عقد مؤتمر صحفي اليوم الجمعة عند الواحدة ظهرا بالتوقيت العالمي بمدينة روستوف أون دون بجنوب روسيا.
وكانت وكالة أنباء روسية نسبت لمصدر رسمي القول إن موسكو وافقت على ضمان السلامة الشخصية ليانوكوفيتش بعد أن أصدر المدعي العام الأوكراني بالوكالة مذكرة توقيف دولية بحقه.
الجزيرة نت