لم تحرز مفاوضات التسوية المباشرة بين الاحتلال "الاسرائيلي" والسلطة الفلسطينية أي تقدم ملموس، في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الأمريكية إلى تمديدها تسعة شهور جديدة بعد إنتهاء الجولة الأولى الشهر المقبل.
الخطة الأمريكية الجديدة لتمديد المفاوضات سيعلن عن ملامحها بعد زيارة كل من رئيس الوزراء "الاسرائيلي" بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة محمود عباس إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما الشهر الجاري وفقا لصحيفة هآرتس.
مختصون في الشأن السياسي الفلسطيني توقعوا تمديد المفاوضات الجارية بفعل الضغوط العربية والدولية على السلطة. رغم إعلان فريق التسوية رفض فكرة إطالة عمر المفاوضات كما أعلن صائب عريقات.
أسعد أبو شرخ المحلل السياسي يرى في حديث لـ"الرسالة نت" أن "اسرائيل" تسعى من وراء تمديد المفاوضات إلى إرغام السلطة على الإعتراف بما تسمى يهودية الدولة, وللحفاظ على تواجدها في المستوطنات الرئيسة بالضفة والقدس المحتلتين.
وقال إن الاحتلال يريد الحفاظ على مدينة القدس كعاصمة للدولة اليهودية التي يرنو إليها إلى جانب إلغاء قرارات الأمم المتحدة التي تخص الحقوق الفلسطينية.
أما عصام شاور الكاتب والمحلل السياسي فيرى بدوره أن المفاوضات حال تمديدها ستبقى تراوح مكانها حتى بعد الخطة التي طرحها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وتوقع شاور قبول السلطة تمديد المفاوضات، متجاهلة موقفها الرافض العودة إليها لأنها لم تعتد التمسك بقراراتها المتعلقة بمصير الشعب الفلسطيني.
المحلل أبو شرخ, قال إن السلطة ستتجه إلى الأمم المتحدة وستنضم لمحكمة الجنايات الدولية حال تمسكت بموقفها الرافض لتجديد مفاوضات التسوية، موضحا أن فشل المفاوضات يعني إمكانية تحقيق الوحدة الفلسطينية.
معايير أمريكية
ووفق صحيفة هآرتس "الاسرائيلية" فإن أوباما سيسأل عباس خلال اللقاء المقرر بينهما في واشنطن عن خطته حال فشلت المفاوضات، وعلق شاور على ما ذكرت الصحيفة بالقول: "سيصل عباس وأوباما لتفاهمات وسيتقرر تمديد المفاوضات سريعا".
بينما يقول أبو شرخ :" ستحاول أمريكا الضغط على عباس ليقبل دولتين بمعايير أمريكية تتناسب مع ما يريد الاحتلال، بالإضافة إلى حديثهم عن دولة فارغة المضمون"، موضحا أن أمريكا تحتاج السلطة لاعتبارها عنصر تهدئة في المنطقة.
وأشار أبو شرخ إلى أن واشنطن قد تلجأ إلى تغيير الكراسي والمواقع في السلطة الفلسطينية حال تمسك عباس والوفد المفاوض بموقفهم الرافض لمديد فترة المفاوضات.
يذكر أن كيري يعمل منذ نهاية (يوليو) 2013 على التوصل لاتفاق إطار بين الاحتلال والسلطة.
اتصالات عربية
وتلقت السلطة اتصالات من دول عربية ذات وزن في المنطقة طالبتها بالتجاوب مع الجهود الأمريكية في ملف المفاوضات مع (إسرائيل) وعدم المعارضة على تمديد المفاوضات وفق مصدر موثوق تحدث "للرسالة نت".
المحلل شاور أكد أن ضغط الدول العربية وغيرها على عباس يأتي في إطار تسهيل مهامه في المفاوضات خدمة لمصالحهم مع الغرب. غير أن المحلل أبو شرخ طالب بضرورة فضح الدول العربية التي تضغط على السلطة وشن حملة اعلامية عليها وكشفها أمام شعوبها ليعلموا مدى تواطؤها.