قائد الطوفان قائد الطوفان

المدونات الشبابية منابر لا تخضع للرقابة

غزة / ديانا طبييل "الرسالة نت"        

تتزايد أعداد المدونات يوميا كونها تمثل منبرا الكترونياً سهل الاستخدام والانتشار ويستقطب شريحة كبيرة من القراء في بيئة الانترنت لكن الأكثر بروزا في عالم المدونات ارتباطها بشريحة الشباب تحديداً، إلى درجة تعريفها ب "مدونات شبابية " ، لكن في الجهة المقابلة لهذا النشاط مترامي الأطراف، مؤيّدون ومعارضون ومراقبون، وكثير من المخاوف والاتهامات. ماذا يقول الشباب عن تجربتهم في التدوين؟ وكيف يدافعون عن مدوناتهم؟

رغبات في الثورة

المدونة موقع شخصي ، يكتب المدون فيها تجاربه وخبراته وآراءه الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية بحريّة مطلقة ، فهي عالمه الخاص، بعكس ما هو سائد في المنتديات أو غيرها من وسائل الإعلام التقليديّة، التي تخضع لرقابة ، فالمدونات لا تخضع ل" مقص الرقيب". لذلك تحوى ما تفيض به القلوب ،على الواقع السياسي والاجتماعي والعاطفي والابوى عبر فضاء افتراضي لا ينهيه إلا تعطل شبكة الانترنت .

 

الطالب لؤى عمار طالب من كلية الهندسة المستوى الثالث يقول لـ "الرسالة نت ": المدونات وسيلة مهمة ومتوافرة للتعبير عن للحرية الفكرية، ويضيف بدأت كتابة مدونتي الشخصية في العام 2008، رغبة مني في اكتشاف معارف جديدة ومشاركة قناعاتي وأفكاري مع الآخرين فدوّنت أوراقاً شخصيّة، وخواطر نثرية وأشياء كثيرة واهتمامات لها ارتباط بالثقافة وبمجال دراستي .

 

ويتابع مع الوقت وجدت اهتمام من الأصدقاء ومعارف الانترنت فأصبحت دائم الاهتمام فيها وتحديثها بشكل مستمر خاصة بما يتعلق بمجال الدراسة لأنني طالب متميز ولدى خبرة كبيرة في ترجمة بعض الكتب والمواد من اللغة الانجليزية إلى العربية ، مضيفاً أنه استطاع خلال العاميين الماضيين استقبال قرابة 4000 زائر ومهتم عبر مدونته معبرا عن سعادته أنهم أصبحوا من الزوار الدائمين .

 

أما حول الانتقادات التي توجه إلى المدونات فيقول : كل عمل تقابله مسئولية و أنا ملتزم بمدونتي وأتواصل مع زوّارها بمسؤولية ووعي. و أقدّم في مدونتي ما يفيد الزائر ويوسّع مداركه .

 

أما سناء الشرافى، في السنة الثانية صحافة ، تقول: مدونتي جزء من حلم حياتي بان أصبح يوماً ما صحفية مشهورة على مستوى الوطن العربي لذا كان عنوانها " بداية حلم " ، وعند البداية كنت أحاول تدوين ارائى في الأحداث المجتمعية المحيطة بى وبعض القصص التي تحدث بين الفينة والأخرى في مجمعنا كالانقسام والفلتان الامنى والحصار ، لكن مع الدراسة طورت مدونتي لتصبح شبه موقع الكتروني اخبارى متنوع أضع فيه كل محاولاتي بتحرير الأخبار وجمع بعض الأخبار الغريبة والطريفة .

 كلام لأجل الكلام

أما نور كراجة فتقول: حررت أول مدونة في يناير 2008 باسم " نور الهدى " ، وجاءت المدونة بعد سنوات طويلة من مشاركات دائمة في منتديات مختلفة وبالنهاية وجدت أن طبيعتي النهمة في متابعة كل جديد، تحتاج إلى مدونة شخصية تجمع هذا النهم.

 

وتضيف في مدونتي الأولى ترك الأمر دون تخصص بل جعلتها منبراً لأفكاري، أطرح فيها أحداثاً آنية ساخنة تهمّ الشباب والمجتمع ، ثم أنشأت مدونة أخرى أكثر تخصصا بعد ست شهور من المدونة الأولى وقررت من خلال هذه المدونة خدمة دين الإسلام فجعلتها منبرا لتعليم الدين الاسلامى معتمدة على المواقع الإسلامية الشهيرة والكتب و المراجع الدينية

 

تشير نور إلى أن كثير من المدونات تسيء إلى اللغة العربية. ولا تحترم الزائر في ما ينشره فيها، ولذا احرص على إظهار مدونة تحترم من يزورها ، فأنا أستثمر تمكّني من اللغة الفصحى، مشيرة إلى أن المدونات وسيلة جديدة للحرية الفكريّة، أوسع وأكثر جرأة، وتمثّل فئة الشباب

 

تؤكّد كراجة أن المدونات ليست مجرد كلام لأجل الكلام ، فعالم المدونين استطاع أن يحقق  بعض النجاحات على ارض الواقع خاصة على صعيد المدونين المصريين الذي استطاعوا من خلال المدونات فضح بطش الحكومة بالمواطن المصري .

 تطبيق تفاعلي

من جهتها تقول الصحفية فداء المدهون مدير مؤسسة الثريا للأعلام والمحاضرة بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية : لا يمكن إنكار مستقبل الإعلام الرقمي ” الالكتروني ”  بعد دخول الانترنت كل منزل ، وانتشار منتديات ووكالات وصحف الكترونية ومدونات .

 

وتضيف المدونة مكونة من دمج كلمتين Web Log وتعني الدخول على الشبكة وعبر إحدى تطبيقات النشر publishing وتعمل من خلال نظام لإدارة المحتوى ، يعتبرها البعض تطبيقا تفاعليا وشكلها النهائي صفحة ويب تظهر عليها تدوينات مؤرخة ومرتبة زمنيا ويكون لكل مدخل مسار دائم لا يتغير منذ لحظة نشرها يمكِّن القارئ من الرجوع إليها لاحقاً ، كما يضمن ثبات الروابط ويحول دون تحللها.

 

وتضيف هذه الآلية للنشر على الويب تعزل المستخدم عن التعقيدات التقنية المرتبطة بالإنترنت، و تتيح لكل شخص أن ينشر كتابته بسهولة بالغة. تتيح له الاحتفاظ بمدونة ينشر من خلالها ما يريد وكما تتيح خصائص مكملة؛ كتقنية التلقيم التي تهدف لتسهيل متابعة التحديثات التي تطرأ على المحتوى ، إضافة إلى خاصية التعليقات التي تحقق التفاعل بين المدونين والقراء.

 

أما الكتابات فتتنوع ما بين اليوميات، والخواطر، والتعبير المسترسل عن الأفكار، والإنتاج الأدبي، ونشر الأخبار والموضوعات المتخصصة في مجال التقنية والإنترنت نفسها وهناك مواقع استضافة تقدم خدمة المدونات مجاناً أشهرها عالميا Blogspot و Wordpress ويستخدم الكثير من العرب موقعي مكتوب وجيران لسهولتهما وتوافرهما باللغة العربية .

 ظاهرة شبابية

وتتابع قائلة : زادت عربيا ظاهرة الاتجاه نحو التدوين عام 2005 وخاصة الشباب ووجدوا أنفسهم فيها بعد أن اعتاد مستخدمي الانترنت استغلال المنتديات و المجموعات البريدية لتبادل الأخبار، و النقاش و التعبير عن النفس أصبح بإمكانهم بناء كيانات صحافية بتكاليف منعدمة ينشرون فيها مايريدون.

 

أما أكثر الدول تفاعلا مع المدونات هي مصر والسعودية والمغرب، ربما لأسباب تتعلق بالقمع الذي تمارسه السلطات على وسائل الإعلام التقليدية، و الحراك السياسي الذي تشهده هذه البلاد والتقلبات الاجتماعية التي ساهمت في تفجر بعض الأحداث التي ساهم المدونون في التقاطها بعدساتهم.

 

وتؤكد المدهون أن المساحات الحرة أوجدت سلطة للمدونين فأصبحوا مخيفين لبعض الأنظمة العربية كونها تجاوزت منع الحريات والتضليل الإعلامي وأصبحت تكشف الحقائق بالصوت والصورة ، لكن للأسف دائما ثمن الحريات باهظة فهناك من تعرض للسجن والملاحقة، ك"فؤاد فرحان" المدون السعودي الذي تم اعتقاله على خلفية التدوين ، إلا أن هذه الممارسات كانت نتائجها عكس ما تبتغيه الأنظمة فبدل القضاء على أصوات المدونين زادت شهرتهم و أصبحوا مصدرا للأخبار ، ما ذاد توجه فئة الشباب إليها

 

أما على الصعيد الفلسطيني فهناك تأخر وتباطؤ في ظاهرة التدوين رغم ارتفاع عدد المتصفحين للمواقع الفلسطينية، وكثير من المواقع الإخبارية مثل الجزيرة نت وإسلام أون لاين حيث تحظى بأكبر نسبة تصفح عربيا من الفلسطينيين ، لكن يجب التأكيد على أهمية التدوين للفلسطينيين على وجه الخصوص وضرورة الاستفادة منه ، و بلغات عدة لتصل للآخر فيه بما يخص  القضايا المصيرية كالاستيطان، العودة ، القدس، الجدار، الأسرى.

 

البث المباشر