قائمة الموقع

هل يقول عباس "لا" لأوباما؟

2014-03-03T14:33:35+02:00
عباس وأوباما (أرشيف)
الرسالة نت - شيماء مرزوق

دخلت المفاوضات الفلسطينية (الإسرائيلية) هذا الأسبوع منعطفا حاسما عقب تدخل الرئيس الأميركي باراك اوباما شخصيا في ملف "التسوية" ودعوته لكل من رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتانياهو ورئيس السلطة محمود عباس لاجتماعين منفصلين في واشنطن لبحث اتفاق الاطار إيذانا بانطلاق مفاوضات الحل النهائي التي ستتخذ منه مرجعية في المواضيع النهائية محل الخلاف.

تلك الاجتماعات التي تتزامن مع قرب انتهاء المهلة المحددة للمفاوضات في ابريل المقبل تعكس إلى حد كبير فشل وزير الخارجية الاميركي جون كيري في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.

التشابه الكبير بين سير مفاوضات الأمس واليوم ينذر بذات النتائج, خاصة أن الرئيس الراحل ياسر عرفات قال في حينه للرئيس الاميركي بيل كلينتون ان ما يطرحه عليه في "كامب ديفيد" لا يمكن لأي فلسطيني القبول به, وهو ذات التصريح الذي قاله الرئيس عباس عندما سئُل عن اتفاق الاطار, لكن التساؤل الكبير يبقى هل يجرؤ عباس على قول "لا" لأوباما في البيت الابيض مثلما فعلها عرفات؟.

محاولة أخيرة

لبس اوباما قفازاته ودخل غرفة الانعاش التي تقيم فيها عملية التسوية بعدما ادرك ان ضغوط كيري لم تكن كافية, ويبدو انه سيسير على نهج سابقه كلينتون الذي عقد اجتماعات مكثفة مع عرفات وباراك استمرت اسبوعين في محاولة اخيرة قبل انفجار الاوضاع، وعلى أمل الوصول الى اتفاق يدخله التاريخ.

أوباما القادم من حزب كلينتون الديمقراطي يشاركه ايضا خطه السياسي والدبلوماسي، فهو يحاول التوصل اتفاق تاريخي قبل نهاية ولايته الثانية، مما يبشر المفاوض الفلسطيني بسيل من الضغوط.

ومن المؤكد أن ابو مازن يدرك جيدا طبيعة الضغوط التي ستمارس عليه خاصة وأنه كان حاضرا في اجتماعات عرفات- كلينتون وشهد على الخلاف الشهير وما تبعه من أزمات وضغوط, وقد يكون هذا دافع لمحاولاته المستميتة في تفادي ذات المصير.

وكان وزير الجيش (الإسرائيلي) "موشيه يعالون" قد اكد أنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق تسوية مع السلطة فإن (إسرائيل) ستدبر أمورها بنفسها.

وشكك يعالون في النوايا الفلسطينية اتجاه المفاوضات بقوله "يجب ألا نخدع أنفسنا بشأن النوايا الحقيقية لأبو مازن، فهو هرب كما هرب عرفات من كامب ديفيد".

أجواء كامب ديفيد

ما أشبه اليوم بالبارحة فالأجواء الثقيلة التي تغزو واشنطن حالياً هي ذاتها التي خيمت على كامب ديفيد عندما وصلت المباحثات الى طريق مسدود, وهو ذات المصير المتوقع لمفاوضات اليوم.

المفارقة العجيبة تكمن في أن اربعة عشر عاماً تخللتها عدة جولات تفاوضية لم تفلح في حلحلة النقاط الخلافية بل فاقمتها, حيث كانت ولا تزال قضايا القدس والحدود ويهودية الدولة أبرز العقبات امام أي اتفاق.

دينس روس، الذي كان مبعوثا خاصا للشرق الاوسط في ادارتي بوش الاب وكلينتون، تحدث في كتابه "السلام المفقود"، عن تفاصيل تلك المفاوضات، وخاصة الاجتماع الاخير الذي بعده خرج كلينتون غاضبا واعلن فشل المفاوضات, بعدما كانت قضية القدس محور الخلاف.

ويؤكد روس ان (إسرائيل) وافقت حينها على سيادة الفلسطينيين على الاحياء الخارجية (ضواحي شرق القدس ، مثل الخالدية وبيت حنينا), والقسمين الاسلامي والمسيحي في المدينة القديمة من شرق القدس الى جانب حكم ذاتي، تحت السيادة (الإسرائيلية)، ويدير الفلسطينيون الحرم الشريف.

هذه التفاهمات التي رفضها عرفات عام 2000 تعتبر انجازا كبيرا في الوقت الحالي إذا ما قورنت بما يعرض على الفلسطينيين من تقسيم للعاصمة والمناطق المقدسة واعتبار القدس هي أبو ديس, وبإدارة (إسرائيلية).

وقد فجرت قضية القدس مؤخراً خلافا كبيرا بين عباس وكيري في اجتماع باريس الذي استمر ثماني ساعات متواصلة تبنى خلالها الاخير وجهة النظر (الإسرائيلية) بالكامل.

ووفق مصادر فلسطينية فانه لم يحدث اي اختراق في جميع الملفات التي طرحت والمتمثلة باللاجئين والحدود والقدس والمستوطنات التي يحاول كيري اضفاء الشرعية عليها من خلال تبادل الاراضي.

كما ان اصرار كيري على تبني وجهة النظر (الإسرائيلية) بخصوص الاغوار حمل ابو مازن للإعلان من باريس فشل الجهود الأمريكية بإحداث اي تقدم حتى الان في عملية التسوية.

هذه الملفات المعقدة تؤكد أن مهمة الرئيس الاميركي في اقناع كل من (إسرائيل) والسلطة بتوقيع اتفاق ستكون صعبة وربما يلجأ الى الاعلان شخصياً عن تمديد المفاوضات كبديل عن فشلها نهاية الشهر الجاري إذا استمرت العقبات الحالية كما هو مرجح.

ويحاول اوباما تفادي سيناريو الانفجار الذي حدث مع كلينتون عقب فشل مباحثات كامب ديفيد عندما انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية, رغم الفارق الكبير في النهج والسياسة بين أبو مازن الرافض لجل أشكال المقاومة وسلفه صعب المراس عرفات الذي دعم الانتفاضة. 

اخبار ذات صلة