في شمعتها الـ"14" "الرسالة" تواصل المسيرة

غزة- كمال عليان-الرسالة نت:

في لوحة فنية ما زالت تنبض بالحياة الإعلامية الفلسطينية بكل ما فيها من كدٍ وتعب ومتعة، وذكريات عبرت في مساماتها درجات لونية متعددة، امتدت على مدار سنواتها الأربعة عشر  

حيث اصطف أعضاء مجلس إدارة صحيفة الرسالة والعاملون فيها على باب مركز رشاد الشوا الثقافي وسط مدينة غزة، بشموخ وكبرياء مرسلين برقية للاحتلال وأعوانه أجمعين أن أقلامنا باقية ما بقي الدم يتدفق في العروق، وأنكم مهما راهنتم على إخماد صوتها فلن تستطيعوا.

كل هذه المشاعر الجياشة تجتاحك فجأة وأنت تنظر إلى مواكب المشاركين من الإعلاميين والوزراء والمثقفين وجمهور الصحيفة رجالا ونساء، الذين لبوا الدعوة بمجرد أن وصلتهم.

لوحة بدا فيها الإصرار على الاستمرار رغم كل المعيقات، وكأنها تحد واضح لكل ما مرت به الصحيفة على مدار سنواتها الطوال، كيف لا و"الرسالة" صنعت منهم "تركيبة نفسية" يختلط فيها قوة القلم ومعاناة الظروف في الآن ذاته، بينما أعماقهم البسيطة الطيبة تبقى جسراً للمرور عبرها إلى عالمهم الذي اختارت "الرسالة" هذه المرة أن يكونوا هم في ضيافتها.

دقة الإدارة

وبمجرد دخولك باب الصالة الضخمة فإنك ستذهل من عدد المشاركين والحاضرين، وكيف تم تنظيمهم في منظر جميل ومذهل، وبالرغم من أنك قد لا تجد موطأ قدم لك في المكان، إلا أنك الوجوه التي  تشع بدفء الترحيب وسط الحضور يقودك إلى مكانك بكل نظام والتزام.

وأما صحافيو الرسالة فترى بعضهم في قسم الترحيب بالمشاركين، وبعضا في حفظ الهدوء، وآخرين يتابعون أصحاب الكاميرات، وآخرين يقدمون الفقرات، في منظر مذهل والذي إن دل فإنما يدل على عمق الإدارة ودقتها.

صحافيون شقوا عنان العمل الصحفي في ظروف صعبة، ونحتوا بصماتهم على جبينه، لكنهم في لحظة الابتهاج لم ينسوا صحيفتهم "الرسالة"، فأمطروا الذكرى بود كبير نسجته حروف (الرسالة..سيرة ومسيرة).

انطلقت فعاليات الحفل بحضور قيادات الشعب الفلسطيني وعلى رأسهم رئيس الوزراء إسماعيل هنية، والعديد من الوزراء ونواب المجلس التشريعي، وعدد من المسئولين وكبار الشخصيات وممثلي المؤسسات الحكومية والأهلية، والمئات من المشاركين.

كلمات وشهادات

وتخلل الحفل العديد من الفقرات الشيقة لعل أهمها النشيد الإسلامي، والقصيدة الشعرية التي ألقتها الطفلة تسنيم، سلبت بواسطتها لب السامعين وانتباههم، بالإضافة إلى الدبكة الشعبية التي أضفت جوا جميلا للحفل.

ولعل كلمة رئيس الوزراء إسماعيل هنية كانت شهادة تفتخر بها "الرسالة" عندما أكد على أنه ينتظر صدورها كل اثنين وخميس من كل أسبوع، لافتا إلى أنها ستبقى عنوانا للإعلام المقاوم.

وأما كلمة رئيس مجلس إدارة الصحيفة م.إسماعيل الأشقر فقد كانت نظرة مستقبلية للصحيفة لجعلها يومية وتوسيع مكاتبها في السنوات المقبلة، مشيرا إلى أن روعة هذه اللوحة الفنية التي صنعها العاملون في الصحيفة في هذا الحفل.

ولم يكن د.صلاح البردويل رئيس الدائرة الإعلامية في حركة حماس بعيدا في خطابه عن سابقيه، فقد أكد أن "الرسالة" هي أصدق تعبير على هموم الشعب الفلسطيني وآلامه، موضحا أنها كانت أول صوت ينطق بالمقاومة في زمن كانت جميع أبواق الإعلام تصدح للمساومة.

مسك الختام

وعندما دقت الساعة التاسعة والنصف كان لشمعة الرسالة الـ"14" أن تنطفئ، وقرر ضوءها النوم ليعاد أن يشعل في عام جديد وقد مر عليها 15 عاما.

وفي ختام الحفل تم البدء بتوزيع دروع التكريم على أهالي كتاب الصحيفة ممن استشهدوا أمثال ابراهيم المقادمة وإسماعيل أبو شنب وعبد العزيز الرنتيسي ونزار ريان، وكذلك تسلم كتاب وصحفيو الرسالة دروعهم، بالإضافة إلى تكريم رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الإدارة.

وأما الصورة الجماعية فقد كانت مسك الختام والتي ضمت بين ألوانها رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الإدارة وصحفيو الرسالة، في صورة تؤكد أن "الرسالة" وفي شمعتها الـ"14" ما زالت تواصل الانطلاق والتميز.

 

البث المباشر