عبرت سفينة حربية أميركية مضيق البوسفور في تركيا اليوم الجمعة في طريقها إلى البحر الأسود، فيما وصفه الجيش الأميركي بأنه انتشار "اعتيادي" مقرر قبل اندلاع الأزمة في أوكرانيا. وبالتزامن أعلنت تركيا إطلاق مقاتلات باتجاه طائرة روسية اقتربت من سواحلها.
وعبرت المدمرة القاذفة للصواريخ "تروكستون" التي غادرت قاعدتها في اليونان صباح أمس الخميس، مضيق الدردنيل صباح الجمعة ودخلت مضيق البوسفور بعد ظهر الجمعة.
وأعلنت واشنطن عن الانتشار أمس الخميس بعد يوم من كشف وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن خطط لزيادة عدد الطائرات المقاتلة الأميركية المشاركة في مهمة دورية جوية تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في منطقة البلطيق.
يأتي هذا في ظل توتر دولي بعد سيطرة روسيا فعليا على شبه جزيرة القرم الواقعة في شمال البحر الأسود حيث تقع قاعدة عسكرية روسية.
وعرض التلفزيون التركي لقطات للمدمرة الأميركية "تراكستون" المسلحة بصواريخ موجهة، وهي تبحر شمالا عبر إسطنبول صوب البحر الأسود، حيث من المقرر أن تجري تدريبات مع قوات بحرية تابعة لبلغاريا ورومانيا العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وكانت قطعتان من سلاح البحرية الروسي عبرتا الثلاثاء الماضي مضيق البوسفور للتوجه إلى البحر الأسود وقاعدتهما في سيباستوبول بالقرم. كما وصلت إلى البحر الأسود فرقاطة أوكرانية.
وتصاعدت الأزمة في أوكرانيا، عقب الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش، حيث سيطرت قوات روسية على المنشآت الحيوية في شبه جزيرة القرم.
واليوم الجمعة اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه لا تزال خلافات موجودة بين بلاده والولايات المتحدة في تقييمهما الأزمة في أوكرانيا.
وقال بوتين -في بيان- إن سلطات كييف الجديدة التي وصلت إلى الحكم في "انقلاب غير دستوري" فرضت "قرارات غير شرعية على الإطلاق على مناطق شرق أوكرانيا وجنوبها الشرقي والقرم"، وأضاف أن بلاده لا تستطيع "أن تتجاهل طلبات المساعدة في هذا الشأن، وهي تتصرف على هذا الأساس بما يتفق تماما والقانون الدولي".
بدوره عرض الرئيس الأميركي باراك أوباما على نظيره الروسي خلال اتصال هاتفي شروط حل دبلوماسي للخلاف الراهن، بينها عودة القوات الروسية لثكناتها في شبه جزيرة القرم, والسماح بنشر مراقبين في الإقليم للتحقق من عدم تعرض الناطقين بالروسية هناك لانتهاكات، ودخول موسكو في محادثات مع السلطة الجديدة بأوكرانيا.
طائرة روسية
من ناحية أخرى قال الجيش التركي اليوم الجمعة إن سلاح الجو التركي دفع بست مقاتلات إف16 بعد أن حلقت طائرة استطلاع روسية بمحاذاة الساحل التركي على البحر الأسود وسط توتر متزايد بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا.
ووقع الحادث أمس الخميس وهو ثاني حادث معلن هذا الأسبوع، وقال بيان نشر على الموقع الإلكتروني لهيئة الأركان العامة للجيش إن الطائرة الروسية ظلت في المجال الجوي الدولي.
وتقع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي على الساحل الجنوبي للبحر الأسود مقابل شبه جزيرة القرم الأوكرانية المطلة على شمال البحر الأسود التي تقع في قلب المواجهة الحالية بين روسيا والحكومة الأوكرانية الجديدة.