عذابات انتظارك على ذاك السياج أرهقتني كما عضلة قلبي ولون وجهي الأزرق وكان لابد من إهدائك آخر الأنفاس لأعتذر من أمومتك التي لم تنتعش بسماع "ماما" مني !
هوني عليك يا أم أحمد فالكفن الأبيض يريحني الآن وأطرافي الباردة ستشعر بالدفء في باطن الوطن بعد أن صرخت غزة "افتحوا معبر رفح " أملًا بصمودي ..واليوم تصرخ مجددًا لأجل روحي :" # مات_ أحمد # افتحوا_معبر_رفح " .
هو الطلب الأخير ودمعاتك ما فتئت تنهمر على وجنتي اصرخي يا أمي معهم وتساءلي :"كم من أحمد يجب أن يرحل لتفتح المحروسة المعبر !
لم نجد سوى روح الرضيع أحمد أبو نحل 3 شهور الذي ارتقى يوم الخميس الماضي بسبب استمرار إغلاق معبر رفح ومنعه من السفر للعلاج لتروي لـ "الرسالة نت" فصول الألم !
مقطع فيديو للرضيع أبو نحل اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي عبر صرخات المغردين بهاشتاق افتحوا معبر رفح إلا أن أنينه لم يلامس تلك القلوب المتحجرة على الحدود المصرية .. فمات أحمد!
ودعت غزة أحمد بتقاسيم وجهه الصغيرة حيث عبرت دمعات الناطق باسم اللجنة الوطنية لكسر الحصار أدهم أبو سلمية عن ذاك الوجع حين قال :" الطفل أبو نحل كان يعاني من تضخم في القلب والكبد ويملك تحويلة علاج بالخارج إلى تركيا وكان ينتظر فتح المعبر إلا أنه توفي" .
معالم وجه أبو سلمية اختزلت حالة الغضب التي تسود القطاع, وأكد أن استمرار سقوط الضحايا أمر مؤسف، مطالبًا مصر بإعادة فتح معبر رفح للحالات الإنسانية.
أنفاس الرضيع الأخيرة أعادتنا بالذاكرة للحاجة نايفة شاهين وأناتها الأخيرة في مستشفيات القطاع أملًا بالسفر للعلاج, وبوفاة أبو نحل يرتفع عدد حالات الوفاة نتيجة تشديد الحصار مؤخرا إلى حالتين.
ذل الفلسطيني
هي برودة ذاك "البلاط" الذي ما فتئت أجساد النائمين عليه تشعر بها.. هي قطع الكرتون بتناوب أجسادهم المنهكة عليها, هو المعبر الوحيد الذي ولد على عتباته ذل الفلسطيني بفصول المسافرين من خلاله!
مليون وثمانمئة غزي يتجرعون مرارة الألم بذاك المشهد حينما تقتل الأحلام أمام بوابة المعبر فيعلو صراخهم #افتحوا_معبر_رفح, ولهفة المرضى وأصحاب الإقامات بالخارج والطلبة والإعلامين لاجتياز سياج المعبر أملاً في الحياة والحياة فقط!
مناشدات مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية السلطات المصرية لفتح معبر رفح الحدودي المغلق منذ حوالي أكثر من شهر, ووضع آلية مناسبة لضمان استمرارية فتحه بشكل طبيعي، لم تتلق أي استجابة من الشقيقة!
قواعد القانون الدولي الإنساني باتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949، كسرتها السلطات المصرية بمنع سفر المرضى دون إيجاد حل عاجل يضمن حرية حركة وسفر المدنيين الفلسطينيين, وهنا نتساءل :"كيف "لأم الدنيا" أن تقتل أطفالها في غزة وتقطع عنهم الشريان المغذي لقلبهم ؟.. وهل يحق للصغار أن يسحبوا اللقب منها بعد قسوتها !
مسيرة الكترونية!
لا مكان للافتات هنا .. "فطقطقة" لوحة المفاتيح لأجهزة الحواسيب المحمولة بالتزامن مع تغريدات الناشطين "افتحوا معبر رفح" كان المشهد الأبرز الذي التقطته عدسة "الرسالة نت" خلال إحدى المسيرات الالكترونية في ساحة الجندي المجهول بغزة نهاية الأسبوع الماضي.
" مقهور وبدك تحكي عن الحصار واغلاق معبر رفح ..شارك معنا بهاشتاق افتحوا معبر رفح .. بكفي حصار" دعوات تناقلها الشباب مؤخرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بحثًا عن الأثر المطلوب من مصر ولكن دون جدوى تذكر !
الاتصال بالشبكة وتبادل "الباسورد" بين المشاركين بالمسيرة هي كل الملامح التي تلفت انتباه المارين من بين الصرخات التي تتعالى مجددًا للمطالبة بفتح المعبر للحالات الانسانية.
"لم يبقى أمامنا إلا العالم الافتراضي للضغط على مصر لفتح المعبر واسترداد حقنا المسلوب منا " بكلمات الناشط يحيى زين الدين والآهات العالقة تأملنا أن تصبح الأحلام حقيقة على أرض الواقع.