قائمة الموقع

هل يحرق الردح "العباسي الدحلاني" رايات "فتح " !

2014-03-18T14:17:05+02:00
دحلان وعباس (الأرشيف)
الرسالة نت - أمل حبيب

كلاهما حرق أوراق الآخر رغبة منه بالبقاء، وكان شغلهما الشاغل "من قتل عرفات؟" إجابة السؤال بانت على إثرها سوءاتهما وحرقت رايات "أم الجماهير" بتاريخ طلقتها الأولى!

هي حروق من الدرجة الثالثة التي تسببت بها "حالة الردح" ولا يمكن لأي مضاد حيوي أن يجففها حيث ما فتىء كلاهما بالتوعد للآخر بحركة يديه أو عقد حاجبيه أو حتى عبر ضحكات ساخرة نفثتها سيجارة أضرمت النار بينهما.

توعُّد كل منهما للآخر جاء من باب الثقة بالنفس، وذات الورق الأبيض يلوح بها كلاهما كأدلة رسمية تبرؤه من تهم الخيانة عبر الهواء مباشرة، حتى أمسى الصراع بين رئيس السلطة محمود عباس والقيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان على أشده، مما دفعنا للتساؤل "هل ستشعل تلك "الطوشة" النار في أوساط فتح ؟

نبش قبور!

المعطيات على الساحة السياسية تشير الى أن حركة فتح في طريقها نحو انشقاقات رسمية بعد الاتهامات المتبادلة والتي لا يمكن أن يختلف اثنين على أنها إساءة لتاريخ القضية الفلسطينية.
"معقول ١/١/١٩٦٥ تكون نهايتها بهذه البذاءة، عيب عليكم (..) تلعنكم دماء الشهداء!" يقول المحلل السياسي عدنان أبو عامر عبر صفحته على الفيس بوك، ملخصًا الحالة التي وصل لها قيادات حركة التحرير الوطني بعد سلسلة الاتهامات المتبادلة .

عباس الذي أحرق أوراق فتح كما أحرق أعواد السجائر بشراهة خلال كلمته لم يدرك بأنه يحرق نفسه هو الآخر بسبب صمته على تلك التجاوزات وتستُّره على العديد منها برفقة أطراف في الحركة !

بدوره، فإن النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني حسن خريشة نبّه الى أن القيادة غير واضحة وغير صريحة مع شعبها, حيث تحدث كل من عباس ودحلان عن قضايا منذ عشر سنوات واصفًا إياهما كمن ينبش القبور, مشيرًا الى أنه كان أولى أن يقدم كل من قصّر وأفسد في السلطة إلى المحاكمات .

أما المحلل السياسي مصطفى الصواف فيرى أن الخلاف سيكشف ما أخفاه الرجلان عن بعضهما البعض طيلة سنوات طويلة وربما نشهد في الأيام القادمة كشف مزيد من الأوراق".

وأضاف في مقال بعنوان :" فتح بحاجة إلى ثورة ومحاكم ثورية لرد الاعتبار" حقيقة مؤلمة أن يكون من هم على سدة الحكم في السلطة وحركة فتح بهذا المستوى المتدني من الوطنية وهذه العمالة المعلومة لمن يدعي الطهارة والنقاء ".

انشقاق جديد!

عباس الذي ألمح في خطابه الأخير بأن دحلان شريك في اغتيال الراحل ياسر عرفات, رد عليه دحلان مهددا بالكشف عن تفاصيل العملية, في حين أن تهمة الخيانة التي ألصقت بظهر دحلان اعتبرها الأخير "خراريف عجايز"  وعاهة من أبو مازن !

هي المهزلة التي لحقت بفتح بعد ردح قياداتها علنًا، هي حالة الإحباط التي تولّدت في أوساط فتح, هي كل شيء بعيد عن رائحة الوطنية !

على أرض الواقع شمالًا أحرق المئات من المؤيدين لعباس صورًا لدحلان في مسيرات جابت شوارع المدينة, وفي الشطر الجنوبي من الوطن تراشق طلبة جامعة الأزهر الحجارة ظهر الإثنين كما تراشق زعيما الطرفين الاتهامات عبر الهواء مباشرة !

شرارة التصعيد بين القياديين شملت إطلاق النار على منزل جبريل الرجوب عضو المجلس الثوري لحركة فتح صباح اليوم.

المراقبون وصفوا رد دحلان على عباس بالهجوم اللاذع على خلفية خطابه الأخير الذي اتهمه فيه بمجموعة اتهامات من بينها وقوفه وراء اغتيال قائد كتائب القسام صلاح شحادة.

تلك الاتهامات تزامنت مع مرحلة وصفها عباس بالأصعب، عشية لقائه مع الرئيس الأمريكي في واشنطن والمساعي المتعثرة لتطبيق ملف المصالحة الفلسطينية، والتسريبات الأخيرة حول سيناريوهات عودة دحلان لقطاع غزة.

وهنا يبقى السؤال :"هل ستتوالى سلسلة "الفضائح" بين الطرفين الى أن تشتعل فتح بمن
فيها ؟

يجيب خريشة في هذا الصدد: "نأمل ألا تشتعل هذه النيران ولكن سيخرج من حركة فتح من يخرج وسيولد انشقاق جديد سيتم التعاطي معه وستتوالى بعد ذلك".

وأمِل النائب الثاني لرئيس التشريعي بأن يتم تشكيل لجنة تحقيق مهنية واضحة محايدة لمناقشة ما جرى والخروج بنتائج وتقديم المقصرين للقضاء, مشيرًا الى أنه ليس من المنطق التحدث عن فلان قتل فلان ونلتزم الصمت .

وكان المستشار الإعلامي لرئاسة الحكومة الفلسطينية بغزة طاهر النونو قد دعا إلى فتح تحقيق وطني في حقيقة ما يرتكبه قادة السلطة الأمنيون المتورطون في التنسيق الأمني مع (إسرائيل).

مرفوضة وطنيًا

وليس بعيدًا عن مستقبل "الطوشة" بين عباس ودحلان , فإن اللغة المستخدمة بين الطرفين مرفوضة وطنيًا بحسب خريشة , ولا يعقل أنه في ظل الظروف والضغوط الأمريكية والإسرائيلية على الشعب الفلسطيني أن يتم تبادل الاتهامات بتلك الطريقة .

 ولفت الى أن رسالة الطرفين أعطت انطباعًا سيئًا لدى الناس عن القيادة الفلسطينية سواء فتح أو غيرها .

الشغف لمتابعة رد دحلان على اتهامات عباس كان سيد الموقف في الشارع الفلسطيني ..معالم الاشمئزاز نقلتها الشاشة المصرية "دريم" والتي اعتبرها محللون أنها "كمن يصطاد في الماء العكر".

لم نجد وصف أبلغ من تساؤل الكاتب عبد الباري عطوان المتهكم والمشبع بوجع فلسطيني :" من دسَّ السُم لعرفات؟ عباس أم دحلان؟ أم الاثنان" , ولم ينتظر إجابة من أحد حيث رد على سؤال نفسه: "إنه غسيل قذر نخجل منه ونعتذر للعرب جميعا لأننا لم نستطع مداراة السفهاء منا" .

ويشعر عطوان مثل غيره من الفلسطينيين بالخجل وهو يتابع مسلسل الاتهامات بالفساد ونهب عرق الفقراء والكادحين، والقتل للمناضلين والمجاهدين، والعمالة للإسرائيليين، والتآمر على قيادات المقاومة، وتسهيل عمليات تصفية العدو الاسرائيلي لها, كما ظهر ذلك جليًا في مقاله الأخير عبر القدس العربي .

ولربما تحتاج "أم الجماهير"  إلى ترتيب أوراقها لتحفظ ما بقي لها من كبرياء وطني من خلال

تشكيل لجنة تحقيق مهنية لتقديم "الخونة" منها الى القضاء .

اخبار ذات صلة