في مثل هذا اليوم من عام 2004 ميلادي استشهد مؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشيخ القعيد أحمد ياسين جراء استهدافه بعدة صواريخ من طائرات الاحتلال عقب خروجه من صلاة الفجر وهو على كُرسيه المتحرك.
ولد الشيخ ياسين في قرية "الجورة" قضاء المجدل، في يونيو/حزيران عام 1938، ونَزح مع عائلته إلى قطاع غزة بعد حرب عام 1948 ميلادية.
أصابه الشلل في جميع أطرافه أثناء ممارسته للرياضة في عامه السادس عشر. واستطاع الشيخ أن ينهي دراسته الثانوية في عام 1958 ثم الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض عليه في البداية بسبب حالته الصحية .
بدأ نشاطه السياسي بالمشاركة في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجًا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956, حينها أظهر الشيخ قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة حيث استطاع أن ينشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة، مؤكدًا على ضرورة عودة الإقليم إلى الإدارة المصرية .
وفي عام 1987, اتفق الياسين مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال بغية تحرير فلسطين أطلقوا عليه اسم "حركة المقاومة الإسلامية" المعروفة اختصارا باسم "حماس".
وبرز دوره في "حماس" خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت آنذاك والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد, ومنذ ذلك الحين و الشيخ أحمد ياسين يعد الزعيم الروحي لحركة حماس.
بعد تصاعد أعمال المقاومة خلال الانتفاضة الأولى، بدأت السلطات "الإسرائيلية" التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط الشيخ أحمد ياسين فدهمت بيته في أغسطس/آب 1988 وفتشته وهددت بنفيه إلى لبنان.
وعند ازدياد عمليات قتل الجنود "الإسرائيليين" واغتيال الفلسطينيين المتعاونين مع الاحتلال، اعتقلته قوات الاحتلال يوم 18 مايو/أيار 1989 مع المئات من أعضاء حركة حماس، وصدر حكم يقضي بسجن الشيخ مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى عليه.
أفرج عن الشيخ ياسين، مقايضة بعميلين للموساد "الإسرائيلي"، أُلقِي القبض عليهم بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في العاصمة الأردنية عمان.
في 6 سبتمبر/ أيلول 2003 , تعرض الشيخ لمحاولة اغتيال عندما ألقت طائرات الاحتلال من طراز F/16 قنبلة زنة ربع طن على أحد المباني في قطاع غزّة، وكان الشيخ أحمد ياسين متواجدًا في شقّة داخل المبنى المستهدف فأصيب بجروح طفيفة جرّاء القصف.
وأعلنت الحكومة "الاسرائيلية" بعد الغارة الجوية أن الشيخ أحمد ياسين كان الهدف الرئيسي من العملية الجوية.
استشهد الشيخ أحمد ياسين , وهو في عمر65 , بعد مغادرته مسجد المجمّع الإسلامي الكائن في حي الصّبرة في قطاع غزة، وأداؤه صلاة الفجر في 22 مارس من عام 2004 ميلادية بعملية أشرف عليها رئيس الوزراءآنذاك ارئيل شارون.
وأطلقت الطائرات "الإسرائيلية" 3 صواريخ تجاه الشيخ المقعد وهو في طريقه إلى سيارته على كرسيه المتحرّك، فسقط الشيخ شهيدًا في لحظتها وجُرِح اثنان من أبناء الشيخ في العملية، واستشهد 7 من مرافقيه.