أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن فلسطين تتوحد بالمقاومة ولا طريق غيرها لتحقيق الانتصار على الاحتلال، وأنه على كل المتآمرين أن يلتقطوا الرسالة من هذا المهرجان الحاشد الذي خرج فيه مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني تأييدا للمقاومة.
وقال هنية خلال مهرجان "الوفاء والثبات على درب الشهداء" الذي نظمته حماس في أرض السرايا بغزة، إن الحشود التي تجمعت اليوم خرجت لتؤكد أن غزة ليست محاصَرة.. ولكنها محاصِرة.
وأضاف :" الجماهير التي خرجت اليوم هي رد عملي على الحصار والاحتلال والعدوان وحملات التشويه والتركيع وإخضاع غزة أو فلسطين ، داعيًا الجميع إلى التقاط رسالة المهرجان.
وتابع هنية " فلسطين كلها مقاومة.. غزة والضفة وجنين والشعب الفلسطيني كله مقاومة(..) وغزة تخرج اليوم وفاءً لقادتها" وإصرارًا وتحديًا لهذا الحصار، وثباتًا على طريق الشهادة"، مطالبًا بكسر الحصار عن غزة ومخيم اليرموك ".
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني من الجوع يصنع الصمود، ومن الألم ينسج الأمل، ومن العدم يصنع توازن الرعب، ومن الركام يزلزل تل أبيب".
وشدد على أن ما جرى بجنين يؤكد أن الشعب الفلسطيني يتوحد بالمقاومة ويتفرق بالمساومة، " لا وحدة على المساومة ولا التفريط". وفق هنية.
وجدد مطالبته ببناء إستراتيجية وطنية، على أساس إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية والنظام السياسي في إطاري السلطة ومنظمة التحرير على قاعدة الانتخابات والشراكة الوطنية، ووقف المفاوضات مع الاحتلال "الإسرائيلي".
ودعا المفاوض الفلسطيني إلى الانسحاب من مسيرة المفاوضات "العبثية" وعدم تمديدها تحت أي سبب، " فمسار المفاوضات عقيم، وأثبت فشله ولم يحقق لنا أي إنجاز، بل يخدم عدونا في تجميل وجهه القبيح".
واستطرد هنية، " حماس والحكومة ليست طرفًا في أي خلافات داخلية لحركة فتح"، مشيرًا إلى أن مصلحة القضية الفلسطينية أن تكون حركة فتح وكل القوى الفلسطينية موحدة، وأن تكون جبهتنا الداخلية الفلسطينية موحدة حتى نكون أقدر على مواجهة الاحتلال".
اغتيال عرفات وشحادة
وطالب بفتح لجنة تحقيق وطنية حول ما أشيع باغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، والشهيد صلاح شحادة، داعيًا عدم انحصار التحقيق في إطار حركة فتح وحدها، بل الإطار الوطني العام، والخروج من دائرة الاتهامات والمناكفات حول اغتيال عرفات وشحادة".
وجدد رئيس الوزراء تأكيده بعدم تدخل حركته بشؤون الدول الداخلية، قائلًا " نحن ليس لنا دور أمني أو عسكري لا في سيناء ولا في أي مكان بأرض مصر(..) حماس حركة تحرر وطني، وتحرص أن تكون هذه الأمة بعافية وموحدة من أجل القدس وفلسطين.
وأردف " كل ما وجه للحركة من اتهامات بالتدخل هو أمر عارٍ عن الصحة مطلقًا" ، مطالبًا بالتوقف عن شيطنة حماس وغزة والفلسطينيين".
وفيما يتعلق بأنفاق المقاومة، لفت هنية إلى أنها تدشن إستراتيجية جديدة لمقاومة الاحتلال "الإسرائيلي".
وبشأن تهديدات الاحتلال بشن ضربات عسكرية لغزة، أو اجتياحها، قال " زمن تهديداتكم قد ولّى إلى غير رجعة(..) أي عدوان أو حماقة ستكلفكم غاليًا، ودم الياسين ما زال في أعناقكم".
وأشار هنية إلى أن المقاومة مستمرة في التطور، وقويت أضعافًا عن بداية مراحلها، " وما تخفيه أكبر مما تقدرون".
وكان مشير المصري النائب في المجلس التشريعي أكد في كلمة له خلال المهرجان أن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف هام لتحرير فلسطين من الاحتلال الغاصب، مجدداً رفض فصائل المقاومة لمفاوضات التسوية.
وقال المصري إنه لا خيار لنا إلا خيار الجهاد والمقاومة لتحرير الأرض الفلسطينية والمقدسات من دنس الاحتلال".
وجدد تمسك "حماس" بالثوابت الفلسطينية وبخيار المقاومة، وقال "ثابتون على جمرة المقاومة ومن يراهن على إسقاط حماس عليه أن ينتظر طويلاً".
وأكد المصري أن قضية الأسرى هي من أهم أوليات "حماس" وقال "نعد بتحرير الأسرى من السجون الصهيونية وعلى رأسهم القائد جمال أبو الهيجا".
وخرجت منذ صباح اليوم مسيرات جماهيرية حاشدة من جميع أنحاء قطاع غزة متوجهة إلى أرض السرايا للاحتفال بمهرجان "الوفاء والثبات لدماء الشهداء" الذي دعت إليه حركة حماس تكريما للشهداء القادة.