يكاد صنبور المياه في غزة يصدأ بعد انقطاع الوصال بينه وبين الماء الجاري بداخله لفترات طويلة، وإن حضر فيكون على غير سجيته العالمية، وبالكاد يصلح لري المحاصيل الزراعية، ما ينذر بكارثة خلال السنوات القادمة في القطاع، وفق دراسات علمية.
وفي يوم المياه العالمي الذي يصادف 22أذار/ مارس من كل عام، يحتفل العالم باستمرارية المياه، بيد أن الشعب الفلسطيني يعرض مشاكله التي يعاني منها بسبب انتهاكات الاحتلال "الإسرائيلي" لموارده الأساسية.
مختصون أكدوا أن كارثة إنسانية ستواجه قطاع غزة، وتدميرًًا لا إرجاعي للخزان الجوفي عام 2020 إذا استمرت مشكلة المياه على هذه الشاكلة بفلسطين.
نائب رئيس سلطة المياه بغزة ربحي االشيخ، قال إن الخزان الجوفي يعاني تدهورًا ملحوظًا، ومشاريع تحلية المياه لم يتم تصميمها لتكون بديلًا عن الحقوق المائية الوطنية، وهي لازمة لغزة حال عدم تحصيل الحقوق المائية.
وأضاف الشيخ، خلال الاحتفال بيوم المياه العالمي الثلاثاء، في قاعة الهلال الأحمر لفلسطيني بغزة، أننا بحاجة لمشاريع تكميلية لتوفير مصادر مياه لغزة، مشيرًا إلى وجود مشاريع تحلية صغيرة، ومن المتوقع أن تستكمل عملها نهاية 2015.
وأوضح أن هناك مشاريع تحلية مركزية تحتاج إلى دعم من المجتمع المدني.
وشدد على أن المياه بفلسطين أسيرة لسياسة الاحتلال "الإسرائيلي" وممارساته، " فهو يستغل الموارد الفلسطينية بحجج ومظلات خارجية". وفق الشيخ.
وتعد مياه الطبقة الجوفية الساحلية هي مصدر المياه الرئيس، و لكن 90٪ منها ليست آمنة للشرب دون معالجة إضافية.
وأكدت دراسات للأمم المتحدة أن ما يتم استخراجه من المياه الجوفية بفلسطين، يفوق ثلاثة أضعاف ما يتم إعادة ملؤه من مياه الأمطار كل عام، وهذا الوضع غير قابل للاستمرار، فبحلول عام 2016 تصبح طبقة المياه الجوفية غير صالحة للاستعمال، وسيصبح من غير الممكن إصلاح الأضرار التي تلحق بها بحلول عام 2020 دون البدء باتخاذ إجراءات علاجية الآن.
مدير مجموعة الهيدروجين الفلسطينيين رياض جنينة، بدوره قال إن أكثر من 90% من المياه الفلسطينية تحت سيطرة الاحتلال "الإسرائيلي".
وطالب بفتح ملفات المياه الفلسطينية وعرضها على المستويات الحقوقية والفنية كافة، ومحاكمة الاحتلال "الإسرائيلي"، ومطالبته بالتعويض لما آلت إليه الأمور المائية بفلسطين.
ودعا جنينة إلى "تكريس الإعلام من أجل مخاطبة الرأي العام العالمي، وتوضيح مشكلة المياه التي تتعرض لها فلسطين، وممارسات الاحتلال بحقها(..) وتوظيفه لتوضيح مستقبلنا من خلال المشاريع الكبرى، ورفع الضبابية عنها، مثل مشروع تحلية مياه البحر، وتكثيف الجهود للوقوف على حقيقة ما يحتاجه قطاع المياه حاليًا ومستقبلًا.
وأردف أن قطاع المياه بحاجة لرفع القدرة على خدمة المناطق المهمشة، "وخاصة أن تغيير المناخ يحتاج لعمل مشترك". وتنبأ بعودة منخفض شبيه بأليكسا أو أقسى.
أحمد الصوراني مدير مؤسسة أوكسفام، قال إن الفلسطينيين بحاجة إلى بناء شراكات وطنية لإحداث تنمية حقيقية مبنية على الاحترام المتبادل، من أجل مواجهة التحديات وعلى رأسها ممارسات الاحتلال "الإسرائيلي" ومصادرته للأراضي ومصادر المياه.
ودعا إلى ترشيد استهلاك المياه، قائلًا " أحد أهم التحديات التي تواجه المياه، هو الاستهلاك المتزايد للمياه، مع الزيادة في عدد السكان".
يشار إلى أن نسبة هدر المياه في فلسطين بلغت ما نسبته 25% من القطاع الزراعي، تعود لعدة أسباب منها شبكات المياه المهترئة.
ويوصي برنامج الأمم المتحدة للبيئة وقف استنزاف طبقة المياه الجوفية على الفور، و إلا سيستغرق الأمر عدة قرون من أجل العودة لوضعها الطبيعي، ومن المتوقع أن يزداد الطلب على المياه ليصل إلى 260 مليون متر مكعب سنويا في عام 2020 أي بزيادة قدرها 60% عن ما يستخرج حاليا من طبقة المياه الجوفية.