وثيقة التبادل السكاني تلتهم الفلسطينيين

بناء المستوطنات في الضفة المحتلة (الأرشيف)
بناء المستوطنات في الضفة المحتلة (الأرشيف)

رام الله- الرسالة نت

بعد أن رفعت سلطة أوسلو شعارات المشروع الوطني لإقناع الشعب الفلسطيني بمسار التسوية خرجت على القضية الفلسطينية بأفكار شاذة تنقلت بين جنيف وطابا وشرم الشيخ مرورا بالعقبة لإلغاء حق عودة الذي يحلم به كل فلسطيني بالخارج.

ويرفض الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده وفصائله وهيئاته ما تتحدث عنه قوات الاحتلال من وثيقة "التبادل السكاني" ليتسنى للمخطط "الإسرائيلي" أن يطبق فعلا على أرض الواقع؛ لتكون أراضي فلسطين عام 1948 خالية من الفلسطينيين.

وتقول النائب عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خالدة جرار لـ"الرسالة نت": " حذرنا من هذا الطرح الذي اندرج في بدايته تحت إطار تبادل الأراضي، وقلنا إذا وضع على طاولة المفاوضات فسيتحول إلى تبادل سكاني لخدمة المشروع الإسرائيلي الرامي إلى إخلاء أصحاب الأرض من مدنهم وقراهم في الداخل لتصبح يهودية الدولة واقعا".

وتشير جرار إلى أن وثيقة وزارة الخارجية "الإسرائيلية" تستهدف الكتلة العربية في الداخل المحتل عام 1948 وتلغي في الوقت نفسه حق العودة الذي ينتظره ملايين الفلسطينيين ممن شردوا من أراضيهم، حيث تحاول قوات الاحتلال تغيير العامل الديمغرافي ليصبح القرار سهلا فيما بعد في أي جانب آخر، وهذا يقود إلى تفريغ الداخل من أهله وتكريس يهودية الدولة وإن لم تطرح بشكل مباشر.

وتعد مخططات الاحتلال الأوسع والأخطر من إفرازات استمرار المفاوضات العبثية التي جاءت غطاء لما يحاك من فعال ميدانية أتت على المقدسات والآثار والتراث والثقافة.

ويتنامى الغضب الشعبي لدى أهالي الداخل المحتل عام 1948 بعد أن كانوا يرقبون تطبيق حق العودة واستقبال من شردوا من النكبة والنكسة ليطرح بفعل التنازلات مشروع طرد جماعي لهم وانتزاع حقهم في أرضهم.

ويقول القيادي في الحركة الإسلامية بالداخل المحتل توفيق محمد لـ"الرسالة نت" :" حق العودة لنا ولا يمكن لأحد أن يتنازل عنه لأنه كما هو فردي فهو جماعي، فعملية التسوية منقوصة بشكل كبير جدا لأنه لا يمكن لأي إنسان أن يتخلى عن حق العودة، ومن يتخلى عن حقه في صفد فهو يتخلى عن حق شخصي له لا يخوله التنازل عن حق وطن".

وعد محمد أن الوثيقة المتداولة تحمل ميزات للاحتلال على حساب الفلسطينيين أولها إلغاء حق العودة بعد نكبة ظالمة عام 1948 ونكسة عام 1967، ليطرد أصحاب الحق من أرضهم بحجة التسوية والسلام وهذا مرفوض جملة وتفصيلا ويعد مسمارا في نعش القضية الفلسطينية.

تنازل السلطة أطاح بآمال أجيال حملت مفتاح العودة ويجري تسويقه على جميع المستويات وفي كل المحافل ليقال فيما بعد لم يعد هناك منازل كي نحتفظ بمفاتيح أبوابها العتيقة.

البث المباشر