ردا على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على عدد من المسؤولين الروس، قررت محال تجارية ومطاعم روسية فرض حظر على دخول الرئيس الأميركي باراك أوباما إليها.
ووضعت تلك المحال إعلانات على مداخلها تقول "أوباما ممنوع من الدخول" وذلك في إطار حملة تسخر من العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا لضمها شبه جزيرة القرم.
وعلقت سلسلة مطاعم "دولما" المنتشرة بالعاصمة موسكو إعلانات تقول "الرئيس الأميركي باراك أوباما ممنوع من الدخول" وفي مكان آخر لافتة تقول "خصم 95% لجميع أعضاء الحكومة الذين طالتهم العقوبات الأميركية".
ويقول صاحب المطاعم بارتيف سوغوميان إن الولايات المتحدة "ليست وحدها من يملك الحق في معاقبة من تشاء" مضيفا أن الفكرة ظهرت فور إعلان أوباما فرض عقوبات طالت المسؤولين الروس" معتبرا تلك العقوبات مثيرة للضحك "لذلك قررنا الرد بعقوبات تعبر عن سخريتنا".
ليس أوباما وحده
وأضاف سوغوميان "عقوباتنا لن تؤثر على أوباما كما أن العقوبات الأميركية لن تؤثر على روسيا، وأوباما ليس وحده المعني، وإنما هناك العديد من الرؤساء الأوروبيين، لكننا اخترنا أوباما نظرا لأن الولايات المتحدة هي التي تتصدر المشهد".
وأوضح أن "المحلات التي فرضت عقوبات اتخذت القرار بشكل أحادي دون تنسيق فيما بيننا" لكنه لم يستبعد حدوث تنسيق في مراحل لاحقة.
وفيما يتعلق بلجوء الغرب إلى مبدأ فرض العقوبات على خصومه قال إن "العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على العراق وإيران أثارت استيائي لأنها تمس المواطن البسيط والعقوبات الأميركية المفروضة على روسيا وحدت المواطنين، وولدت نوعا من التعبئة الشعبية والاستعداد للمواجهة، وما كان هذا الأمر ليتحقق بسهولة".
وأضاف "كما كشفت تلك العقوبات العداء الغربي، ففي السابق كنا نسمع عن وجود خلافات بين روسيا والغرب، دون أن يتخذ هذا العداء أشكالا عملية، لكن ما حدث في أوكرانيا جعلنا ندرك ان الامر ليس مجرد خلافات، وانما هناك خطر غربي حقيقي يقترب من حدودنا ويطمح في النيل منا".
أما الخبير الاقتصادي يوري زينين فيرى أنه "من المفيد أحيانا مواجهة الأزمات بشيء من الكوميديا، لكننا في نفس الوقت مطالبون بإجراء حسابات اقتصادية وسياسية دقيقة".
اعتبارات اقتصادية
وأوضح "علينا أن نراعي أن مستوى التعاون الروسي الأوروبي رفيع جدا لاسيما مع ألمانيا وإيطاليا وبدرجة أقل مع باقي الدول".
واستطرد قائلا "الأميركيون سيحاولون جر أوروبا نحو فرض عقوبات أشد على روسيا، وعندها سيكون الضرر على الاقتصاد الروسي كبيرا، وحينئذ أعتقد أنه لن يكون هناك مكان للسخرية، أما العقوبات الحالية فالهدف منها دعائي لا أكثر، لإخافة روسيا. والغرب يدرك أن تأثيرها محدود، وسوف تعقبها أشكال أكثر تشددا".
وأضاف زينين "إن روسيا تتخذ موقفا حذرا، فهي متمسكة بالدفاع عن نفسها وعن مصالحها، من دون اتخاذ اجراءات جوابية حادة، انا كمتابع للتطورات عن كثب اعتقد ان العلاقات الروسية -الغربية ستشهد تغييرات جذرية بعد الازمة الأوكرانية، فقد تبين لروسيا أن العلاقة مع الغرب علاقة متأرجحة، وأن الخيار الأفضل هو الاعتماد على النفس".
واختتم حديثه بالقول "من الممكن لروسيا أن تحول أنظارها باتجاه الشرق كأحد البدائل المتاحة، ولا أقصد الصين وحدها، وإنما منطقة الشرق برمتها، فهذه المنطقة يمكن أن تمد روسيا بالحلول التكنولوجية التي تحتاجها، وأن تشكل في نفس الوقت سوقا لموارد الطاقة الروسية، وهذا سيتيح لروسيا أن تقلل اعتمادها على أوروبا من دون أن تتخاصم معها "وبهذه الاجراءات مجتمعة من الممكن لروسيا أن تخرج بأقل الخسائر من الأزمة الحالية".
الجزيرة نت