قائمة الموقع

جنوب نيجيريا جرح خفي

2010-03-15T09:00:00+02:00

الرسالة نت – خاص

لا شك في أن المسلمين يعانون من الشياطين المجندين من الخارج والمدعومين بملايين دولارات من الدول المسيحية وذلك قبل وبعد استقلال نيجيريا من الإستعمار البريطاني الذي كون في مدننا قبل انسحابه دويلات مسيحية في داخل الدولة وحول جنوب نيجيريا إلى القاعدة الرئيسية للتنصير.

 وانقطاع أو فقدان الدعم العربي والإسلامي لمسلمي الجنوب أيد بقاء هذه الحركات التنصيرية في المناطق الإسلامية ويتنصر المستسلمون من فقراء وأيتام المسلمين والأرامل والمساكين والغارمين والممرضين والمحتاجين وهؤلاء عانوا من فقدان الإمارة أو الحكومة الإسلامية، فلعل وجود جمعيات إسلامية وجهود فردية قليلة وضعيفة ورفض الكثير من بيع دينهم لسبب المال هو السبب الوحيد لبقاء الإسلام في عدد من المدن الأخرى.

وكما أن انتشار الجهل والأمية بين المسلمين في الجنوب والشمال هو المشكلة الثانية والشيطان الصائد للمسلمين في نيجيريا عامة وفي جنوبها خاصة.

فالظاهرتان المذكورتان فرضت على الكثير من المتحمسين والفقهاء من الدعاة تأسيس جمعيات ومراكز إسلامية لحفظ المسلمين من التنصير ولحماية المدن الإسلامية من تحويلها إلى الفاتكان وإعادة المنصرين من المسلمين إلى حظيرة الإسلام ومحاربة البدعات والإنحرافات الفكرية وتربية الشباب المسلمين بالمنهج الإسلامي الصحيح وفهم الكتاب والسنة واقوال السلف الصالحين.

 

ماذا تملكه الكنائس لتنصير المسلمين؟

إن الدول الغربية والمسيحية والكنائس والمؤسسات التنصيرية قد تمكنوا من إنشاء دويلات مسيحية داخل الدولة عبر توفير الدعم اللوجيستي للجمعيات التنصيرية والكنائس النيجيرية وتمويل برامجها التعليمية والصحية والإعلامية والثقافية والسياسية.

 

قوة تفوق القوة الحكومية

 

-    عدد الجامعات المسيحية في نيجيريا 37 تقريبا وعدد جامعات الحكومة الفيدرالية 25 فقط، وللمسلمين 5 فقط أحدها تم تأسيسها بدعم مباشر من الندوة العالمية للشباب الإسلامي .     

-          عدد المستشفيات التابعة للكنائس أكثر من المستشفيات الحكومية بالمضاعفة.

-          أكثر من70% من الموظفين في البنك المركزي للحكومة الفيدرالية من المسيحيين.

-          85 % أو أكثر من ذلك من البنوك النيجيرية بأيدي الموظفين المسيحيين.

-    تملك الكنائس المجلات والجرائد الأخباربة والإذاعات والقنوات الأرضية والفضائية وكما أسست هذه الكنائس معاهد لإعداد الصحفيين والإعلاميين.

-          90 % من موظفي الشركات البترولية في نيجيريا من المسيحيين.

-    للمسيحيين تنظيمات عسكرية معروفة أشهرها وأكبرها  ’’جيش المسيح‘‘ المدعومة من دول غربية وشخصيات مسيحية في نيجيريا، بالإضافة إلى كنائس كبرى ومشهورة في جنوب نيجيريا تحولت إلى معسكرات التدريب للقتال ومخازن الأسلحة.

 

ففي الأربعاء 10 -3- 2010م نشرت جريدة بونشي النيجيرية’’ The Punch ‘‘ عدد 20,562 خبر اعتقال خمسة من أساقفة كنيسة نيجيرية معروفة ومشهورة في لاغوس بتهمة حيازة وتخزين الأسلحة وتأسيس معسكرات لتدريب المسلحين وامتلاك الملابس العسكرية الرسمية.

وتم كشف هذا المعسكر واعتقال المتهمين وذلك عقب عملية سرية نفذتها الشرطة العسكرية التابعة للجيش النيجيري بعد الحصول على معلومات استخباراتية عن المكان.

ومن المعلوم أن جماعة تعاون المسلمين دعت ومازالت تنادي وتدعو الحكومة النيجيرية إلى نزع أسلحة المنظمات والمجموعات شبه العسكرية التابعة لكنائس نيجيرية وتفتيش عدد من الكنائس الكبرى لاسيما في لاغوس ومدينة إبادن وغيرهما من المدن الإسلامية في جنوب نيجيريا.

وسبق أن حذرت الجماعة عن خطورة وجود علاقات متينة بين جهاز مخابرات خارجية وكنائس جنوبية ووجود دعم مالي وغيره لهذه الكنائس لتحويلها إلى دويلات في داخل الدولة.

 

الكنائس الجنوبية دويلات في داخل الدولة

 الحديث عن أوضاع المسلمين في شمال نيجيريا ليس كالحديث عن أوضاعهم في الجنوب، فالمسلمون في الشمال يسيطرون على الحكومات المحلية أو المدنية ويرأسون دائما حكومات الولايات والعكس في الجنوب.

 

نجح الرئيس السابق المسيحي المتطرف ’’ أوباسانجو‘‘ خلال حكمه في تطوير القدرة التعليمية والإعلامية والإقتصادية للكنائس المسيحية في نيجيريا وخاصة في الجنوب فهم الآن كدولة في الدولة.

وكما ساعدتهم دول ومؤسسات غربية على بناء القوة التعليمية والإعلامية والإقتصادية وغيرها، فجهاز الإستخبارات الأمريكية (سي أي إي) لعبت الدور الرئيسي في هذه الناحية وكذلك مجلس اتحاد الكنائس العالمية وكنائس أمريكية وبريطانية.

 

القوة التعليمية : استطاعو أن يأسسوا حوالي 40 جامعة أهلية، والمسلمون الذين أسسوا 5 جامعات أكثرها علمانية لا تهتم بالدين وذلك في الفترة التي يهرب النيجيريون –لاسيما الأغنياء- من الجامعات والمدارس الحكومية لضعف النظام التعليمي أو لسبب عدم إهتمام الحكومة الفيدرالية بالمدارس التابعة لها.

مع العلم أن المدارس الحكومية من الإبتدائية والإعدادية إلى الجامعية يسيطر المسيحيون على حوالي 80% منها لاسيما في جنوب نيجيريا.

 

القوة الإعلامية : الإذاعة المرئية والسماعية في ولايات الجنوب كلها بأيدي المسيحيين، كما يسيطرون على الانترنيت والصحافة والمطابع ومراكز التسجيلات ( استوديو ).

مثلا يملك المسيحيون حوالي 20 معاهد لإعداد وتدريب الصحافيين في نيجيريا ولا يملك المسلمون ولو واحد.

 

القوة الصحية : لهم السيطرة شبه الكاملة على هذه الناحية ، فشعار الصحة في نيجيريا هو الصليب باللون الأحمر، فأكثر من 90 من الأطباء في نيجيريا مسيحيون، ويسيطرون على المستشفيات الحكومية لاسيما في شمال نيجيريا.

كما تمكنت الكنائس النيجيرية من تأسيس المستشفيات في كل مدن نيجيرية وذلك لاستخدامها لتنصير عدد ممكن من المسلمين.

 

القوة الإقتصادية : أكبر الشركات البترولية في نيجيريا هي شركة ( شل ) وشركة ( شيفرون ) فحوالي 95 من موظفي الشركتين من المسيحين أغلبهم من كنيسة بابتيس ( كنيسة الرئيس المسيحي السابق أوباسنجو) ومن كنيسة رديم.

وكما يسيطر المسيحيون على الشركات الحكومية الأخرى لاسيما في الجنوب التي يوجد فيها 90% من هذه الشركات والمصانع – فضلا من الشركات الأجنبية الأخرى.

مع العلم أن لهذه الكنائس شركات عدة ، وكما يسيطرون على البنوك النيجيرية الحكومية والأهلية.

 

كنيسة ’’رديم ‘‘ أنفقت حوالي 300 مليون دولار في عام 2005م للبناء والإعمار وذلك لتوسيع مستوطناتها الموجودة بين مدينة لاغوس الإقتصادية ومدينة إبادن، حيث أسست الكنيسة مدينة كبيرة للمسيحيين فيها المطار الصغير ومحطات السيارة والمباني والدكاكين ومراكز الشرطة الخاصة بالمدينة والمدارس الإبتدائية والإعدادية والكليات ومركز التدريب التكنولوجي وغير ذلك.

 

في عام 2008م أنفقت كنيسة ’’ بابتيست ‘‘ 102 مليون دولار على الأقل لبناء مباني جامعة بووين التابعة للكنيسة ، والجامعة هي من أكبر مشاريع الكنيسة لتنصير مدينة ايوو التي هي أكبر مدن إسلامية في جنوب نيجيريا.

 

والأمر كذلك عند بقية الكنائس.

 

لا تملك الجمعيات الإسلامية النيجيرية 10 % من هذه القدرة المالية التي جعلتنا وغيرنا من المحللين والمراقبين والكتاب أن نأكد ونصارح أمام الإعلام النيجيري وأمام العالم أن الجمعيات المسيحية في نيجيريا تحولت إلى  دويلات في داخل الدولة.

 

الدولة أو الحكومة الإسلامية هي من تحمل مسؤولية حماية الحياة والدين والثروة  وهي أحسن من تحمل مسؤولية نشر الإسلام وتعاليمه وتهتم بحياة الفقراء والمساكين والممرضين... فمسلمو شمال نيجيريا قد يتمتعون بنوع من الحرية والتمكين لوجود حكومات إسلامية في ولاياتهم، فالأمر ليس كذلك في الجنوب..  الجمعيات الإسلامية هي البديلة التي تهتم بنشر الدين وحمايته وتهتم بالفقراء ولكن للأسف أن هذه الجمعيات غير قادرة على حمل جميع المسؤوليات إلا عشرة في المائة مما أدت إلى الكارثة واستغلت الكنائس فرصة ضعف هذه الجمعيات في تنصير آلاف المسلمين في الجنوب.

 

 

احتمال انفصال الجنوب عن نيجيريا

   عندما نحذر من مشروع تقسيمي لنيجيريا تسوق له الصهيونية العالمية عبر جماعات تبشرية تنشط في الجنوب النيجيري، وذلك على غرار ما يحدث في السودان فإننا نتكلم ماضي أليم وحروب أهلية من أجل ايقاف أو منع قيام دولة بيافرا المدعومة من اسرائيل وواقع معروف يؤكد مدى الكراهية والبغض من المسيحيين للمسلمين.

فالانفصاليون المسلحون في ولاية نيجا دلتا وغيرها مازالوا يهددون وحدة دولتنا وأمنها.

والحركة الإنفصالية التي يقودها مسيحيون متصهينون الذين يطالبون باستقلال قبيلة ايبو وقيام دولة بيافرا مازالوا يؤمنون بنصر قريب ويتحركون ويخططون ويتدربون ويستعدون لمعركة فاصلة وحازمة قادمة .

وهناك العديد من الجمعيات تتبع هيئات أمريكية متصهينة تسوق لإسرائيل وتدافع عن حق مزعوم لها باغتصاب الأقصى وتؤيد سياساتها وتبرر إجرامها، وهذه الجمعيات تسعى لتأسيس دولة في الجنوب النيجيري تكون حليفًا أكيدًا لإسرائيل وحلفائها في المنطقة مما يعني محاصرة العرب والمسلمين في جنوب الصحراء الإفريقية.

 الأحداث الدموية الأخيرة وأسبابها

قبل سنوات حذرنا من قوع ما سميناه ’’ بوسنه ثانية ‘‘ في نيجيريا ونشرنا مقالتنا بنفس العنوان في عدة مجلات ومواقع عربية معروفة وكاد الكثير أن لا يصدقوا الخبر.

فنحن نكرر ونحذر من جديد أن حادثة تصفية جماعة اسلامية باسم ’’ بوكو حرام ‘‘ ومقتل أعضائها بدم بارد ومجزرة جوس حلقة من سلسلة حلقات الحروب والأحداث القادمة.

 

مجزرة ’’ بوكو حرام‘‘ في مدينة ميدوغوري

الصور التي بثتها قناة الجزيرة الفضائية سابقا عن الحادثة وذلك عن تصفية جماعة ’’بوكو حرام‘‘ وقتلهم بدم بارد وبطرق غير قانونية واطلاق النار على أعضاء من الجماعة بعد استلام أنفسهم للشرطة وقتل الجريح الذي يمشى مستندا على العصا فكل هذه التسجيلات حقيقة من الحقائق التي تخفيها وسائل الإعلام في نيجيريا كافة .

ونحن في جماعة تعاون المسلمين أصدرنا بياننا لإثبات الحقائق ولشكر قناة الجزيرة الفضائية والمسؤولين في مكتبها على بث هذه الصور ليعرف العالم حقيقة الصراع والحروب والمجازر في عدة مدن إسلامية في الشمال والجنوب.

فإذا كانت حادثة تصفية جماعة بوكوم حرام ومقتل زعيمها بدم بارد وقعت في وسط الولايات الشمالية الإسلامية فماذا سيمنع المتطرفون من ارتكاب أكبر مجازر ضد الأبرياء من المسلمين في الجنوب الذي هو أكبر معاقلهم ومركز المؤمرات ضد المسلمين في نيجيريا، فما حدث في جوس يثبت ما نقول.

وللأسف أن الإعلام النيجيري حول الحقيقة إلى الكذب وارتكب جريمة إخفاء الحقائق عن الشعب وضلل الجميع حتى الحكومة.

مع العلم أن الضغوط من قبل الجمعيات الإسلامية في الشمال والجنوب وتدخل رئيس الدولة شخصيا ( عمر موسى يارادوا) قبل دخوله المستشفى في المملكة العربية السعودية له دوره في كشف الحقائق.

ومن الجدير بالذكر أننا في جماعة تعاون المسلمين طلبنا من الحكومة الفيدرالية - بالشدة – التحقيق في ملابسات مقتل محمد يوسف زعيم جماعة بوكوم حرام، في البيان الذي أصدرته الجماعة بتأريخ 30 – يوليو – 2009م وأرسلنا نسخة البيان إلى الحكومة ولكن الحكومة لم تهتم بذلك. .

مجزرة جوس في وسط نيجيريا

حاولنا في جماعة تعاون المسلمين لحماية الحقائق التي تخفيها وسائل الإعلام العلمانية والمسيحية عن ذبح المسلمين في مدينة جوس وأعلنا للعالم أن المعلومات التي ننشرها هي الحقائق وما دونها مجرد الأخطاء أو أكاذيب اخترعها الإعلام المسيحي الحاقد وعملائهم:

فعدد القتلى من المسلمين في مدينة جوس-حتى كتابة هذه المقالة بين 500 و600 مسلم كلهم مدنيون وأطفال ونساء وأبرياء وتم تشريد أكثر من عشرة آلاف من سكان مدينة جوس ومن القرى المجاورة.

ورفض جماعة متطرفة من الشبان المسيحيين من إعادة بناء المسجد ومنزل للمسلم في المدينة والذي تم تدميره في عام 2008م على أيدي المسيحيين هو السبب وأول أو بداية الأحداث الأليمة.

 

ضحايا العنف المسيحي

تحولت مساجد ومدارس إسلامية بمدينة "جوس" إلى أماكن ولادة، عقب المجزرة التي ارتكبتها عصابة مسيحية متطرفة؛ حيث تم وضع أكثر من عشرين من البنين والبنات بالمساجد، فضلاً عن عشرة أولاد في ثلاث مدارس إسلامية، بعدما لم تتمكن الحاملات من الذهاب إلى المستشفى.

 

ويعاني أهالي المدينة أشد المعاناة بعد فقدان منازلهم؛ حيث أصبح المأوى الوحيد لهم هو المساجد أو المدارس، والتي وصل عدد المشردين فيها إلى نحو 1500 يتيم، لا يجدون طعامًا، فضلاً عن إصابتهم بأمراض شديدة الخطورة.

 

كما يعاني 95% من الضحايا من عدم وصول مساعدات من أي جهة، رغم شدة الحاجة إلى هذه المساعدات وفي أسرع وقت ممكن!.

 

جذور الفتنة

فمنذ اعلان تطبيق الشريعة الإسلامية في ولايات شمالية ظهرت دعوات عنصرية وطائفية تطالب بتصفية المسلمين ونزع السكان المسلمين وهم أكثر من 30 % من مجموعة سكان الولاية انتقاما من فشل رابطة الكنائس النيجيرية في جهودهم لإيقاف قرار تطبيق الشريعة الإسلامية في شمال نيجيريا، هذا الفشل بدأ برفض المحاكم النيجيرية من اصدار قرار منع تطبيق الشريعة الإسلامية، وكما فشلوا سياسيا عندما رفض النواب الشماليون في برلمان نيجيريا التصويت ضد تطبيق الشريعة الإسلامية وفشلت أمريكا واسرائيل وبريطانيا مع كل محاولاتهم وتهديداتهم لمنع تطبيق الشريعة الإسلامية.

وكما شهدت المنطقة سلسلة من الهجمات المسلحة من قبل المتطرفين المسيحيين أدت إلى مقتل آلاف وتدمير البيوت وتشريد قرابة مليون أكثرهم من المسلمين.

ففي سبتمبر/أيلول 2001 م، شهدت المدينة (جوس ويلوا) حادثة دامية أسفرت عن مقتل أكثر من ألف شخص أغلبهم من المسلمين، وتجدد الصراع مرة أخرى في عام 2004 في اشتباكات دامية خلفت 700 قتيل أكثرهم من المسلمين، كما قتل حوالي 300 شخص في اشتباكات أخرى  التي وقعت عام 2008م بين المسيحيين والمسلمين.

وأما على صعيد توقعاتنا في المستقبل ، فغالبية المسلمين في شمال نيجيريا وفي جنوبها في قلق شديد منذ إختيار السيد عمر موسى يارادوا ونائبه المسيحي كمرشخ الحزب الحاكم لإنتخابات الرئاسة مع العلم أنه مريض ويعاني من مرض لا يسلم منه أحد، ولكن سيطرة أوباسانجو على الحزب وهو رئيس الدولة فرضت على الجميع قبول يارادوا، مع علمهم أن الرئيس قد لا يعيش طويلا وسيخلفه مسيحي يريده أوباسانجو رئيسا للدولة ولكن خوفه من الشماليين المسلمين وأن مرشخ المعارضة مسلم متدين جعله يغير موقفه ويستخدم من ظن أنه لا يعيش طويلا.

الآن يزداد خوفنا في نيجيريا إذا كانت مثل هذه المجازر تقع الآن وما سيحدث ان لم يسلم رئيسنا المريض من مرضه وهو حتى اللحظة يرفض نقله إلى أمريكا أو إسرائيل أو بريطانيا لعدم ثقته بهذه الدول ولوجود صفقة سرية بين إستخبارات هذه الدول وأوباسانجو ونائبه المسيحي –كما يقول البعض- أو لأسباب أخرى، ولأن الحكام السابقين الذين تم إغتيالهم إنما إغتيلوا على أيدي عملاء هذه الإستخبارات.

فنائب الرئيس جوناتان المسيحي هو قريب إلى منطقة ثورة بيافرا.. وهناك معلومات تثبت أن والد الرئيس السابق أوباسانجو من قبيلة ايبو المنحدرة من اسرائيل كما تدعي القبيلة والتي تطالب بإقامة دولة مستقلة لها باسم ’’بيافرا‘‘.

ومن الجدير بالذكر أن الرئيس أبو بكر تفاوا بليوا تم إغتياله بعد رفضه تطبيع العلاقة السياسية والإقتصادية مع اسرائيل والذي قال لرئيس الوزراء الإسرائيلي لما سأله لماذا تدعم نيجيريا العرب ضد اسرائيل فقال ’’ العلاقة بيننا في كلمة لا إله إلا الله وليست في العروبة‘‘ وعندما سأل الوزير الصهيوني ما الخطوات لوجود السلام والعلاقات بين نيجيريا واسرائيل ؟ دعا الرئيس النيجيري أبو بكر حارسه الشخصي فطلب منه أن يعطيه سلاحه ثم رفعه وأشار به أن لا سلام معكم إلا بالجهاد!! فرد الوزير الصهيوني : ’’ مثلك لا يبقى رئيسا لمثل نيجيريا‘‘ وبعد شهر من الحادثة إغتيل أبو بكر وأستاذه أحمد بلو رحمهما الله وذلك في عام 1966م، والشيخ أحمد بلو هو زعيم ومجاهد وعالم ومرشد روحي لجميع الساسة الشماليين والمسلمين...

ثم بعد سنة من هذا الإنقلاب الأسود وفشل الإنقلابيين وهم ضباط الجيش من قبيلة الايبوا التي تدعي انها تنتسب إلى اسرائيل قام أوجوكو بإعلان الإقليم الشرقي جمهورية مستقلة باسم بيافرا ولكن فشلوا في تحقيق أهدافهم، واستسلم قائد الانفصاليين بعد انقطاع المساعدات الإسرائيلية وذلك في عام 1970م.

و اغتيل بعد الرئيس أبوبكر الرئيس المتدين محمد مرتضى عام م1976م لرفضه بعض سياسات استعمارية وبعده محمدالثاني أباشا الذي لم يزر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا إلا السعودية وليبيا ودول عربية وإسلامية وتم تسميمه كما سمم السيد مسعود أبيولا الذي فاز في الانتخابات الحرة عام 1993م خلال فترة رئاسة الرئيس العسكري إبراهيم بابانغدا ولكن ألغيت نتائج الانتخابات وسمم السيد مسعود أبيولا عام 1998م قبل انتخاب أوباسانجو عام 1999م ؟!!...

ويجب لمن يقرأ عن الجنوب أن يعلم أن في جنوب نيجيريا أكثر من 30 مليون مسلم يجب للدول العربية والإسلامية الإهتمام بهم على أساس أنهم في منطقة المؤمرات واللعبة الإستخباراتية وهم بحاجة إلى الدعم الثقافي والسياسي والإعلامي وغيره.

 

 

جماعة تعاون المسلمين والأحداث الداخلية

هذه الجمعية تم تأسيسها لحماية المدن الإسلامية والمسلمين من التنصير والتغريب ومن الحركات والعقائد المنحرفة وكذلك لإصلاح المجتمع وتحكيم شرع الله.

 

فالجمعية نجحت في تعريف القضية والوضع في الجنوب للعالم العربي والإسلامي وذلك ببيانات صحفية ورسائل إلى المواقع والصحف العربية والإسلامية.

وكما نظمت الجمعية ملتقى اسلامي باسم (الملتقى الإسلامي لحقوق المسلمين في نيجيريا ) دعت إليه الأئمة والزعماء والمسئولين والمثقفين والجمعيات والهيئات والمدارس والمراكز الإسلامية في جنوب نيجيريا وشمالها، والذي ُعقد في مقر الجمعية بمدينة إيوو ولاية أوشن في السابع من مارس هذا العام.

 

 

 

وأكدت الجماعة في بيان لها أن هذا الملتقى عُقد من أجل آلاف من المسلمين الذين قتلوا بدم بارد في مايدوغوري الشمالية، ومن أجل أكثر من 500 مسلم قُتلوا في مدينة جوس الجنوبية، ومن أجل مساعدة الأيتام والأرامل والمرضى والجرحى وغيرهم من ضحايا المجازر والتصفية، ومن أجل جبهة إسلامية أو صف إسلامي واحد لمواجهة التحديات والمؤامرات والأخطار، ومن أجل حل إسلامي واقعي ومناسب لمشاكل المسلمين هناك.

 

 مراكز لإيواء الناجين من المذابح في نيجيريا

ودعت الجماعة في بيانها ورسالتها إلى الملتقى إلى تأسيس لجنة وطنية إسلامية للدفاع عن حقوق المسلمين في نيجيريا، ولتأسيس صندوق مساعدة الضحايا المسلمين، ولملاحقة ومعاقبة مرتكبي جريمة تصفية جماعة بوكو حرام ومجزرة جوس، ووضع حد نهائي لتكرار الحادثة، وبداية عمل جاد لتأسيس المؤتمر الوطني لمسلمي نيجيريا لتوحيد صفوف المسلمين هناك، ووكما أعلنت الجمعية  انطلاق مشروع تأسيس أول إعلام إسلامي في جنوب نيجيريا.

وقد سبق أن قدمت الجمعية مساعدات مالية وغيرها لمسلمي جوس وذلك لمساعدة الممرضين والأيتام والجرحى وهم مئات .

 

الدول العربية والإسلامية ومشاكل مسلمي الجنوب

للأسف أن قوافل من المساعدات المختلفة من الدول الغربية وجمعياتها التنصيرية تتدفق إلى ضحايا العنف والتطرف الصليبي من المسلمين في جوس وغيرها ولم نجد مساعدة عربية لا دولة ولا جمعية ولا فرد وصلت إلى المدينة مع شدة حاجتهم إلى ذلك.

فلشدة حاجة الإخوة الضحايا إلى ما يسهل لهم صمودهم أمام المنصرين وقوافلهم للمساعدة المتدفقة إلى المدينة أسست جماعة تعاون المسلمين لجنة باسم لجنة مساعدة مسلمي جوس وهي لجنة تابعة للجمعية وتعمل لجمع التبرعات لمساعدة جوس وغيرها من أماكن العنف في نيجيريا.

فصرف بعض الدول العربية والإسلامية ومؤسساتها كل اهتماماتها بشمال نيجيريا بينما يُنْسَى الجنوب ويُهْمَلُ ساعد الحركات المعادية للإسلام من ترسيخ نفسها، و العزل العربي والإسلامي للجنوب النيجيري، بالإضافة إلى فقدان المؤسسات الإسلامية الخيرية والتعليمية والتثقيفية أو ما نسميه بـ ’’غياب الدعم الإسلامي‘‘ شجع التنصير وسبب الضعف للأنشطة الدعوية وللجمعيات الإسلامية في الجنوب.

 

الانتقام بالمثل

في ليلة السبت 6 – 3 – 2010م جاء الانتقام لمجزرة جوس وذلك بعد شهر من المجزرة دون ملاحقة مرتكبي المجزرة من الشبان المسيحيين المتطرفين وصمت حكومة الولاية والحكومة الفيدرالية في أبوجا وعدم تلبية نداء بعض الحقوقيين ومطالب الجماعات الإسلامية بمعاقبة المجرمين.

 

والهجوم أو ما تسميه وسائل الإعلام بالإشتباكات نفذتها مجموعة قبلية تنتسب إلى قبيلة ’’ فولاني ‘‘ المسلمة وهي – حسب إعتقاد المهاجمين- انتقام لمقتل مئات من أبنائهم المسلمين وإختطاف أزواجهم واغتصاب المسلمات وقتل المصلين وتدمير المساجد والمدارس الإسلامية على أيدي مسلحين مسيحيين في العام الماضي وقبل شهر، ولما أن الحكومة لم تلاحق أو تعاقب القتلة من المليشيات المسيحية المتطرفة فلذلك نفذوا هذا الهجوم اتقاما.

فقد أدى الهجوم إلى مقتل أكثر من 500 من المدنيين أكثرهم من الشيوخ والنساء والأصغار، وذلك في قرية دوغونهاوا و قرية كمات ورمسات والقرى الثلاثة قريبة من مدينة جوس عاصمة ولاية بلاتو.

 

 

ونحن في جماعة تعاون المسلمين ضد قتل الأبرياء من المدنيين والأطفال والنساء من المسلمين ومن المسيحيين وطلبنا في بياننا من الجميع إلى ايقاف الإقتتال والإشتباكات والمجازر وتدمير المنازل وأماكن العبادة.

وكما دعونا الحكومة الفيدرالية إلى التدخل بالقوة وملاحقة المجرمين ومرتكبي المجازر وممولي العنف وتجار الأسلحة .

 

وكما رفضنا تدخل الفاتيكا وتصريح البابا حول الحادثة فقلنا في بياننا ’’ أين البابا عند بداية الأحداث التي قتل فيها متطرفون من الشبان المسيحيين من نفس المنطقة عددا مماثلا من المسلمين قبل أكثر من شهرفكلاهما إبادة وعنف وتطرف وكلهم مخالفون لتعاليم الدين الإسلامي والمسيحي. فنأمل من الجميع الانصاف في المواقف والادانات‘‘.

 

وكما دعونا وسائل الإعلام إلى نشر الخبر كما حدث وذكر القتلى من المسلمين كلما ذكروا قتلى المسيحيين وعدم تضخيم الأحداث وتحويلها أو تغييرحقائقها لمصلحة جانب دون الآخر.

 

الحلول حسب الواقع والوضع

تعلمنا في مدرسة التربية والتغيير والإصلاح والبناء أن لا نتوكل على مساعدات الأفراد والأعيان والمؤسسات والحكومات وأن الحركة الإسلامية أو الجماعة العاملة لابد أن تبتعد عن أماكن الأعيان والكبار من الأغنياء والساسة !!.

وتجربة العمل والدعوة في جنوب نيجيريا تختلف قليلا في جزء من هذه القاعدة القديمة والحديثة لأن لسان الحال وأحداثه وواقعنا تفرض على العمل الإسلامي أن يسيطر على قدر من الإمكانيات ليستطيع أن يتصدى للمشاكل الداخلية وللتحديات التنصيرية والتغريبية.

فالعمل الإسلامي في الجنوب يجب أن يملك مدارس ابتدائية واعدادية وثانوية للتصدي ضد التعليم الغربي والمدارس التنصيرية ولابد من املاك مصادر مالية مستقلة لتنفيذ مشاريع اسلامية ولابد للعمل الإسلامي أن يملك وسائل الإعلام والدعاية وكذلك المستشفيات ...

وهناك عشرات من الجمعيات الإسلامية اختفت وانتهت وافترق أعضائها في أنحاء الدولة يبحثون عن أرزاقهم بعد أن فقدوا الأمل في تحقيق هذه الجمعيات الأهداف من أجلها أسست وهم ينتمون اليها لمساعدتها في تحقيقها.

وعندنا أفراد وشخصيات تقعدوا وابتعدوا عن العمل الدعوي وفي الأمس هم أشهر الدعاة والواعظين والعاملين في الجنوب وتركوا العمل الدعوي وتحولوا إلى التجار وبعضهم انضموا إلى السياسيين والبعض مازالوا في داخل قصور الأغنياء ينتظرون منهم شيئا لأبنائهم وزوجاتهم وأهلهم.... والله، هم بحاجة إلى الزكاة والصدقات مائة مرة وهم في الأمس من موزعي الصدقات للفقراء أو من الموظفين العاملين في مراكز الزكاة  أو يعملون مع مؤسسات خيرية أو مع وزارات لدول عربية تعمل في هذا المجال...... ولكن عندما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الحرب على الإسلام ومؤسساته كانوا أول ضحايا الحرب فحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

 

فقدان الوعي الشعبي الجماهيري لما يجري

الشماليون المسلمون وأغلبية مسلمي الجنوب مغيبون عن القضايا الداخلية وبقية قضايا الأمة الأساسية وينقصهم الوعي والدراية ، ولا يعلمون شيئا عما يخطط لهم أعدائهم من الداخل إلا قليل من المثقفين، لذلك نفكر في جماعة تعاون المسلمين ونسعى لإنشاء مؤسسات اجتماعية وتربوية لتعليم المسلمين والنهوض بهم علميًا وثقافيًا واقتصاديًا ليقف العملاق المسلم النيجيري على قدميه من جديد ليساهم في النهضة الإسلامية وليكون شريكًا فعالاً في حلبة النهوض الفكري والاقتصادي والمواجهة ضد المستكبرين والمستعمرين المتحكمين بالعالم وثرواته.

 

إلى العالم العربي والإسلامي

إلى من يظن فينا خيرا

إلى أهل الخير والإحسان

 

إلى الشماليين المسلمين النيجيريين أولا،

ثم إلى المسلمين في العالم:

إن بقاء المسلمين أقوياء وأعضاء جمعياتهم ناشطين ومؤسساتهم أو أنشطتهم حية مؤثرة هو في دعمكم لهم بالدعاء والمال والإعلام والإهتمام.

وبوجود قوي لجماعات إسلامية في الجنوب قد تلعب الدور الرئيسي لفشل المحاولات والجهود والأنشطة الانفصالية والتقسيمية..

فثرواتنا من المعادن والنفط كلها أو أغلبها في الجنوب وما يخططون لجنوب السودان هو ما يخططون لنا هنا...

وحتى لا نتحول ضحايا الإنفصال أو أقلية مستضعفة ومظلومة ندعوا الجميع إلى دعم المسلمين في الجنوب في جميع إحتياجاتهم وبالإعلام والتعليم والتثقيف والتدريب والزيارة...

 

اخبار ذات صلة