قائمة الموقع

"سلطة فتح" حريصة على "خط رجعة" للمفاوضات

2014-04-07T09:10:20+03:00
المفاوضات السلطة مع اسرائيل (أرشيف)
الرسالة نت- فايز الشيخ

تراجعت حركة فتح وسلطتها في رام الله عن ادعاءات وقف المفاوضات مع الاحتلال (الإسرائيلي) والبحث عن بدائل تعيد الحقوق الفلسطينية، وتمسكت بكسب ود الإدارة الأمريكية التي ترعى المفاوضات والمحافظة على "خط رجعة" لها.

وترجمت "سلطة فتح" هذا التراجع بإعلان التزامها بمواصلة المفاوضات واعتبار أن التوقيع على المعاهدات الأممية لم يكن يهدف إلى عرقلة الجهد الأمريكي لتعزيز هذه المفاوضات، كما أعلنت براءتها الواضحة من التصريحات الأخيرة لعضو لجنتها المركزية عباس زكي، التي وصف فيها المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط مارتن انديك بـ"الصهيوني"، الأمر الذي اعتبره مراقبون رغبة "خفية" من الجانبين في استمرار المفاوضات .

براءة ببيان رسمي

ولم يبدِ زكي أي امتعاض لتنصل حركته من تصريحاته بحق المبعوث الأمريكي، مبينًا أن "من حق القيادة الرسمية أن تتبرأ من تصريحاتي وأن لا تكون مُلزمة بها".

وقال زكي في حديثه لـ"الرسالة نت" أن ما فرض عليه الإدلاء بهذه التصريحات هو الموقف الشعبي الرافض للمفاوضات والاستجابة لضمائر المواطنين، معترفا بأنه يمكنه أن يفرض موقفه -الوارد في تصريحاته- على قيادته الرسمية التي تبرأت منها.

"

زكي: تصريحاتي لا تلزم القيادة ومن حقها أن تتبرأ منها

"

ويزعم زكي أن عباس يسير بخطى ثابتة باتجاه التأكيد على الثوابت وتوفير الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، مستدلاً بذلك على الخطوة الأخيرة لعباس بالتوقيع على طلب الانضمام لـ15 منظمة ومعاهدة دولية. وقال: "كلما رأى أبو مازن الفصائل حوله كلما كان أكثر صلابة(..) فشكراً للذين كانوا معه من الفصائل المعارضة لأن وحدتنا سر قوتنا".

وكانت قيادة السلطة قررت -الثلاثاء الماضي- تقديم طلبات الانضمام إلى 15 معاهدة أو اتفاقية دولية ردا على رفض (إسرائيل) الإفراج عن آخر دفعة من الأسرى الفلسطينيين في 29 مارس كما هو وارد في مبادرة سلام طرحها كيري.

اختبار المصداقية

ورغم اعتبار الفصائل المعارضة لنهج عباس السياسي بأن خطوة الذهاب إلى 15 منظمة دولية وإرساله وفدا لقطاع غزة من أجل بحث المصالحة "خطوة في الاتجاه الصحيح"، ولكنها ناقصة من وجهة نظر حركة حماس.

واعتبر يحيى موسى القيادي في حماس أن اختبار مصداقية "خطوة عباس" مرتبط بوقف التفاوض والتنسيق الأمني وبإيجاد تغيير جوهري في الطريقة المتبعة في التفاوض، مشيرا إلى أن هناك إقرار واضح من عباس بأن هذه الخطوة لا تتعارض مع الاستمرار في المفاوضات وأنها خياره!.

"

موسى: فتح لم تغادر المفاوضات لتحافظ على خط رجعة

"

وأشار موسى في حديثه لـ"الرسالة نت" إلى أن عباس أطلق في مرات سابقة تهديدات مكشوفة وشروط مفضوحة لم يكن الاحتلال يأبه بها لأنه سرعان ما يتم يتراجع عنها. وضرب مثالين على ما وصفها "تنازلات عباس" عندما اشترط وقف الاستيطان وتخلى عن هذا الشرط وتوجه للتفاوض، وكذلك عندما تحدث عن مرجعيات قانونية ودولية ثم تراجع عنها.

وقال النائب في التشريعي "مسيرتنا مع عباس أنه لا يثبت على موقف وأن خياره الأوحد السير في الخط المرتبط بالتفاوض والرعاية الأمريكية الحصرية والاستمرار في التنسيق الأمني ورفض المقاومة بكافة أبعادها بما فيها المقاومة الشعبية التي يعطلها الآن في الضفة الغربية".

واعتبر موسى أن هذا كله "يعطى انطباع بأن عباس معني فقط بتحريك المفاوضات والاستمرار في هذه العملية العبثية (..) هذا النهج مسمم وتفكيكي للقضية الفلسطينية ويخدم الاحتلال ويغطي على جرائمه وعلى بناء الوقائع الاحتلالية على الأرض التي تقضي على أي أمل للشعب الفلسطيني في الاستقلال والتحرر".

إبقاء "خط رجعة"

وحول ما إذا كانت حركة فتح تمهد لـ"خط رجعة" للمفاوضات بعد تنصلها من تصريحات عضو لجنتها المركزية عباس زكي التي هاجم فيها المبعوث الأمريكي، رد موسى "سلطة فتح لم تخرج من التفاوض حتى تحافظ على خط رجعة، فهي موجودة في ملعب التفاوض ولم تطرح أي خيار آخر بديلا عن خيار التفاوض".

بينما رأى كايد الغول القيادي في الجبهة الشعبية أن تنصل فتح من تصريحات زكي عبر بيان رسمي يأتي من أجل "الفصل موقف زكي كشخص وعضويته في اللجنة المركزية لفتح، عن الصفتين والموقف الرسمي للسلطة"، مشيراً إلى أن هذا الفصل يستهدف عدم قطع الرهان على الإدارة الأمريكية مرة أخرى وعدم قطع خط التواصل معها حتى لا تتحمل السلطة مسئوليات أي مواقف أمريكية أخرى.

"

الغول: السلطة تراهن على الرعاية الأمريكية للمفاوضات

"

وذكر الغول لـ"الرسالة نت" أن الموقف الحالي لسلطة رام الله ينطلق من المراهنة على استمرار الدور الأمريكي وأهميته في رعاية المفاوضات، في حين أن المزاج الفلسطيني العام يطالب بإنهاء المفاوضات بشكل تام ويشكك في دور الإدارة الأمريكية كراع للمفاوضات .

وكمن سبقه في الحديث حول الانضمام لـ15 منظمة ومعاهدة دولية، فقد اعتبر الغول أنها "خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن المطلوب استكمالها بالانضمام إلى كل المنظمات والمعاهدات"، مؤكداً على ضرورة وقف المراهنة على المفاوضات ومغادرتها بشكل كامل.

وركز الغول على أهمية الانتباه إلى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة عبر البحث عن برنامج أو إستراتيجية واحدة تمكن الفلسطينيين من خوض النضال المستمر بما فيه نضال سياسي ينطلق من ضرورة عقد مؤتمر دولي يبحث في آلية تطبيق قرارات الشرعية الدولية تجاه قضية حقوق الشعب الفلسطيني وخاصة فيما يتعلق بحق العودة وإقامة الدولة وتقرير المصير، مشدداً على أنه لا يجوز إخضاع هذه الحقوق للتفاوض كما يجري الآن في المفاوضات القائمة على الرعاية الأمريكية.

اخبار ذات صلة