قائمة الموقع

المفاوضات خيار السلطة الوحيد والبدائل صعبة

2014-04-07T17:33:31+03:00
رئيس السلطة محمود عباس (أرشيف)
الرسالة نت- محمد الشيخ

اقترب التاسع والعشرون من أبريل/نيسان، وهو موعد وضعه الراعي الامريكي لنهاية جولة المفاوضات الجارية حاليًا بين السلطة و(إسرائيل)، بعد تعثر دام أكثر من 3 سنوات.

وحتى اللحظة يبدو أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بين الطرفين، خاصة بعد تعنت "إسرائيل" في الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى، وفق الاتفاق المسبق كشرط لاستئنافها.

وأجمع محللون ضمن برنامج "قاعة التحرير" الذي تنظمه مؤسسة الرسالة للإعلام أسبوعيًا، على أنه مهما كانت النتائج حتى ذلك التاريخ فإن السلطة ستستمر فيها وستوافق على تمديدها، لأنه "لا خيار أمامها سوى التفاوض أو إعلان الفشل".

المحلل السياسي طلال عوكل توقع استمرار المفاوضات رغم اقتراب انتهاء المدة المحددة، قائلا: "نحن غير مقبلين على انفجار في المفاوضات بل ستتواصل حتى نهاية العام ولا يوجد مشروع تسوية في الوقت الراهن".

ويضيف عوكل "لو استمرت المفاوضات 20 عامًا إضافيًا لن تعود بحقوق الشعب الفلسطيني"، مستدركا: "ليس خطأً أن يتابع الفلسطينيون المفاوضات والنظر إلى مدى جدواها لأنها تعطي الوقت في ظل عدم إغفال دور المقاومة الفلسطينية أو تهميشه".

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فايز أبو شمالة مع عوكل على أنه لا خيار آخر للسطلة سوى استمرار المفاوضات، ولا مصلحة للفلسطينيين في استمرارها.

واتفق المحللان على أن توقيع عباس على 15 معاهدة دولية في الأمم المتحدة هو رد فعل "تكتيكي"، هدفه الضغط على (إسرائيل).

ويقول عوكل: "الخطوات التي اتخذتها السلطة بتوقيع 15 معاهدة دولية جزء من التكتيك التفاوضي الذي تنتهجه السلطة وليست خيارات أصيلة، وهي رد فعل محدود لا يشكل أكثر من رسالة للولايات المتحدة وإسرائيل".

وبالعودة إلى أبو شمالة، فإنه يضيف "إن تعليق المفاوضات تكتيك من عباس ليس إلا"

ويرى عوكل أن الهدف الأساسي من رفض الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى هو دفع السلطة إلى الرضوخ وتمديد المفاوضات.

ووفق تحليله، فإن "إسرائيل" تريد أن تؤكد أنها صاحبة القرارات الحاسمة وصاحبة القوة، بالإضافة إلى إضعاف المطالب الفلسطينية قدر المستطاع.

وفي كواليس المفاوضات الحالية قدمت "إسرائيل" عرضا على كيري بالإفراج عن 40 أسيرا من أصحاب الأحكام الخفيفة بدلا من الدفعة الرابعة، إلا أن السلطة رفضت ذلك.

ويبين عوكل أن "إسرائيل" تستفيد من كل لحظات تستأنف فيها المفاوضات، ولديها بدائل في حال فشلت المفاوضات، في حين أن السلطة لا يوجد لديها أي بديل أو استراتيجية شاملة لإعادة ترتيب الأوراق.

وتوقع عوكل في حال فشل المفاوضات أنه سيكون هناك انسحاب "إسرائيلي" أحادي الجانب من 40 إلى 60 % من مساحة الضفة المحتلة.

ويعود أبو شمالة ليعلق على توقيع رئيس السلطة محمود عباس على اتفاقيات كثيرة ضمن 15 معاهدة دولية، مبينا أنه لم يوقع على اتفاقية روما التي تعطي الفلسطينيين الحق في إدانة "إسرائيل" بمحكمة الجنايات الدولية خوفا من العقوبات التي قد تفرضها عليه.

واستشهد أبو شمالة بفشل عباس منذ استلام مهامه في رئاسة السلطة، حيث أنه كان يقطن الضفة المحتلة وقت استلامه الرئاسة عام 2005 نحو 180 ألف مستوطن، بينما يبلغ عدد المستوطنين اليوم أكثر من 650 ألف مستوطن. وفق دائرة الإحصاء الرسمية الفلسطينية.

ويتوقع أن يكون هناك اتفاقيات وقعت بين السلطة و"إسرائيل" وأمريكا في الخفاء، بيد أن عباس بإعلانه التوقيع على 15 اتفاقية يريد أن يظهر بدور البطل حتى يسهل من تقديم التنازلات فيما بعد.

ودعا أبو شمالة السلطة إلى حل نفسها، مستدركا: "في الواقع الفلسطيني لا يمكن للسلطة أن تعترف بالفشل وتفكر بحل نفسها".

وخلص المحللان إلى أن هدف "إسرائيل" والسلطة استمرار المفاوضات مهما كان الثمن.

واستؤنفت المفاوضات قبل تسعة أشهر بين الجانبين لإيجاد حلول نهائية، ولكن لم تعد بالفائدة بأي شيء على القضية الفلسطينية بل مزيدا من التنازل.

اخبار ذات صلة