القاهرة – وكالات
انتقل ملف الفضائية الفتحاوية من يد السفير السابق والقيادي الفتحاوي نبيل عمرو إلى المسؤول السابق في وزارة الثقافة يحيى يخلف الذي حصل كنتيجة لحالة القطيعة التي برزت مؤخرا بين عمرو ومؤسسة الرئاسة الفلسطينية وانتهت بمداخلة نارية في الإجتماع الأخير للمجلس الوطني تقدم بها عمرو ضد الرئيس عباس شخصيا. في هذا الإجتماع رفع عمرو ’الغاضب’ سقف الخطاب بشكل لافت وغير مسبوق واتهم الرئيس عباس بانه يمثل ’عصير الطغاة في العالم الثالث’ حسب نص العبارة التي طولب عمرو لاحقا بالإعتذار عنها. مداخلة عمرو في السياق كانت ساخنة جدا وتخللها إتهام مباشر بتركيب اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح وفقا لأهواء وإنحيازات الرئيس والتساؤل حول ما إذا كان الرئيس مهتما بالسيطرة على اللجنة التنفيذية للمنظمة بنفس الطريقة والأسلوب. الهجوم القاسي لعمرو إنتهى بإعلانه أمام عباس وفي الإجتماع المشار إليه الإنسحاب من جميع مناصبه ومواقعه الرسمية قائلا بان هناك عشرات الآليات لخدمة القضية الفلسطينية متمسكا بإنتمائه لحركة فتح. هذا الصخب الذي انفلت في وجه الرئيس عباس وكان بطله عمرو كان آخر جولة في تنفيس الإحتقانات التي نتجت عن تداعيات ونتائج إنتخابات المؤتمر الحركي السادس الأخير حسب التقييمات التي تقدم بها مساعدون لعباس حاولوا تفسير صمت الرئيس على المداخلة النارية التي تقدم بها عمرو.
ملف الفضائية الفلسطينية الجديدة التابعة لحركة فتح انتقل الى يدي المسؤول السابق في وزارة الثقافة يحيى يخلف الذي قرر الرئيس محمود عباس ’توريثه’ ملف الفضائية الحركية بعدما أصر عمرو على الإنسحاب من المشروع الذي كان مكلفا بالإشراف عليه.
ومع إلحاح عمرو على الإنسحاب من كل المشاريع والملفات والوظائف والتكليفات الرسمية ذات الصلة بالسلطة او بالرئاسة بما في ذلك تأسيس الفضائية والإشراف عليها صدر أمر رئاسي يكلف يحيى يخلف باستلام وثائق مشروع الفضائية والاجتماع بعمــــرو بهــدف الإستلام والتسليم.
ويقول مقربون من يحيى يخلف انه يتلقى نصائح بترك موضوع الفضائية وسط قناعات لبعض اوساط الحركة الفتحاوية بان الرئيس عباس لا يريد فعلا تأسيس فضائية وإذا تأسست فهو لا يريدها على أسس واعتبارات مهنية وتجارية ومؤسسية، كما كان يخطط صاحب المشروع الوزير والسفير عمرو.
وكان عمرو قد أجرى مقابلات معمقة مع نخبة من الإعلاميين العرب والفلسطينيين والخبراء في القاهرة وعمان والدوحة على امل تأسيس كادر مهني رفيع المستوى يقود مشروع الفضائية لكنه إصطدم لاحقا بتدخلات من بعض المحيطين بالرئيس عباس وبعبارات من قياديين تقول ضمنيا بان الإمكانات المالية المطلوبة من جانب عمرو لا يمكن توفيرها.
ورغم ان يخلف المكلف بملف الفضائية لم يستمع بعد للتصور الرئاسي حول المسألة ولم يحدد بعد الخطوات اللازمة ولم يتعمق أصلا في التفاصيل إلا ان الإنطباع العام بان فضائية الحركة مشروع لم يعد مطروحا بقوة على المستوى الرئاسي على الأقل، وان الحماس له خف تدريجيا او لم يكن جادا أصلا رغم الأشواط التي قطعها عمرو في السياق منذ عدة أشهر بما في ذلك تسجيل بعض المنتجات وبث بروفات واتصالات فنية.