أطفال غزة: نحن معك يا أقصى

شمال غزة-كمال عليان-الرسالة نت

بينما كانت قطعان المستوطنين تعتدي على المسجد الأقصى وجميع المقدسات في مدينة القدس، تنتهك المحرمات وتعتدي على أهلها في كل مكان، سهر أطفال غزة أمام شاشات التلفاز كما الكبار يتابعون تفاصيل الحرب الخفية على المقدسات.. يشاهدون صور الأقصى وهو يدنس ويعتدي عليه.

فأطفال غزة لم يكونوا بعيدين عما يجري حولهم من اعتداءات وتدنيس بحق المقدسات، بل ربما كانوا أكثر من تأثر بتلك الصور المباشرة على شاشات التلفزة.

وتعبيرا عن مدى تضامنهم مع أقصاهم ومقدساتهم انتفضت مسيرات حاشدة وغاضبة في العديد من قرى ومحافظات قطاع غزة، شارك فيها الآلاف من الأطفال الذين عبروا عن غضبهم واستنكارهم لما يجري حولهم.

ففي محافظة شمال غزة لبّى المئات من الأطفال نداء الأطر الطلابية في مدارسهم عندما طلبت منهم النفير العام نصرة للمقدسات، فخرجوا بمسيرات حاشدة في مشهد يوحي للناظر بمدى وعيهم بما يحصل حولهم من اعتداءات بحق مقدساتهم.

غضب واحتقان

وبصوته المبحوح إثر ترديده الهتافات في مسيرة الأطفال قال الطفل محمد عواد (10 سنوات) : "طول الوقت أشاهد صور المسجد الأقصى وهو يدنس من جنود الاحتلال والمستوطنين على التليفزيون"، موضحا أنه بمجرد سماعه عن مسيرة لأطفال مدرسته خرج فيها ليعبر عن مقته وغضبه من هذه الإجراءات الصهيونية بحق القدس.

وأما الطفل خالد عبد الرحيم (12 سنة) فقد جاء برفقة زملائه في الفصل المدرسي يرفع بيده اليسرى لافتة مكتوب عليها "نحن معك يا قدس مهما حصل"، وفي يده اليمنى يرفع إصبع السبابة ويردد هتافات مناصرة للمقدسات والأقصى.

وبوجهه الذي ارتسمت عليه ملامح الغضب قال خالد لمراسل "الرسالة نت" الذي رافقهم في المسيرة :" هذا أقل ما يمكن أن أقدمه للأقصى ومقدساتنا التي تنتهك من الاحتلال"، متسائلا عن موقف الدول العربية والإسلامية التي ما زالت في صمتها "وكأنه لا يوجد شيء يستحق النفير العام".

وفي مشهد آخر.. اجتمع عدد من الأطفال المشاركين في المسيرات الطلابية ليرسموا علم الكيان الصهيوني على أرض الشارع لتمشي بعد ذلك المسيرة بأقدامها عليه، ليعبروا عن شعورهم بمسئولية نصرة القدس ملقاة على أعناقهم رغم صغر سنهم.

غضب واستنكار

وفي مدينة بيت لاهيا، المدينة الحدودية شمال غزة، تجمع مئات الأطفال في مسيرة تضامنية مع المسجد الأقصى والمقدسات، مرتدين زيهم المدرسي.. وعلت وجوههم ملامح الغضب والاستنكار.. وحاملين لافتات تُسائل ضمائر العالم العربي والإسلامي عن صمتهم إزاء ما يحدث في القدس.

الطفل أحمد كان يمسك بيد صديقه في المسيرة، قال لمراسل "الرسالة نت": "  ألم يأن للعرب والمسلمين أن يخرجوا من سباتهم وصمتهم، ألا يستحون أن نخرج نحن الأطفال وهم الكبار نائمون"، مبينا أنه مستعد للفداء بروحه من أجل القدس والمقدسات.

وبجوارهم الطفل براء أبو ندى (13 عاما) الذي عندما سألناه ماذا تستطيع أن تقدم للقدس والمقدسات قال: " لن أقدم لمقدساتنا إلا روحي.. أتمنى أن أذهب إلى القدس وأدافع عنها وأستشهد هناك وأنا أدافع عن كرامة الأمة الإسلامية".

حقا إنها كلمات قد تكون غريبة من طفل لم يتجاوز 13 ربيعا، لكنها خرجت من قلب لم ير من الحياة غير مشاهد القتل والمجازر بحق شعبه ومقدساته الإسلامية في كل مكان وزمان، وانتهاكات طالت حتى المساجد بل أطهر مكان بعد مكة المكرمة، فهل نسمع موقفا عربيا وإسلاميا يوقف الاحتلال عند حده؟؟؟ هذا ما ننتظره!.

 

 

البث المباشر