تتحلى بالثبات والصبر عندما تسرد تفاصيل اعتقال نجلها علاء والتهم التي وجهتها له سلطات الاحتلال "الإسرائيلية"، وكل أملها أن تواصل رعاية حفيدتها وتسلمها لوالدها عندما يعود إلى بيته من جديد.
مريم أبو جزر التي انخرطت بالمشاركة في الفعاليات التضامنية مع الأسرى في قطاع غزة قبل عقد من الزمن وتقول إن حملات التضامن، تزيد من صمودها للتغلب على محنة اعتقال فلذة كبدها وتربية طفلته الوحيدة جمانة.
وفي حجرات منزل السيدة أبو جزر في رفح جنوب قطاع غزة وضعت صورًا جلدية لنجلها علاء الذي يقضي حكمًا بالسجن لثمانية عشر عاما.
ووقفت أبو جزر (70 عامًا) جامدة لبرهة وعيناها شاخصتان إلى صور نجلها وقالت لـ"الرسالة نت": "أملي أن أبقى على قيد الحياة أربي جمانة حتى أسلمها لوالدها".
واعتقل علاء أبو جزر في كانون ثاني/يناير 2003 خلال مرافقة والده المريض على معبر رفح البري مع مصر.
تقول والدته: "علاء هو أكبر أبنائي وقد تخرج من الجامعة الإسلامية وأصبح محاسبا وجرى تعينه في إحدى المؤسسات وحمل على عاتقة مسؤولية علاج والده المصاب بفشل كلوي".
وتضيف "لقد اصطحب علاء والده لمصر للعلاج مرتين قبل اعتقاله وفي المرة الثالثة أوقفه اليهود على المعبر واعتقلوه".
وتوضح الأم المكلومة أن العائلة فقدت الاتصال بعلاء وزوجها توفى بعد أشهر قهرا على اعتقال نجله وعندها سمح الاحتلال بإجراء مكالمة هاتفية بين علاء وعائلته لمدة خمس دقائق فقط".
وتشير إلى أن زوجه علاء توفيت وعمر طفلته جمانة 4 أشهر وهي الآن تدرس في الصف الأول الاعدادي وانتقلت رعايتها لي بعد استشهاد عمها في حرب الفرقان عام 2009.
وأكثر ما يحزن تلك الأم المكلومة حالة حفيدتها التي تقول إنها عاشت حياة صعبة مليئة بالحرمان والقسوة خصوصا في ظل منع الاحتلال زيارتها لوالدها.
وتابعت حديثها :"أتمنى أن يحتضن علاء طفلته داخل المنزل وأن أسلم هذه الأمانة التي تكبر كل يوم مثل الوردة".
وكانت محكمة "إسرائيلية" قد حكمت على علاء بالسجن ثمانية عشر عاما بتهمة انضمامه لتنظيم كتائب شهداء الأقصى والمشاركة في أعمال عدائية ضد جيش الاحتلال.
ووفق الحكم "الإسرائيلي" فإن حلم الوالدة المكلومة قد يتحقق في العام 2021.
وتنادي جمانة جدتها في المنزل بـ"أمي" وكانت تنادي عمها الشهيد أيمن بكلمة "أبي" لكن استشهاده زاد من معاناة تلك الطفلة التي تدرس هذا العام الصف الأول الإعدادي وتعتبر تفوقها أكبر هدية لوالدها المعتقل.
كما أن جمانة تحفظ كتاب الله وتقول إن حلمها التالي هو زيارة والدها ومعانقته مثلما حدث مع جدتها الشهر الماضي.
وكانت سلطات الاحتلال سمحت للجدة مريم بزيارة نجلها في السجن مرة واحدة في عام 2012، عندما استؤنفت زيارات السجون عقب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية بتاريخ 14 مايو بين الأسرى وسلطات الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء الإضراب عن الطعام.
وفي تلك الزيارة لم تلمس الأم أبنها ولم تعانقه بفعل الفاصل الزجاجي الذي يقيمه الاحتلال للإمعان في تعذيب الأسرى وذويهم.
وفي نهاية الشهر الماضي سمح أيضًا للحاجة مريم بمعانقة نجلها خلال زيارتها الثانية في ثلاث أعوام وقد أغمي عليها وتلقت الرعاية الطبية داخل السجن وفق ما قالت.
والهديه التي حملتها الجدة مريم من السجن هو دفتر صغير زُيّن بخط الأسير علاء الذي وصل عمره الآن (40 عاما).
تقول الجدة "المنكوبين اليهود مش راضين يسمحوا لجمانة بزيارة أبوها .. بس لما كان عمرها سنتين قمنا بزيارته وظلت جمانة تصرخ خلال الزيارة وتطاير لعابها على وجه أحد جنود الاحتلال".
والسؤال الذي يسكن في ذاكرة جمانة في هذه الايام هل ما حدث وأنا طفله رضيعه سبب منعي من زيارة والدي أم هناك أشياء أخرى.
وتحولت جمانة على مدار السنوات العشر الماضية إلى بطلة في وسائل الاعلام المحلية والدولية لفجاعة قصتها مع الاحتلال "الإسرائيلي" الذي حرم رضيعه من والدها وقتل عمها.