قضت محكمة جنايات القاهرة بسجن القيادي في جماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي لمدة عام بتهمة "إهانة القضاء" خلال جلسة محاكمته و14 آخرين أبرزهم الرئيس المصري محمد مرسي السبت بتهمة "قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية الرئاسي".
وأجلت المحكمة نظر القضية -التي تعقد جلساتها في سرية ويحظر النشر فيها- إلى الغد لسماع أربعة من شهود الإثبات.
ويحاكم البلتاجي مع مرسي في قضيتين مع قضية "الاتحادية" تتعلق إحداها بـ"التخابر" مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وحزب الله اللبناني وإيران، وتتصل القضية الثانية باقتحام سجون عام 2011 أثناء ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك.
وكانت أولى جلسات محاكمة مرسي بقضية الاتحادية قد بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وذلك بعد أربعة أشهر على الانقلاب العسكري الذي قاده وزير الدفاع المستقيل والمرشح لانتخابات الرئاسة عبد الفتاح السيسي للإطاحة بمرسي.
وتعود أحداث قضية الاتحادية إلى الأربعاء الموافق 5 ديسمبر/كانون الأول 2012 حين وقعت اشتباكات عنيفة بين مؤيدين ومعارضين لمرسي أمام قصر الاتحادية، أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص بينهم ثمانية من أنصار الرئيس المعزول.
ومن بين المتهمين في القضية أسعد شيخة نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية المعزول، وأحمد عبد العاطي مدير مكتب مرسي، والقيادي في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان، إضافة إلى متهمين لا ينتمون لجماعة الإخوان.
وتُعد هذه المحاكمة جزءا من سلسلة دعاوى رفعت على الرئيس مرسي وجماعة الإخوان منذ عزله بانقلاب عسكري يوم 3 يوليو/تموز 2013، لكن مرسي أعلن مرارا أمام هيئة المحكمة في القضايا المختلفة أنه الرئيس الشرعي المنتخب, ورفض الاعتراف بشرعية هذه المحاكمات.
محاكمة المرشد
وفي سياق مواز، أرجأت محكمة جنايات شبرا الخيمة السبت محاكمة مرشد عام الإخوان محمد بديع و47 آخرين من قادة وأعضاء الجماعة بتهمة قطع طريق القاهرة قليوب الزراعي (شمال العاصمة) إلى 26 من أبريل/نيسان الحالي.
ويحاكم بهذه القضية -إضافة إلى بديع- وزيرا الشباب والتموين السابقان أسامة ياسين وباسم عودة، والقياديون بالجماعة البلتاجي والعريان وعبد الرحمن البر، وكذلك عضو التحالف الوطني لدعم الشرعية الشيخ صفوت حجازي.
ويواجه المتهمون -وفقا لقرار الإحالة إلى القضاء الصادر عن النيابة العامة- تهم الانضمام إلى جماعة "إرهابية" و"التحريض على أحداث العنف، وقطع الطريق الزراعي السريع بمدينة قليوب التي راح ضحيتها قتيلان و35 جريحا أثناء مقاومة المتهمين لقوات الشرطة، وإطلاق الأعيرة النارية صوب المواطنين لإرهابهم".
وتعود وقائع القضية إلى يوم 22 يوليو/تموز الماضي عندما قطع مئات من أنصار مرسي الطريق الزراعي الرابط بين القاهرة والمحافظات الشمالية احتجاجا على عزله مطلع الشهر ذاته، وفق لائحة الاتهام.
وكانت الحكومة قد أصدرت قرارا باعتبار الإخوان المسلمين "جماعة إرهابية" في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وبعد الانقلاب العسكري الذي قاده السيسي، اعتقل الآلاف من الإخوان المسلمين وزج بهم في السجون ووجهت إلى أغلبهم اتهامات "بالتحريض على العنف" وهو ما تنفيه الجماعة وتؤكد أن جميع القضايا "ملفقة ولها دوافع سياسية".
الجزيرة نت