قائمة الموقع

الأنفاق.. حقبة منتهية بتاريخ الحصار

2014-04-22T06:53:05+03:00
احد الأنفاق الحدودية مع غزة (الأرشيف)
الرسالة نت - محمود فودة

لم يخطر ببال محمد أن اللحظة التي يهجر فيها نفقه ستأتي, ليفسخ عقد العلاقة التي استمرت لسنوات طويلة معه ويتركه مسكناً لغير أرواح البشر.

يقف محمد على فوهة النفق, مصدر رزقه الوحيد , يلتفت يميناً ويساراً, يشعر وكأنه في مدينة للأشباح, السكون يعمُ المكان, فلا مولدات تعلو بصوتها , ولا عمالٌ يضربون بالفأس, لتوصل بعرق الجبين, شريان حياة ينقذ الغزيين.

الأنفاق التي تمثل شريان الحياة لقطاع غزة, في ظل الحصار (الإسرائيلي) منذ عدة سنوات , أضحت تمر بأسوأ حال منذ عقود, بعد أن دمرها الجيش المصري خلال الشهور الثمانية الماضية.

 محمد الشاعر أحد أصحاب تلك الأنفاق التقت به "الرسالة نت", تحدث جالساً تحت إحدى "الجبلونات" التي تظلل مداخل الأنفاق, يجمع مستلزمات نفقه ليبيعها بعد أن فقد الأمل بعودة العمل فيها.

الشاعر الذي يقطن بالقرب من الحدود مع مصر تحدث لـ"الرسالة نت", قائلاً "ما عندي أمل في رجوع العمل بتاتاً في الأنفاق, لم يمر علينا تشديد بهذه الصورة حتى في العهود السابقة" ملمحاً إلى أن الوضع أصبح أكثر سوءاً مما كان عليه في عهد الرئيس المخلوع مبارك.

الجيش المصري الذي بدأ بشن حملة أمنية مكثفة لا سابق لها, بعدما أطاح بالرئيس المصري محمد مرسي في مطلع شهر تموز/يوليو من العام الماضي, ليترك القطاع غارقاً بظلامٍ دامس وأزمة اقتصادية خانقة.

الشاعر الذي دخل في عقده الرابع بدَل سيارته الفاخرة , بسيارة ذات موديل قديم, ليستغل فرق السعر بينهما, في فتح محل لبيع الملابس قرب إحدى العيادات الصحية في وسط المدينة في ظل الركود التام في تجارة الأنفاق.

الأنفاق التي كانت تشكل مصدر الدخل الوحيد لآلاف العائلات, جعلتها تصطف اليوم في طوابير البطالة التي لا نهاية لها, في انتظار انفراجه قد لا تكون قريبة.

وفي غمرة بحثنا عن نفق على قيد العمل, وجدناه ولكن فاجئنا أحد العاملين بقوله: " نسحب الرمل, الذي تهاوى  بسبب " التسفيقات" الناتجة عن تركه لفترة طويلة."

إغلاقٌ محكم لكافة جوانب ذلك النفق, خوفاً من أعين أفراد الجيش المصري, الذي يتربص لكل حركة, بحثاً عن صيد ثمين, يتمثل في نفق يُهرب الأدوية أو الوقود الذي يُنير مصابيح مستشفيات غزة, وغرف إنعاشها.

صاحب النفق الذي يُدعي أبو سالم, لديه قصةُ ظلم تعرض لها على يد الجيش المصري , تحدث لـ"الرسالة نت", موضحاً ما جرى " الجيش صادر لي كمية بضاعة تقدر بـ 50.000 $, وأحاول الآن أن أخرج المولدات من داخل النفق لأبيعها. ", في محاولةٍ منه سد الديون المتراكمة عليه.

وأوضح أبو سالم الذي بانت عليه ملامح الكهولة , أن الجيش سيطر على الشاحنة خلال طريقها للأنفاق قبل 6 أشهر, بحجة أنها غير مستوفية الجمارك, مستدركاً بقوله " اشتريناها من موزع بضائع كبير من مدينة الإسماعيلية المصرية", ليؤكد بذلك كذب الحُجة المصرية.

وحفر الغزيون الأنفاق تجاه مصر في محاولةٍ منهم لمًد القطاع بالمواد التموينية اللازمة , في ظل حصار (إسرائيلي) فرض على القطاع منذ عدة سنوات, ورفض السلطات المصرية دخول البضائع بشكل رسمي عبر معبر رفح البري .

اخبار ذات صلة