لم يعد الشاب عبد الرحمن زيادة (25 عاما) من مدينة نابلس يأبه بما تتناقله وسائل الإعلام حول المصالحة وتنفيذها، فحسب قوله لم يعد هناك شيء جديد يلفت انتباهه طالما لا يرى شيئا يطبق على أرض الواقع.
خيبة الأمل المتولدة لدى "زيادة" من لقاء المصالحة الأخير في غزة الذي جمع رئيس الوزراء إسماعيل هنية بالوفد الخماسي من الضفة كانت نتيجة طبيعية بعد فشل إجتماعات الطرفين على مدار ثماني سنوات في القاهرة والدوحة ومكة.
ويضيف عبد الرحمن لـ"الرسالة نت": "طالما نحن كأفراد شعب ومواطنين لا نعرف ما يجري في جلسات المصالحة وتفاصيلها فنحن لا نأبه بها، على القيادات أن تضع الشعب في الصورة، نحن من حقنا أن نعرف كل شيء وعلى أي شيء يتفقون".
في حين أطلق الناشط الشبابي سمير أبو شعيب، هاشتاق على صفحته على فيس بوك "مصالحة ع الهوا"، ولاقى انتشارا لدى متابعيه ولدى صفحات على موقع التواصل الاجتماعي.
ويقول أبو شعيب لـ: "الرسالة نت":" بعد أن مللنا من التصريحات العبثية التي يطلقها البعض أردنا أن نعرّف الشعب من هو المعطل الدائم للمصالحة فأطلقنا هاشتاق مصالحة ع الهوا".
ويرى بأنه من حق الشعب الفلسطيني ومن حق جدته الكبيرة بالسن أن ترى المصالحة صوتا وصورة بعدما صبر ثماني سنوات .ويعتقد الناشط أن المصالحة باتت قاب قوسين أو أدنى بعد وصول موسى أبو مرزوق وقيادات فلسطينية لغزة .
واستدرك قائلا: "أتوقع أن النتائج الإيجابية لن تشمل كل نواحي الانقسام، لأن السلطة بالضفة لن تستطيع التخلي عن المفاوضات كليا ودعم أمريكا وأوروبا لهم".
ووجه أبو شعيب كلمة أخيرة لرئيس السلطة محمود عباس قائلا: "لو توّجت هذه اللقاءات بالنجاح فستكون إسرائيل هي الحلقة الأضعف، وسترى يا سيادة الرئيس كيف ستكون أنت الأقوى في قراراتك حين تكون المقاومة معك وتدعمك من خلفك (...) نريدها مصالحة على الثوابت والمبادئ وإلا فلا...".
وكشف مصدر مطلع "للرسالة نت" أنه جرى الاتفاق بين الطرفين في غزة على وضع اتفاق مبدئي للبدء بالتشاور في إجراءات تشكيل الحكومة الانتقالية التي يترأسها رئيس السلطة عباس لستة شهور، كما تم التباحث بملف الانتخابات الداخلية، ومنظمة التحرير الفلسطينية.
بدوره، فإن مصطفى البرغوثي عضو الوفد الخماسي المشارك في جلسات الحوار الوطني، أكد أن اللقاء الأول الذي جرى بين وفد المنظمة وحركة حماس كان إيجابيًا جدًا.
وأوضح البرغوثي، في تصريح خاص لـ"الرسالة نت"، أنه ستعقد خلال الساعات المقبلة، جلسة جديدة من الحوار الوطني، لاستكمال جلسة الليلة ووضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالمصالحة وسبل تنفيذها على الأرض.
وبتفاؤل حذر من لقاء المصالحة الأخير، يقول الشاب سامي عارف من طوباس شمال الضفة المحتلة لـ"الرسالة نت": أتوقع أن تكون اللقاءات الجارية في غزة بمثابة لقاء الوفاق السحري وإنهاء الانقسام بمعانيه المختلفة على الأرض، لكن قد يضيف خطوة أخرى من الخطوات التي يمكن أن يبنى عليها مستقبلا، خاصة أننا نتحدث عن تغير في الظروف المحيطة والظروف الداخلية الفلسطينية".
وفي نظرة تصفها صاحبتها بالواقعية وليست بالتشاؤمية، ترى حنان عبد الرحيم (27 عاما) من رام الله إن المصالحة لن تتم، مشيرة إلى أن هذه الفكرة بدأت تترسخ في ذهن عامة الشعب .
وقالت :" لتحقيقها يجب أن يكون هناك أمور وأفعال تدل على نية إنجازها بالفعل، كإنهاء الاعتقال السياسي الذي يطال المواطنين وخاصة الطلاب في كل يوم".
وتابعت باستياء: "بالضفة لم نرَ وقفا لملاحقة الحرية في التعبير عن الآراء ووقف ملاحقة الصحفيين والإعلاميين فيما يكتبونه من آراء شخصية، ووقف تنسيق السلطة الواضح جداً أمام الجميع مع جيش الاحتلال وهو الأمر الذي يفقد الشعب ثقته بتلك السلطة".
الجدير ذكره أن أمن السلطة اقتحم منزل النائب ابراهيم أبو سالم في الضفة خلال استقبال هنية لمسئول ملف الحوار الوطني في فتح عزام الأحمد في منزله .
ولم تكن نظرة الشاب مفيد المصري من نابلس خريج كلية الإعلام في جامعة النجاح أكثر تفاؤلا، حيث كان على يقين بأن جلسات المصالحة في الفترة الحالية ستبوء بالفشل، عازيًا ذلك أن حركة فتح هي من اقترحت اللجوء للمصالحة مع حماس هذه المرة، لاستخدامها كورقة ضغط والتلويح بها أمام إسرائيل وأمريكا للعودة لطاولة المفاوضات".
وطالب مفيد بأن يتم وضع الشعب بصورة ما يجري في أروقة جلسات المصالحة حتى يكون واضح أمامه من يرغب في تحقيها، ومن يستخدمها في نقاط ضعفه".