المصالحة بعيون أهالي الضفة..ترقب وحذر

مواطنون يطالبون بانهاء الانقسام (أرشيف)
مواطنون يطالبون بانهاء الانقسام (أرشيف)

رام الله- الرسالة نت

ليس من السهل أبدا أن تمحى من ذاكرة الكثيرين في الضفة المحتلة معاناة قاربت على السنوات السبع العجاف حين كممت أفواههم وكبتت حرياتهم بقيود ذوي القربى قبل أصفاد المحتل، بل إنه من الصعب للغاية أن يتم عقد آمال كبيرة على توقيع اتفاق جديد للمصالحة بين حماس وفتح في ظل واقع مؤلم.

ويسود الترقب الحذر أوساط المواطنين في الضفة عقب كل تلك الابتسامات التي وزعها قادة الفصائل في غزة مع علامات استفهام كبيرة حول النوايا الحقيقية؛ ممزوجة بآمال ألا يكون هذا كله مجرد حلم!

رفض الضغوط

ونظرا للتجارب السابقة الفاشلة في هذا الإطار يأمل الفلسطينيون الا تخضع المصالحة هذه المرة لضغوط خارجية وتحديدا "إسرائيلية" أو أمريكية، وأن يغض الجانب الذي تمارس الضغوط عليه الطرف عن أي تهديدات ووعيد سواء بقطع المساعدات أو حرمان الشخصيات الهامة من الميزات.

"

القيادي ابو عون: تطبيق المصالحة يحتاج إلى نوايا وطرق جادة وحقيقية

"

ويرى القيادي في حركة حماس نزيه أبو عون أن تحقيق المصالحة هدف لكل فلسطيني وعربي حر ينتمي لوطنه وهدف سام ونبيل طالما لا يوجد في الساحة من يضع العراقيل أو الشروط المجحفة لتطبيقها.

ويؤكد أبو عون في تصريح لـ"الرسالة نت" أن المصالحة ليست شعارا بل واقعا يتطلب من الجميع الوقوف عند مسؤولياته تجاهها كون الساحة الفلسطينية لا تحتمل مزيدا من الانقسام.

ويشير إلى أن تطبيق المصالحة يحتاج إلى نوايا وطرق جادة وحقيقية حتى يصل كل الأطراف إلى خريطة سياسية واضحة المعالم دون تلقي الإنذارات من أي جهة خارجية.

ويضيف:" في المرات السابقة كانت لا ترقي اتفاقيات المصالحة لآمال الشعب وكان يتم نقض اللقاءات والتخلي عنها لضغوط هنا وهناك، ولكن هذه المرة نأمل أن نحقق الوحدة الداخلية كي ننتقل إلى مرحلة مواجهة الاستيطان وتهويد الأقصى والاعتداءات اليومية".

حتى يتغير الواقع

ولم تكد تمر ساعات قليلة على توقيع الاتفاق حتى واصلت أجهزة السلطة الأمنية حملاتها بحق أبناء حماس ومنهم قيادات ونواب؛ وهو الأمر الذي سارع أهالي الضفة إلى تشبيهه بالمرات السابقة حين كان يتم توقيع الاتفاق من جهة ونقضه في الضفة من جهة أخرى.

"

مدرس: لن أصدق أنه حصلت مصالحة حتى يتم تغيير الواقع في الضفة

"

وتقول الطالبة الجامعية ندى قدورة لـ"الرسالة نت" إنها لا تشعر بتفاؤل كبير اتجاه المصالحة هذه المرة لأنها جُربت سابقا وفشلت، لافتة إلى أنه حتى اللحظة لم تحصل أي إشارة إيجابية من السلطة على أرض الواقع ولم تفرج حتى عن معتقل سياسي واحد بل واصلت الاعتقال والاستدعاء.

بدوره يقول المعلم عبد الله أديب لـ"الرسالة نت":" لن أصدق أنه حصلت مصالحة حتى يتم تغيير الواقع وأرى بأم عيني المعتقلين السياسيين وقد أفرج عنهم، كما أنني لست أنظر بتفاؤل إلى القضية بسبب ارتباط السلطة مباشرة بالاحتلال والأخير يريد تدمير كل حر مقاوم والسلطة ستسانده في ذلك للأسف".

وطالب أديب السلطة بأن تعود إلى أحضان شعبها وإلى قضيته الوطنية وأن تستذكر فتح بطولاتها القديمة وتتخلى عن نهج التفاوض والتنازل، معربا عن أمله بأن تكون النوايا هذه المرة حقيقية وليس فقط لتطبيق أهداف معينة.

وقف الاعتقالات

ولا شك أن الاعتقالات السياسية البغيضة التي تنفذ بأجندات غير فلسطينية هي العائق الأكبر أمام تنفيذ أي اتفاق؛ حيث أن المطالبات بإيقافها باتت تصدر عن قادة كل الفصائل والشخصيات المستقلة.

ويقول خليل عساف من لجنة الحريات العامة وأحد الشخصيات المستقلة لـ"الرسالة نت" إن الاتفاق الحالي يعد إنجازا لكل الشعب الفلسطيني ويجب العمل على حمايته ومراقبة تنفيذه بشكل فعال لأنه لم تبق فرصة أمام الفلسطينيين وهذه هي الفرصة الأخيرة للملمة ما تبقى من عناصر وحدة.

"

عساف: الاتفاق الحالي يعد إنجازا ويجب حمايته ومراقبة تنفيذه بشكل فعال

"

ويرى عساف أن "إسرائيل" لا يمكن أن تعطينا شيئا ولا يمكن أن تتنازل عن شيء لصالح الفلسطينيين وأثبتت ردة فعلها أن الانقسام كان خادمها الأمين في التخريب والاقتلاع والتهويد، مبينا أن الانقسام والاحتلال وجهان لعملة واحدة.

ويضيف:" يجب حماية الاتفاق وتطبيقه ومراقبته وعدم السماح سواء في الضفة أو غزة لاحتراقه، ودوما أقول إن الاعتقالات هي الشيء السحري لتخريب الاتفاقيات فيجب أن تتوقف بشكل واضح وفعال، وأعتقد أن ردة الفعل وردة الفعل الأخرى من الاعتقالات كفيلة أن تخرب الاتفاق".

وأعرب عن أمله بأن يعطي رؤساء الوفدين لجنة الحريات المرجعية لهذه القضية لضمان وقف الاعتقال السياسي، لأن الأمل الوحيد أن ينجح الاتفاق وتتم حمايته من أجل نظام سياسي متماسك موحد يحمي المواطن الفلسطيني وثباته على أرضه.

البث المباشر