قائد الطوفان قائد الطوفان

الكميات قليلة

موسم "السردين" الحاضر الغائب في بحر غزة

سمك السردينة (أرشيف)
سمك السردينة (أرشيف)

غزة- أحمد أبو قمر

تفاجأ الصياد أبو محمد أبو عميرة باختفاء الأسماك وخاصة "السردين" من الأميال الستة التي سمح الاحتلال (الإسرائيلي) لصيادي قطاع غزة بالوصول اليها في عرض البحر بعد ابرام اتفاق للتهدئة مع الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية مؤخرا.

وقال الصياد أبو محمد لـ"الرسالة نت": "كنت انتظر قدوم الموسم منذ شهرين لكني عجزت عن اصطياد الكثير من السمك بسبب شح الوقود وهروب السردين".

وأضاف: "معاناتنا تتفاقم يوما بعد يوم جراء المطاردة (الإسرائيلية) والمصرية لأرزاق الصيادين في عرض البحر، مبيّنًا أن ثمن الشبكة الواحدة يتعدى ألف شيقل.

يشار إلى أن عدد الصيادين في قطاع غزة، يبلغ قرابة 3700 صياد، يملكون نحو 700 مركب، فيما يعتاش من هذه المهنة ما يقرب من سبعين ألف مواطن.

الكميات قليلة

في حين تذمر الصياد أبو كايد جربوع من البداية السيئة لموسم "السردين"، محملا الاحتلال فشل الموسم بسبب ممارساته العنصرية ضد الصيادين.

وقال أبو كايد الذي قابلته "الرسالة نت" يجهّز شبكته للإبحار: "بدأ الموسم قبل أيام، وحتى الآن لم ننعم بصيد وفير، وجميع الصيادين يأملون في أن تزداد الكميات خلال الأيام المتبقية من الموسم".

وفي حديثه عن أسعار سمك "السردين" في الأسواق، بيّن أنها تكون بناءً على الطلب والعرض، مضيفًا: "من الممكن أن تُباع "البكسة" زنة 15 كيلو بمئة دولار، ومن الممكن أن تباع بالضعف".

وتتعطش أسواق القطاع إلى الأسماك المحلية التي غابت عنها خلال الأشهر الأخيرة بفعل ملاحقة الاحتلال والمصريين للصيادين في عرض البحر.

موسم سيء

المدير العام للثروة السمكية في وزارة الزراعة المهندس عادل عطا الله قال من جهته إن موسم السردين الحالي هو الأسوأ منذ سنوات، واصفًا كميات الصيد بالضعيفة.

وعزا عطا الله في تصريح لـ"الرسالة نت" سبب ضعف الصيد إلى قلة المساحة التي يسمح بها الاحتلال بإبحارها والتي لا تتعدى 6 أميال، مؤكدًا أن جميع الأسماك تتواجد بعد مسافة الثمانية أميال.

ويبدأ الموسم وفق عطا الله؛ في بداية أبريل، ويشتد في منتصفه، ويستمر إلى ما قبل منتصف مايو.

وعن احصائية سمك "السردين" بيّن أنه في شهر مارس كانت الكمية طنين فقط، وفي أبريل زادت قليلًا، على الرغم من أنه شهر الموسم.

وارجع اسباب لون السمك الاحمر الى تغذي الاسماك على القناديل الحمراء، مشيرا الى ان وزارته سمحت باستيراد الأسماك المجمدة لتعويض النقص في الطازجة.

ومما تجدر الاشارة إليه أن لـ"السردين" موسما آخر في شهر يناير، ويصطاد الصيادون من بحر غزة كميات قليلة من أنواع أخرى من الأسماك كـ "الاسكومبلا، والكرخونا، والغزال".

ويحتاج قطاع الصيد لحوالي 50 ألف لتر من المحروقات يوميًا، ليستمر الموسم بالعمل دون معيقات.

الصياد يُعاني

بدوره قال نقيب الصيادين نزار عياش: "رغم مضى اسبوعين على بدء موسم السردين الا ان الكميات المصطادة لا تبشر بخير، متأملًا ان تتحسن الكميات المصطادة خلال الايام الماضية.

وكسابقه أرجع عياش في حديث خاص بـ"الرسالة نت" سبب قلة الكميات إلى صغر حجم المساحة المسموح للصيادين الابحار فيها.

واوضح ان شح الوقود وغلاء أسعاره في القطاع تسبب في عزوف كثير من الصيادين عن الخروج الى البحر لاصطياد الاسماك.

ووصف عياش عام الصيد بأكمله بالسيء ، فالكميات التي جرى اصطيادها هذا العام لا تتعدى 10% مقارنة بكميات العام الماضي".

وتخلت (إسرائيل) عن تفاهمات اتفاقية أوسلو فيما يتعلق بمساحة الصيد البالغة 12 ميلًا بحريًا (الميل البحري يساوي 1882 مترا) وقلصته إلى 6 أميال وأقل من ذلك عقب اندلاع انتفاضة الأقصى نهاية أيلول/ سبتمبر عام 2000.

وبعد أسر الجندي (الإسرائيلي) جلعاد شاليط قلصت السلطات (الإسرائيلية) مساحة الصيد إلى 3 أميال بحرية، قبل أن تعيده مجدّدًا إلى 6 أميال عقب انتصار "حجارة السجيل".

التأثير ضعيف

من جهته اعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور معين رجب قطاع الصيد من أحد القطاعات الزراعية في غزة.

وأرجع رجب في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" قلة الكميات المصطادة إلى تقنين الاحتلال لمساحات الصيد، وكذلك إلى المضايقات المستمرة من البحرية (الإسرائيلية) والمصرية، فضلًا عن شح الوقود اللازم لتشغيل المراكب.

وقال رجب: "من المفترض أن نعيش هذه الأيام موسم "السردين"، وأن نجد الأسواق مليئة به، إلا أن الحصيلة ضئيلة جدًا".

ووفق قوله فإن قيمة الناتج الصيدي يبلغ حوالي ثلاثة ملايين دولار في العام على أبعد تقدير "وهذه النسبة قليلة جدا إذا ما قورنت بذات الناتج في دول أخرى".

ودعا رجب الجهات المختصة في قطاع غزة إلى ضرورة تطوير قطاع الصيد بـ"برك الاستزراع السمكي"، من اجل التغلب على الصعاب.

البث المباشر