أكد رئيس السلطة محمود عباس أن حكومة الوحدة الوطنية المزمع تشكيلها خلال الأسابيع الخمس القادمة ستعترف بـ"إسرائيل"
وقال عباس خلال كلمة له أمام المجلس المركزي الذي عقد في دورته الـ 26، ظهر السبت، إن حكومة التوافق الوطني ستعترف بدولة "إسرائيل" وسترفض العنف.
وأوضح أن من مهام الحكومة أن تقوم بعمل خاص بالسلطة الوطنية الفلسطينية وخدمة الشعب، مضيفًا" أن منظمة التحرير هي التي تختص بالمفاوضات، لأنها شاملة الشعب بأكمله.
وشدد أن ملف المصالحة شأن داخلي فلسطيني لا يحق لإسرائيل الدخل فيه، قائلًا" سنعمل على إنجاز اتفاق المصالحة الوطنية بكل جهودنا".
وأوضح عباس أنه لن يتخلى عن الدور المصري الراعي لاتفاقات المصالحة، رغم وجود بعض الإشكاليات بينها وبين حماس.
وكان رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية بغزة إسماعيل هنية أعلن قبل أيام عن انتهاء مرحلة سنوات الانقسام الذي استمر بين حركتي فتح وحماس منذ 7 سنوات، رافضًا الاعتراف بدولة "إسرائيل".
حقوق كاملة
وشدد عباس أنه يجب التمسك بوحدة الشعب الفلسطيني بأكمله، قائلا: "سنبقى صامدين متمسكين بحقوقنا وثوابتنا، ولا مفر لنا إلا أن نصل إلى حقوقنا ثابتة والوصول إلى دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف".
وأضاف "آن الأوان لكي نقطف ثمار هذا الصبر ونستعيد وحدة الشعب الفلسطيني، ولن يهدأ لنا بال حتى يتنفس أسرانا الحرية".
وأوضح أن هدفنا الوصول إلى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، "ونعمل كل ما بوسعنا للوصول إلى هذا الهدف"، مشددًا بأنه لن يقبل بأن تكون دولة لفلسطين بدون أن تكون القدس الشرقية عاصمة لها.
وذكر عباس أنه يسعى إلى رفح الحصار عن قطاع وكسر الحصار المفروض على غزة لأكثر من 7 سنوات، قائلًا نحن مع اغلاق الأنفاق وفي نفس الوقت نحن مع امداد قطاع غزة بحاجياته.
المفاوضات
وفيما يتعلق بالمفاوضات مع الاحتلال "الإسرائيلي"، أكد عباس أن المفاوضات تعني العمل السياسي، "أي أننا نريد أن نحصل على حقنا من خلال المفاوضات" وفق قوله.
وتابع " لدينا قضايا ساخنة مثل المفاوضات والأسرى والمصالحة والقدس التي لا ننساها أبدًا ونعمل من أجلها في كل المناسبات لأنها عاصمة فلسطين".
وأوضح عباس أن هناك تصميم "إسرائيلي" بأن لا يكون هناك حل في هذه القضايا الأساسية بسبب تعنتهم وسياساتهم، مشددًا على أن الاحتلال لا يريد حل الدولتين.
وأضاف: ما وصلت إليه المفاوضات يؤكد أن الاحتلال لا يريد حلًا عاقلًا على أساس دولتين لشعبين يعيشان جنبًا إلى جنب بأمن واستقرار.
ونوه عباس إلى أنه التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري 40 مرة خلال 9 أشهر، وبذل جهودًا خارقة، مبينا أنه وافق على تأجيل الانضمام إلى المنظمات دلية مقابل الافراج عن الأسرى القدامى، مضيفًا أن "إسرائيل" رفضت الإفراج عن 14 أسيرًا من فلسطيني الداخل ضمن الدفعة الرابعة.
وأكد أن السلطة رفضت مقترح إبعاد الأسرى أو سحب جنسيتهم، عادًا قرار إبعادهم مخالف للقانون الدولي.
وأكد عباس أن الاعتراف بفلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحد يعطينا الحق في الانضمام لـ 63 منظمة ومعاهدة دولية.
وذكر أن الاحتلال "الإسرائيلي" يحاول الخلط بين الإفراج عن الأسرى والمفاوضات.
وشدد رئيس السلطة أن يؤيد تمديد المفاوضات مقابل تجميد الاستيطان ومناقشة ترسيم الحدو، قائلًا " نحن لا نعترف بـ "الاستيطان" من أول حجر لأخر حجر".
وأشار عباس إلى إن الحل النهائي لاتفاق السلام مع الاحتلال يجب أن يعرض على استفتاء شعبي.
وفي ملف اللاجئين بسوريا، أوضح عباس أن مأساة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تضاهي مأساة عام 48 إن لم تكن أصعب منها.
وطالب اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، بعدم التدخل في الشأن السوري الخاص، لافتًا إلى إنه شكل جهات رسمية من السلطة لتقديم المساعدات لهم.