قائمة الموقع

لماذا يتعسّر الزواج في غزة؟

2014-04-27T12:29:53+03:00
جانب من الندوة التوعوية
الرسالة نت – مها شهوان

من حين لأخر تتسابق الجمعيات المختصة بأمور الزواج في قضايا تتعلق بتأخر الارتباط لدى الشباب والفتيات، منهم من يقول لأسباب اجتماعية، وآخر يدعي أنها اقتصادية، لكن في النهاية تبقى الأزمة تراوح مكانها دون إيجاد حلول واقعية.

مؤخرا عقدت جمعية القدس للبحوث والدراسات ندوة توعوية بعنوان "تعسُّر الزواج في المجتمع الفلسطيني الواقع والمعالجات" وذلك في قاعة المؤتمرات بالجامعة الاسلامية.

وتحدثت منى سكيك مدير عام دائرة التأثير والاتصال في وزارة شئون المرأة في بداية المؤتمر، أن من أسباب تعسُّر الزواج العامل الاقتصادي الذي أثّر على تكاليف الزواج وغلاء المهور، بالإضافة إلى عامل آخر مرتبط بولي أمرها فهو لا يرغب تزويجها إلا لشخص كفء لعدة أسباب منها الميراث.

وذكرت أن للفتاة معايير لشريك حياتها مما يدفعها للرفض في كثير من الأحيان، وكذلك الحال مع الشباب فهم يعزفون عن الزواج هربا من تحمل المسؤولية، مشيرة إلى أن نسبة الفتيات غير المتزوجات تزداد بسن (30-34) في قطاع غزة وهذا يعزى إلى أن متوسط عمر الزواج للفتاة في قطاع غزة 19.8 ومتوسط عمر الزوج 23.8 (الزواج أول مرة) .

من ناحيته، فإن جميل الطهراوي الاختصاصي النفسي يقول: "التأثير على الناس لتغيير أفكارهم وثقافتهم أمر صعب وليس من الممكن أن يتم بدون جهد وعمل دؤوب, ولابد من الإقرار أن التغيير يستدعي تظافر الجهود المجتمعية لتغيير الواقع إلى الأفضل".

ولحل تلك الأزمة، اقترح الطهراوي على الجهات المعنية حث الناس على تخفيض المهور, وتقوية الوازع الديني لديهم، إلى جانب تبني الحكومة مشاريع لمساعدة الشباب كـ "شقق صغيرة للأزواج الشابة, صالات بأجور رمزية, ورش لصناعة الأثاث, الخ" مع مراعاة حالات بعينها وعمل تخفيضات مدروسة وبمشاركة اخصائيين اجتماعيين.

ودعا الطهراوي، وسائل الاعلام إلى ترسيخ ثقافة معتدلة لا تحث على المظاهر والبذخ، بالإضافة إلى ضرورة عقد دورات تدريبية للخاطبين يقوم بها متخصصون في مجالات متعددة, واشتراط دخولها لإتمام اجراءات الزواج.

ويتفق أستاذ الشريعة بالجامعة الإسلامية ماهر السوسي مع سابقيه في الرأي، ولفت إلى أن هناك ثلاث جنايات بحق تأخير زواج الفتاة، فالأول جناية الولي على نفسه بمعصية الله ورسوله، بينما الثاني جناية على المرأة حيث منعها من كفئها الذي رضيته، والأخير جناية على الخاطب حيث منعه من حقٍ أمر الشارع بإعطائه إياه.

وحذر السوسي من تأخير زواج الفتاة من أجل الميراث أو الراتب أو الخوف على انتقال الثروة وفقا لما جاء من تحذير في الشريعة الاسلامية .

وللتغلب على تعسُّر الزواج نصح بضرورة تصحيح المفاهيم والثقافات السائدة واستحضار الإخلاص والتقوى وخشية الله تعالى وتفعيل الوازع الإيماني والتذكير بالآخرة، إضافة إلى معرفة الآثار الخطيرة التي قد تنتج عن تعسر الزواج.

وأكد على ضرورة تعزيز الثقة في نفس ولي أمر الفتاة وكذلك الفتاة نفسها وذلك من خلال عرض ابنته على الرجل الصالح حيث أن الآباء الصالحين يسهلون أمر الزواج ويختارون لبناتهم الأكفاء من الرجال ويعرضون ذلك عليهم .

وخلصت الورشة إلى جملة من التوصيات، أهمها: النظر إلى الزواج كمنظومة متكاملة لها ما قبلها وما بعدها وليس محددًا بمرحلة الزواج، وإعداد وتمكين المقبلين على الزواج منهجًا وتطبيقًا يؤهلهم لبناء نموذج أسري عبر برامج، بحيث تتظافر جميع الجهود بين جميع المؤسسات الحكومية .

وطالبوا بضرورة إنشاء مراكز إرشاد أسري يهتم بهم قبل وبعد الزواج، إلى جانب الارتقاء بمستوى الوعي تجاه المعايير الخاصة بالزواج وخصوصا المرتبطة بالمرأة كالعمر والشكل والاهتمام بالكفاءة والدين والخلق.

وأكدوا على ضرورة تغيير الثقافة السلبية تجاه المرأة الأرملة والمطلقة والبالغة من العمر أكثر من 30 عاما، وذلك بتحسين فرص الزواج المقدمة لها نوعًا ما، إلى جانب مراعاة الظروف الاقتصادية من المرأة والرجل على حد سواء والتركيز على أهمية قيام أسرة وليس العادة والعرف في تكاليف الزواج.

""

""

""

""

""

""

""

""

""

""

""

""

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00