شهدت أعداد السياح الصينيين إلى ماليزيا تراجعًا حادًا بعد اختفاء الطائرة الماليزية في الرحلة إم إتش 370.
ووصل ذلك التراجع ذروته خلال عطلة عيد العمال العالمي بداية مايور/أيار الجاري, وفق ما أفادت به الهيئة الوطنية الصينية للسياحة.
واضطرت شركات ووكالات السياحة إلى تغيير خط رحلاتها (سنغافورة-ماليزيا-تايلند) الذي كان يشهد رواجًا وإقبالًا كبيرين قبل اختفاء الطائرة، واستبدلت به خطا آخر حلت فيه فيتنام مكان ماليزيا.
وبالرغم من أن الهيئة لم تقدم أرقاماً وإحصائيات مفصلة فإنها أكدت أن العديد من المكاتب والشركات السياحية طلبت إلغاء قوائم جماعية لوفود ومجموعات سياحية بناء على رغبة الزبائن.
وبالفعل أكدت وسائل إعلام ماليزية أن نحو ثلاثين ألف وفد سياحي صيني بمعدل عشرين شخصاً للوفد الواحد قد قاموا بإلغاء حجوزاتهم خلال الفترة التي أعقبت اختفاء الطائرة.
كما أكدت أيضاً أن حجوزات الفترة القادمة متدنية للغاية إلى درجة أنها تكاد لا تذكر ولا مجال لمقارنتها بنفس الفترة من العام الماضي.
رغم اتخاذ خطوط الطيران الماليزية سلسلة إجراءات منها تخفيض سعر تذاكرها بنسبة النصف تقريباً وكذلك تغيير رقم الرحلة من إم إتش 370 الذي بات يبعث على التشاؤم إلى الرقم إم إتش 318 الذي يتفاءل به الصينيون.
كل ذلك بهدف استعادة ثقة السائح الصيني وترميم الصورة التي خلفها حادث اختفاء الطائرة.
وتتوقع مؤسسات مختصة أن يشهد العام الحالي تراجعاً في أعداد السياح الصينيين إلى ماليزيا بحوالي 800 ألف سائح وبخسارة مباشرة تتجاوز مليار دولار.
كما تتوقع المصادر نفسها أن يستمر هذا الوضع لعدة سنوات قادمة تحتاج خلالها الخطوط الماليزية لتغيير الصورة السلبية تجاهها التي خلفها حادث اختفاء الطائرة وطريقة تعاطيها وتعاملها وإدارتها للفترة التي أعقبت الحادث والتي تميزت -وفق رأي مراقبين- بالارتباك والتأخر والتضارب بل والتناقض أحياناً في تقديم المعلومات لذوي المفقودين وللرأي العام.
وكانت الطائرة التابعة للخطوط الماليزية وهي من طراز بوينغ 777 قد اختفت عن أجهزة الرادار في الثامن من مارس/آذار الماضي أثناء رحلتها من كوالالمبور إلى بكين وعلى متنها 239 راكباً بينهم 154 صينياً.
وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي شاركت فيها العديد من الدول باستخدام السفن والطائرات والمروحيات والأقمار الاصطناعية والمعدات الحديثة فإن اختفاء الطائرة ما زال لغزاَ محيراً.