تلك الفرحة التي ولدتها مبادرات (حماس) التصالحية منذ بداية العام الحالي بالإفراج عن عدد معتقلي حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) لديها , والتي ازداد حجمها بعودة قياداتها عقب إعلان رئيس الحكومة إسماعيل هنية عن السماح بعودتهم للقطاع, عبرت عن نية (حماس) الصادقة في انجاز مشروع الوحدة الوطنية .
فمنذ الانقسام الفلسطيني عام 2007 شهدت بداية فبراير الماضي وصول النائبين من فتح ماجد أبو شمالة وعلاء ياغي بالتزامن مع افراج الحكومة الفلسطينية عن سبعة من عناصر فتح اعتقلوا على خلفية قضايا أمنية.
ولم تتوقف حماس عن خطواتها التوافقية بل استقبلت النواب وسمحت لمؤيديهم بذلك حيث احتشد العشرات من أعضاء فتح وأنصارها على معبر بيت حانون "ايرز" لاستقبال النائبين ، كما شارك القيادي في حركة حماس غازي حمد، والنائب عن حركة فتح أشرف جمعة في استقبالهما .
وتوالت مشاعر الحركة الاسلامية التي تنم عن أصلها الكريم في محاولة منها لإتمام المصالحة الوطنية رغم استمرار اعتقالات السلطة لأنصارها في الضفة ومصادرة ممتلكاتهم الخاصة بالحركة ومنع طلبة الكتلة الاسلامية في جامعات الضفة من المشاركة في الفعاليات والتضييق عليهم خلال الانتخابات.
ورغم الحديث عن تنفيذ خطة المصالحة في غزة إلا أن سياسة التنسيق الأمني لازالت مستمرة والتي تعتبر مصدر قلق للشعب الفلسطيني , فإنهاء ملف الاعتقال السياسي يعتبر من أهم ركائز نجاح المصالحة.
ولأن تهيئة الأجواء لإنجاح المصالحة على سلم أولوياتها أفرجت وزارة الداخلية في غزة عن ستة محكومين بقضايا أمنية من حركة فتح بالتزامن مع قدوم وفد فتح الى غزة بداية ابريل الماضي لبحث ملف المصالحة ويترأسه عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة في فتح ومصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية، وبسام الصالحي أمين عام حزب الشعب، وجميل شحادة أمين عام جبهة التحرير العربية، ومنيب المصري رئيس المنتدى الوطني.
وعكست فلاشات الكاميرا ابتسامات وفدي حماس وفتح بإعلان الشاطئ وبقيت حماس عند وعدها متابعة في تقديم مبادراتها الوحدوية لتهيئة ظروف الاتفاق حيث سمحت الحكومة الفلسطينية بإدخال صحيفة القدس، وسط ترحيب من الصحفيين الفلسطينيين, ولكن وعلى ما يبدو فان خطوات حسن النية لم يقابلها من الطرف الآخر سوى الجفاء حيث اعتقلت أجهزة السلطة في الضفة 50 مواطنا من مدينة يطا، ومحررًا في بيت لحم واستدعت اثنين بطوباس وقلقيلية, بالتزامن مع وصول صحيفة القدس الى غزة .
كما اقتحم الوقائي منزل الأسير المضرب عن الطعام زيد أبو فنار، الأمر الذي أدى إلى إصابة والده بانهيار عصبي مما اضطر نقله للمستشفى فورًا وهو في حالة صحية حرجة.
وكأنه حب من طرف واحد .. حيث عطاء حماس من أجل لُحمة الشعب وجمع شمله يقابله جفاء وقسوة أجهزة السلطة في الضفة !