عواصم – الرسالة نت
نظمت فصائل المقاومة الفلسطينية في مخيم اليرموك بالعاصمة السورية دمشق، مسيرة جماهيرية حاشدة الأربعاء (17-3) تنديدًا بالاعتداءات الصهيونية على القدس والمسجد الأقصى المبارك، ودعمًا لصمود المقدسيين في وجه الاعتداءات الصهيونية.
وانطلقت المسيرة من وسط شارع اليرموك الرئيس بمشاركة الآلاف من الفلسطينيين يتقدَّمهم قادة وممثلون عن فصائل المقاومة؛ منهم الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، والدكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" وغيرهما من أعضاء المكاتب السياسية وقيادات الفصائل.
وتركَّزت الهتافات على التعبير عن غضب الجماهير الفلسطينية في الشتات مما قامت به قوات الاحتلال وحكومته المتطرفة بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك، وافتتاح "كنيس الخراب" تمهيدًا لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، كما طالبت الجماهير في هتافاتها الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة بأن ترد على هذه الانتهاكات.
ودعا الدكتور نواف التكروري عضو المكتب التنفيذي لهيئة علماء فلسطين في الخارج، الأمة إلى أن تثور للأقصى الآن، وتابع متسائلاً: "إن لم تثُر في مثل هذه الحالة والأقصى مهدد بالهدم، فمتى يمكن لها أن تتحرك؟!".
وعن دور العلماء في تعبئة الرأي العام الإسلامي تجاه قضية القدس والأقصى، قال التكروري: "على العلماء أن يتخذوا مواقفهم.. على العلماء أن يقودوا الشعوب لكي تعبِّر عن سخطها ولكي تخرج مُدافِعةً عن المسجد الأقصى، وعلى شعوب الدول المجاورة للكيان الصهيوني أن تتحرَّك باتجاه فلسطين، وأن تطالب بوقف هذا الإجرام الصهيوني على المسجد الأقصى بكل ما أوتيت من قوة".
القاهرة
وفي مصر نظَّمت لجنة التنسيق بين النقابات المهنية بدمياط وقفةً نسائيةً أمام مقر نقابة الأطباء بكورنيش النيل اليوم؛ احتجاجًا على الهجمة النازية للكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، ومحاولة ضمِّ المقدسات الإسلامية وتدميرها، واستمرار "الاستيطان" بمدينة القدس، وسط تقاعس الحكام العرب والمسلمين، واستمرار الولايات المتحدة في دعم الكيان الغاصب وحمايته.
وردَّد المتظاهرات هتافاتٍ لنصرة الأقصى: "لو هتقوم الأرض زلازل.. عن الأقصى ما نتنازل"، "يا حكام الأمة أفيقوا.. دم الأقصى في رقابيكوا"، "لسه إيه في الدنيا مهمّ.. بعد الأقصى ما نزف الدمّ"، "يا جامعة يا عربية.. ليه بعتي القضية".
ورفعن لافتاتٍ مكتوبًا عليها: "خبير خيبر يا يهود.. جيش محمد هنا موجود"، "الأقصى ينادينا: لا للتطبيع مع الصهاينة"، "فداك يا أقصى".
من جانبها أشارت الدكتورة نشوى رطب عضو نقابة أطباء دمياط في كلمتها إلى أهمية توعية الأمهات أطفالهن بأن فلسطين هي قضية المسلمين الأولى، وأن الدفاع عن مقدستنا واجبٌ شرعيٌّ علينا.ودعت الأمهات إلى مواجهة المشروع الصهيوني الكبير وتربية أبنائهن على أن الصهاينة- أحفاد القردة والخنازير- قومٌ عنصريون، وأن فلسطين وقفٌ عربيٌّ إسلاميٌّ.
وحذَّرت الدكتور هيام بدوي عضو نقابة صيادلة دمياط من أن الكيان الصهيوني يريد تعويد المسلمين على سماع أخبار اقتحام المسجد الأقصى وأنه سيهدمه؛ كجسٍّ لنبض الشارعين العربي والإسلامي تجاه مقدساتهما ولكي يعتاد المسلمون سماع أخبار محاولة هدم المسجد الأقصى مع التخاذل الرسمي.
وأكدت الناشطة اعتماد زغلول أن فلسطين عقيدة ودين وإسلام، وأن المسجد الأقصى هو شعار المسلمين؛ إن هُدِمَ هُدِمَت الأمة الإسلامية جمعاء، وأرسلت برقيةً مكللةً بالورد والشوق للمجاهدين في أرض فلسطين من نساء وأطفال.
وشدَّدت على أن الصهاينة ليس لهم أي عهد كما ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، وأشارت إلى أهمية الجهاد تجاه حماية مقدساتنا، وأوضحت أن الجهاد ليس بالسلاح فقط، وإنما أن يتخلَّى الشعب المصري عن الهوان والذل الذي يتملَّكهم، وأن يجاهد بالمال والدعاء ويدعم القضية الفلسطنية بنشر تفاصيلها الحقيقية بغير تزييف.
وشهدت محافظة البحيرة اليوم مظاهرتين حاشدتين للإخوان المسلمين لليوم الثاني على التوالي بمركزي "الدلنجات" و"المحمودية"؛ احتجاجًا على الانتهاكات الصهيونية للمقدسات الإسلامية، ورفضًا لوضع حجر أساس "كنيس الخراب".
ففي مدينة "الدلنجات" انطلقت صيحات التكبير ليبدأ المئات من إخوان وأبناء المدينة بمظاهرة حاشدة، شارك فيها المئات أمام مسجد المحطة عقب صلاة الظهر، مردِّدين العديد من الهتافات، منها: "يا أقصانا يا حبيب.. شمسك أبدًا مش هتغيب"، و"يا حكامنا ساكتين ليه؟.. بعد الأقصى فاضل إيه؟"، و"ضموا الحرم للتراث.. والحكام سكتوا خلاص"، و"يا دي الذل ويا دي العار.. مصر بتبني في الجدار"، و"يا فلسطيني يا فلسطيني.. دمك دمي ودينك ديني".
وقد رفع المتظاهرون العديد من اللافتات، كتب عليها: "لا لتهويد القدس"، و"لن يهدم الأقصى".
وندَّد الإخوان في كلمتهم- التي ألقاها حسن سيف النصر، أحد رموز الإخوان بالمدينة- بالصمت العربي والموقف السلبي والمتخاذل للحكام العرب، مؤكدين أن الأمة حيَّةٌ ما زالت على العهد، وأن المقدسات الإسلامية خط أحمر في الصراع العربي الصهيوني، وأن تحرير الأقصى والمقدسات الإسلامية لا يقع على عاتق الشعب الفلسطيني الأعزل وحده، بل هو أمانة في عنق العالم الإسلامي كله بكل أطيافه وطوائفه مهما اختلفت الانتماءات.
وشدَّدعلى أن اغتصاب المقدسات الإسلامية وتهويدها جريمةٌ لا تُغتفر ولن ينسى التاريخ أبدًا تخاذل الحكام وتواطئهم، وأن الدائرة ستدور ولا بد للحق أن ينتصر.
وطالب أهالي المدينة وجموع المتظاهرين بضرورة الالتفاف حول القضية ومناصرتها بكل الأشكال والسبل والفعاليات، وعلى رأسها الجهاد بالمال ومقاطعة العدو الصهيوني ومن يقف وراءه مقاطعةً تؤلمه وتصل بها رسالة واضحة أنَّ شعوبنا أبَت أن تبيع أنفسها كما باع حكامها.
كما شهدت مدينة "المحمودية" مظاهرةً حاشدةً بالقرب من مستشفى المحمودية العام، شارك فيها المئات من إخوان المدينة وأهاليها.
وأكد د. جمال شعلان مرشح الإخوان المسلمين في انتخابات مجلس الشعب 2005م أنه لا حلَّ للقضية الفلسطينية إلا بفتح باب الجهاد أمام المسلمين؛ كي يحرروا المسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن المفاوضات التي تتمَّ لم ولن تثمر عن شيء، حتى لو استمرت لمدة خمسين عامًا مقبلةً، وقال: "لا حلَّ سوى المقاومة لتحرير المسجد الأقصى".
واستنكر شعلان دورَ الحكام العرب الذي وصفه بدور العاجز الذي لا يقدر إلا على الشجب والاستنكار، بل وبعضهم ما زال يقدم التنازلات للكيان الصهيوني.
من جهة اخرى أعلن حزب تكتل القوى الديمقراطية المعارض في موريتانيا عن إقامته لأسبوع غضب للأقصى، ودعا حكومة بلاده إلى تجاوز موقف تجميد العلاقات مع الكيان الصهيوني إلى قطعها بشكل نهائي.
وأعرب حزب تكتل القوى الديمقراطية في موريتانيا في بيان له اليوم الاربعاء (17/3) عن قلقه من ما تعيشه مدينة القدس اليوم من حملة وصفها بأنها "شرسة" لتهويدها، وقال بأنها "توجت من طرف الصهاينة الغاصبين ببناء كنيس يهودي يتجاوز ارتفاعه قبة الصخرة بالمسجد الأقصى المبارك".وأشار إلى أن إعلان حكومة الإحتلال عن توسيع الاستيطان في القدس، كان صفعة لكل المبادرات والجهود المبذولة من طرف جهات دولية وعربية عديدة.
ودعا الشعب الموريتاني وكافة قواه الحية إلى هبة حقيقية لنصرة المسجد الأقصى المبارك والدفاع عن المقدسات في فلسطين السليبة ، كما أعلن عن أسبوع غضب ستتخلله أنشطة سياسيــة نصرة للقدس.