قائمة الموقع

"أم جميل" تحفظ القرآن في عقدها السابع !

2014-05-10T08:49:57+03:00
(صورة تعبيرية)
محمد بلّور-الرسالة نت

بعد أن اقتربت الحاجة "أم جميل" زيادة من العقد السابع نجحت في حفظ القرآن الكريم كاملاً عن ظهر قلب وهي أمنية قديمة اقترنت برغبة فعّالة .

اليوم لا ينقطع دوّي القرآن في بيتها فهي دائمة الحفظ والمراجعة معظم ساعات اليوم , وردها اليومي طويل وزيارتها للمسجد متكررة لتثبيت ما تعلمت .

"أم جميل" التي تقطن مخيم البريج وسط القطاع أنجبت عشرة أبناء ولها ثلاثين حفيد وهي صاحبة تجربة من نوع خاص تحدت فيها كبر السنّ وعامل الزمن .

البداية

اشترطت "أم جميل" وقد تزينت بثوب فلاحي مطرّز وغطاء رأس أبيض عدم نشر صورتها قبل المقابلة الصحفية وعدم ذكر أسماء محفظاتها حسب وصيتهن لها أملًا في الثواب وحده ! .

تسند ظهرها للأريكة في حجرة الضيافة وتقول إنها تركت التعليم المدرسي سنة 56 حين كانت في العاشرة من عمرها لكن القرآن كان قريبًا دائما إلى قلبها.

وتضيف: "كان أبي يوصيني دائمًا بحفظ وقراءة القرآن وكنت في قلبي أريد أن أتعلمه وأحفظه لكن الحياة والأولاد شغلوني كثيرًا فلم أكن أقرأ إلا قصار الصور" .

تحوّل مشوار التسوق المعتاد قبل عدة سنوات إلى رحلة تعليمية حين قرأت على أحد الجدران إعلانًا عن فتح باب التسجيل لحفظ القرآن في مدرسة العائشة فقد كنت عائدة إلى البيت .

وتتابع: "وضعت سلتي وقلت لزوجة ابني أنا ذاهبة لمشوار ودخلت للمسجد وقابلت إحدى المحفظات وطلبت تعلم التلاوة والحفظ فاستقبلتني وقرأت أمامها سورة الليل".

تعثّرت "أم جميل" في كثير من الآيات لكنها لم تمل فصحح لها أبناؤها كثير من الآيات والكلمات فتعلقت أكثر بمحفظات المساجد في مخيم البريج .

اليوم تحمل محبةً خاصة لتلك المحفظة الأولى التي أخذت بيدها وقد لازمتها سنة كاملة تعلمت فيها أحكام التلاوة لكن رغبتها الحقيقية كانت الحفظ غيبًا.

حفظ القرآن

تعدل "أم جميل" غطاء رأسها وتستذكر يوم طالبت القائمين على مسجد مصعب بن عمير بتخصيص حلقة قرآن للنساء وقد أتى التجاوب مع طلبها غير متأخر.

وتضيف: "أتوا بمحفظة في مسجد مصعب وكنت قد أنهيت دورة تأهيلية ثم دورة تحسين تلاوة وحصلت على امتياز ثم التحقت بدورة عليا وحصلت على جيد جداً ثم حصلت على جيد في دورة شعبة وبدأت الحفظ بانتظام" .

لا يقطع حديث "أم جميل" سوى أحفادها الذين يحومون من حولها ويتجاذبون طرف ثوبها فتبعدهم عنها برفق في حين يراقب حديثها ابنها عمر بابتسامة خفية .

وتتابع: "بدأت أحفظ صفحة ثم صفحتين وهكذا وأرجع وواصلت الحفظ طوال سنتين ونصف بذات الطريقة وكنت أدعو الله ألا أموت إلا بعد أن أحفظ القرآن كاملًا".

لم يصدق أبناؤها أنها قطعت شوطًا طويلًا في حفظ القرآن فتأثر بها ابنها الأكبر جميل بالإيجاب وهو في العقد الخامس فبدأ بدوره في تعلم أحكام التلاوة والحفظ.

حافظت السبعينية على وردها اليومي وكانت تراجع كل جزء بعد إتمامه حتى أنهت حفظ المصحف كاملا وأجرت اختبارات في الأجزاء متقطعة ثم كاملة.

عامل تحفيز

في الجانب الآخر من البيت اشتعلت رغبة ابنها الأكبر جميل الذي بدأ رحلته مع القرآن حديثاً فأنهى دورة أحكام التلاوة والتحق بدورات التلاوة العليا .

ويقول عمر زيادة ابنها الأصغر إن حفظ أمه للمصحف كان مفاجئا لهم ومحفزا لشقيقه جميل في نفس الوقت وقد أشرف جميل الآن حسب توقعات عمر على نهاية الحفظ.

ويضيف: "الحمد لله كثيرون من إخوتي وأبنائهم يحفظون أجزاء كثيرة وبعضهم يخفي عنا كم يحفظ، وتلاوة القرآن ومراجعته لا تنقطع من البيت" .

يراقب عمر أمه طوال اليوم وهي ملتصقة بالمصحف فهي لا تتركه في النهار ولا الليل, تقدمه عن شئون البيت كافة وقد تعبت وسهرت وربت 8 رجال وبنتين.

ورفضت كثير من العاملات في مجال تحفيظ القرآن الكريم بمخيم البريج التعليق على قصة أم جميل بدعوى طلب الأجر من الله وحده واصفات في الوقت ذاته قصتها بأنها كانت تجربة خاصة لم يشهدها أحد من كبار السن.

ولا تزال قصة "أم جميل" التي حفظت المصحف بعد أن اقتربت من سبعين سنة حكاية الناس في مخيم البريج الذي يبدون إعجابهم بمثابرتها واجتهادها اللذان فاقا كثير من رجال ونساء اليوم.

 

اخبار ذات صلة