قائمة الموقع

أحداث الأقصى تكشف المتخاذلين

2010-03-18T07:32:00+02:00

الرسالة نت  - رامي خريس                

كسرت أحداث القدس رداً على افتتاح كنيس "الخراب" الجمود السياسي في المنطقة وبدا أن حالة ميدانية جديدة طرأت قد تتطور في الأيام اللاحقة وتفرض نفسها على أجندة السياسيين من مختلف الأطراف .

 الحكومة الإسرائيلية لم تعبأ من جهتها بحديث سلطة فتح بالقبول بالعودة إلى المفاوضات المباشرة وكذلك لم تبد اهتماماً بحديثها مرة أخرى عن تعليق القرار بعد الإعلان الإسرائيلي عن بناء ألف وستمائة وحدة استيطانية جديدة في القدس والضفة الغربية ، بل سارعت إلى تشجيع افتتاح "كنيس الخراب" الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن المسجد الأقصى.

اختبار

 (إسرائيل) وبحسب المراقبين تختبر مشاعر المسلمين في العالم لتقدم بعد ذلك على خطوتها التالية والتي ستكون على ما يبدو حاسمة لانجاز تهويد القدس نهائيا، وهي مع ذلك لا تخشي أيضاً من اندلاع انتفاضة جديدة أو حتى إذا حدثت حالة من الغضب فهناك من يقدر على كتمها وقتلها في مهدها ، وهذا الدور ستضطلع به سلطة فتح التي تحدثت عن وقف المفاوضات أو تعليقها ولم توقف التنسيق الأمني المباشر مع الاحتلال!

المفتش العام للشرطة الإسرائيلية دودي كوهين بدا مرتاحاً وقلل من آثار الغضب الفلسطيني على خلفية الاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى ، بزعم أنها "ليست انتفاضة فلسطينية ثالثة، وأن الهدوء سيعود يوم الأحد المقبل" ، وقال :" إننا نشهد أعمال شغب لكن هذه ليست انتفاضة ثالثة".

كوهين وقادة حكومة الاحتلال باتوا مقتنعين أن هناك آخرين يخشون اندلاع انتفاضة جديدة ، وسيعملون على وأدها حال قيامها ، وهذا ما أكدته تصريحات الناطق باسم شرطة فتح في الضفة في رده على اتهامات القيادي في فتح حاتم عبد القادر التي قال فيها أن سلطة رام الله تمنع التضامن مع الأقصى ، فقال العميد عدنان الضميري :" المعركة موجودة في القدس، لا في غيرها. ففي مناطق السلطة لا توجد قوى للاحتلال".

وتحمل تصريحات الضميري وغيرها من أقوال مسؤولي سلطة فتح الكثير من الإشارات التي تؤكد رغبتهم في عدم تفاقم الأحداث وتحولها إلى انتفاضة جديدة ، بل وأقدموا على منع بعض المسيرات من الوصول إلى الحواجز العسكرية الإسرائيلية المحيطة بمدن وقرى الضفة الغربية .

تخاذل

والأكثر غرابة كان موقف القوى والفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير والتي تعاملت ببرود مع ما يجري من أحداث ، وذهبت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية خالدة جرار إلى القول بأنه من المبكر الحديث عن انتفاضة فلسطينية شاملة لأنها بحاجة إلى مقومات ومنها قيادة موحدة.

وبحسب المراقبين فإن هناك حالة تخاذل من الفصائل والقوى التي أصبحت تحت جناح السلطة ولم تعد لديها النية لتحريك الشارع.

ومع محاولات سلطة فتح منع أية حالة غضب مستمرة وقمعها وتخاذل الفصائل التي تسير في ركبها فإنه ليس من المضمون أن يستطيعوا كبت مشاعر المواطنين في الضفة لفترة طويلة لاسيما وهم يرون المحاولات المستمرة والجادة لتهويد القدس والمواجهات التي يقودها أبطال الحجارة.

ومن جهة حماس وفصائل المقاومة فإنها تشجع تحويل المواجهات في الضفة لانتفاضة عارمة وتطوير حالة الغضب الشعبي، الذي قد يهدم العلاقات الأمنية بين الاحتلال وسلطة فتح في الضفة، ويحول الضفة إلى ساحة تكبد الإسرائيليين خسائر كبيرة بدلاً من أجواء الراحة التي يعيشها مع حالة التنسيق الأمني .

 الأوضاع بالتأكيد تتجه للتغير والحالة السياسية الجامدة ستكون أكثر ديناميكية خلال الأيام القادمة وستحسم الكثير من الملفات ، لكن بأي اتجاه ، هذا ما سيتضح قريباً .

اخبار ذات صلة