"لن أشرب الحليب قبل الذهاب للمدرسة أو آكل شيئا وبابا مضرب عن الطعام والشراب".. هذا ما تصر عليه الطفلة لين فقهاء (8 أعوام) ابنة النائب الفلسطيني عبد الجابر فقهاء المضرب عن الطعام في السجون "الإسرائيلية" رفضا لاعتقاله إداريا.
وتقول لين :" لا تجبروني على الأكل لأن بابا أغلى من أي شيء في الدنيا وأتمنى أن يخرج من السجن وأجلس معه على سفرة واحدة".
حرمت والدها
أم مصطفى زوجة النائب فقهاء تقول لـ"الرسالة نت": "جاءت لين إلى الدنيا ووالدها معتقل في سجون الاحتلال "الاسرائيلي" ولم تعش معه سوى عام ونصف متفرقات.
ويخوض النائب فقهاء من الضفة المحتلة إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ ثمانية عشر يوما إلى جانب الأسرى الإداريين في محاولة لانتزاع حريتهم وكسر قيود الاعتقال الإداري بالأمعاء الخاوية.
وتضيف أم مصطفى:" ترفض لين منذ أيام تناول الحليب أو الأكل والحصول على مصروفها عندما تذهب للمدرسة حزنا على والدها وتضامنا معه في إضرابه كما أنها تنام في الليل وهي تبكي وتدعو له بالحرية".
وأكدت أن الإعتقال الإداري يحرق أعمار الأسرى الفلسطينيين دون أن يشعروا لأن المعتقل إداريًا لا يعرف متى يكون موعده مع الحرية وإذا ما تحرر سرعان ما يعيد الاحتلال اعتقاله ويغيّبه في زنازين العزل الانفرادي ليعيش ويلات التعذيب النفسي والجسدي.
واعتقل النائب فقهاء 85 شهرا إداريا في سجون الاحتلال ويفرج عنه بين الفينة والأخرى ويعاد اعتقاله سريعا.
وتساءلت أم مصطفى عن التهم التي توجه لزوجها في الملف السري الذي يبرر الاحتلال اعتقاله على خلفيته, مشيرة إلى أن الملف ذريعة "إسرائيلية" للانتقام من أحرار فلسطين.
ويلجأ الاحتلال إلى تعذيب عائلات الأسرى من خلال المنع من الزيارة ووضع عقبات كثيرة أمام تحقيقها.
تمنع الزيارة
وأوضحت أم مصطفى أنها ممنوعة من الزيارة منذ عشرة أعوام بعد أول مرة اعتقل فيها زوجها وقد حصلت قبل نحو شهرين على تصريح مؤقت وسرعان ما أوقفه الاحتلال بعد التحاق النائب فقهاء لمعركة الأمعاء الخاوية.
ونفت وجود أي معلومات لديها عن الحالية الصحية لزوجها في سجون الاحتلال بعض الإضراب المفتوح الذي يخوضه, كما أن محاميه لا يستطيع زيارته حاليا للاطمئنان عليه.
ودعت الزوجة بعد أن صمتت لدقائق لانهمار الدموع من عينيها, المسلمين ومن يدّعون حب فلسطين أن يتحركوا وينصروا الأسرى.
وتابعت: " أمر في أصعب أيام حياتي لأنني قلقة على حياة زوجي وأحاول أن أبدو صابرة أمام أولادي إلا أنني لا أستطيع كما يرفض أبنائي تناول الطعام والشراب وأحاول إقناعهم إلا أنهم يصرون على التضامن مع والدهم".
أيام صعبة
أما مجاهد نجل النائب فقهاء فقد بدى متماسكا وتمنى أن تنتصر الحركة الأسيرة ويكسر الاعتقال الإدراي إلى الأبد.
ويقول مجاهد لـ"الرسالة نت" إنه يعيش أياما يملؤها القلق على صحة والده الذي لا يتناول الطعام ويكتفي بالماء والملح منذ 18 يوما.
ويضيف: "الإضراب عن الطعام ينعكس سلبا على حياة الإنسان وخاصة عندما يكون محتجزا في العزل الانفرادي وكل يوم يمضي على الإضراب يضر بأجسادهم ولكن عزيمتهم قوية".
وأكد مجاهد أن والده يقبع في العزل الانفرادي بسجن الرملة منذ اليوم الأول للإضراب عن الطعام في محاولة لعقابه جراء إصراره على إنهاء سياسة الاحتلال العدوانية والهمجية.
وحث الشعوب العربية والإسلامية والمنظمات الحقوقية والدولية بالتدخل لإنهاء معاناة الأسرى الأبطال الذين يقضون زهرات أعمارهم في غياهب السجون.
وللنائب فقهاء ثلاثة أولاد وبنتين وحرموا من وقوفهم إلى جانبه في أسعد لحظات حياتهم كما يقول مجاهد.
واستطرد بالقول: " تزوج شقيقي مصطفى وتزوجت شقيقتي قبل شهر وتخرجنا من المدارس والجامعات ووالدي في الأسر وهذا يؤثر علينا سلبا".
وقصة الأسير الإداري فقهاء ليست الوحيدة من بين مئات الأسرى الإداريين الذين يعتقلهم الاحتلال دون وجه حق ودون أحكام أو تهم واضحة، في انتظار أن يروا الحرية.