أكدت السلطات الليبية اليوم الأحد انتشال نحو أربعين جثة لمهاجرين غير قانونيين غرقوا قبل يومين قبالة سواحل العاصمة طرابلس، ويأتي ذلك في وقت هدد فيه وزير الداخلية المكلف صالح المازق بتسهيل عبور المهاجرين غير القانونيين إلى أوروبا إن لم يساعد الاتحاد الأوروبي بلاده في التصدي لهذه الظاهرة.
وأوضح مراسل الجزيرة بطرابلس محمود عبد الواحد أن سفينة تقل 130 مهاجرا -أغلبهم من جنسيات أفريقية- غرقت قبل يومين على بعد نحو خمسين كيلومترا من السواحل الليبية.
وأوضح المراسل أن السلطات تمكنت من إنقاذ 52 منهم، وانتشلت أربع جثث، واعتبر 74 في عداد المفقودين قبل أن يتم العثور على نحو أربعين جثة قذفتها المياه إلى الشاطئ اليوم الأحد.
وكان وزير الداخلية المكلف صالح المازق طالب أمس الاتحاد الأوروبي بتوفير مساعدة لليبيا من أجل التصدي لظاهرة المهاجرين غير القانونيين، وهدد بتسهيل عبور هؤلاء إلى أوروبا إذا لم توفر تلك المساعدة.
وأوضح المازق في مؤتمر صحفي أمس أن ليبيا تعاني من وجود آلاف المهاجرين غير القانونيين القادمين خصوصا من دول أفريقيا جنوب الصحراء، والذين يتسببون -بحسب الوزير- في انتشار أمراض وتفشي الجرائم وتهريب المخدرات.
وقال الوزير "ليبيا دفعت الثمن، الآن جاء دور أوروبا". دون أن يوضح إذا كان ينتظر من الأوروبيين مساعدة مالية أو أي شيء آخر. وأشار الوزير الليبي إلى أنه عاد من زيارة لباريس التقى خلالها نظيره الفرنسي، وطلب منه مساعدة فرنسا في إبلاغ قلق طرابلس إلى الاتحاد الأوروبي.
وردت اليوم الحكومة الليبية على تصريحات الوزير، وأكدت التزامها بالاتفاقيات الموقعة مع الدول الأخرى المعنية بهذا الملف، وذلك بهدف وضع حد للظاهرة.
وتعد ليبيا منذ عقود بلد عبور باتجاه السواحل الأوروبية بالنسبة لمئات آلاف المهاجرين معظمهم من الأفارقة، ويتكدس هؤلاء في مراكب بسيطة، ويغامرون بعبور المتوسط إلى مالطا أو جزيرة لامبيدوزا الإيطالية قبالة صقلية، ويموت مئات منهم سنويا في هذه المغامرة.
ومنذ بداية العام الحالي وصل نحو 22 ألف مهاجر ولاجئ بحرا إلى السواحل الإيطالية، أي عشرة أضعاف عددهم في الفترة ذاتها من 2013، بحسب المصادر الرسمية.
الجزيرة نت