تسير الفتاة أنفال المزنر ببطء, مستندة على عكازتها، علّها تشيل قدماها المشلولتين.. فلم تمنع إعاقتها من قدومها إلى وقفة شبابية ، نظمها مركز شباب جباليا التنموي التابع لجمعية روّاد للتنمية المجتمعية اليوم الاثنين؛ للضغط على المسؤولين في إنجاز ملف المصالحة.
"نفسي يتصالح شعبي ونتوحد ونصير إيد وحدة، وبوحدتنا بنقهر الإحتلال، وبننتصر على الجميع" تحدثت أنفال بهذه الكلمات, وأضافت "ويا ريت ما تصير المصالحة مثل من يجلس على كرسي متحرك لا يقوى الوقوف على قدميه".
ترفع الفتاة شعارًا ينادي بضرورة الإسراع في ملف المصالحة وتقويتها، وعدم التقاعس، ثم تنظر لمراسل "الرسالة نت" وتقول " أنا أحتاج للمصالحة لأستطيع الوقوف على قدماي، بالمصالحة جميعنا يقف إن كنا من ذوي الاحتياجات الخاصة، أم أصحاء، وإن تشتتنا فجميعنا ندفن أحياء".
لم تكن أنفال هي الوحيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة، بل شاركها زميلاتها ومنهن من حملت شعارًا ينادي بالإسراع في انجاز ملف المصالحة.
على زاوية المكان أطفال يرتدون ملابس الكشافة، يرفعون بيمينهم علم فلسطين، وبيسارهم شعارات كتب عليها مجموعة من العبارات ومنها " يا عباس ويا هنية الشعب بدو وحدة وطنية"، و"من رفح حتى جنين شعب واحد مش شعبين"، و " لا للإنقسام .. نعم للمصالحة".
وعلى جانب الطريق نصبت سماعات تردد الأغاني الحماسية التي تدعو للوحدة مثل أغنية " يا فلسطيني بالفرقة الضعف.. وبالوحدة القوة تملي".
الناشط الشبابي محمد بخيت، قال في كلمة خلال الوقفة التي نظمها مركز شباب جباليا " إن شعبنا الفلسطيني يعاني من الإنقسام منذ سنوات، ونحن نسعى لبلورة عمل شبابي فعال ومؤثر، للدفع باتجاه فتح نقاش وحوار وطني عام ومثمر يعالج كافة الازمات والمشكلات التي يعاني منها شعبنا.
وأكد بخيت دعم مركزه لاتفاق المصالحة الأخير الذي سمي باتفاق "الشاطئ"، داعيًا رئيس السلطة محمود عباس للإسراع في تشكيل حكومة التوافق الوطني، والدفع باتجاه إنجاز الملفات المتعلقة بها، وإعلان إنهاء الإنقسام بشكل علمي دون أي تأخير.
وطالب حركتا فتح وحماس بتكريس مقتضيات الشراكة الوطنية إبان المرحلة المقبلة، والعمل على إشراك القطاعات الشبابية والشرائح الشعبية والمؤسسية في صنع القرار الوطني.
كما ودعا أيضًا كافة قطاعات وشرائح الشعب الفلسطيني لبلورة نموذج رائد في الإستعلاء على الجراح، وإبداء الإلتزام والتلاحم الوطني، من أجل دعم المصالحة بين الحركتين.
وعلى اثر المطالبات والفعاليات، التقطت الطفلة ضحى شرف صاحبة الثمانية أعوام المايكروفون وبدأت تردد شعرًا ينادي بالمصالحة الفلسطينية وتقوية أواصرها، وعدم الإلتفات للإحتلال "الإسرائيلي" ومؤامراته.
وكان رئيس الوزراء إسماعيل هنية قد أعلن انتهاء مرحلة وسنوات الانقسام الذي استمر بين حركتي فتح وحماس منذ 7 سنوات.
جانب من الوقفة (عدسة: محمود أبو حصيرة)