قائمة الموقع

حكومة التوافق.. تعرقلها المحاذير

2014-05-12T20:24:18+03:00
صورة ( أرشيفية ) خلال التوقيع على إنهاء الانقسام
الرسالة نت-لميس الهمص

مضى أكثر من أسبوعين على العمر الافتراضي لتشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية والبالغة خمسة أسابيع، وإن كانت المواعيد ليست مقدسة لدى السياسيين إلا أن مضي المدة المقررة دون تشكيلها سيترك احباطًا وانطباعًا سيئا لدى الشارع الفلسطيني الذي لازال يراقب بحذر تطورات الملف.

التضارب في التصريحات على الموعد المقرر لزيارة رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد لقطاع غزة للتشاور في تفاصيل الحكومة يطرح تساؤلا عن أسباب ذلك التأخير بالرغم من وجود اتفاق جزئي على بعض الأسماء والتفاصيل منذ ما يزيد عن العامين.

 وعن الجهود المبذولة أكد د. مصطفى البرغوثي الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية أن الاتصالات والمشاورات مستمرة مع كافة الأطراف لتشكيل حكومة الوفاق.

وفي حديثه مع دنيا الوطن، نفى البرغوثي أن يتوجه وفد المنظمة لقطاع غزة مرة أخرى، مؤكدا ان "هناك زيارة لعزام الأحمد الى غزة ولكن لم يتم تحديد موعدها بعد".

وقال: "الرئيس أبو مازن يتشاور مع كافة القوى والأطراف بشأن اسماء الحكومة ولكن لا توجد قائمة جاهزة حتى اللحظة".

وأشار الى عدم وجود أي شروط للانتهاء من تشكيل الحكومة، وذلك ردا على الأنباء التي تداولت بأن الحكومة لن ترى النور الا بعد الانتخابات المصرية، مؤكدا أنه في حال الانتهاء من تشكيلها سيعلن عنها.

التصريحات السابقة تعارضت مع أخرى تحدثت عن نصف الأسبوع الجاري موعدا لزيارة الأحمد للقطاع ، إلا أن مراقبين أرجعوا بطء المضي في خطوات تشكيل الحكومة إلى العديد من المحاذير التي تجعل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في حالة من التروي بالرغم من لقائه مؤخرا بالأمير القطري ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل.

أولى تلك المحاذير بحسب مراقبين مخاوف الرئيس من المقاطعة الاقتصادية، ومحاولة البحث عن شبكة أمان عربية ، خصوصا وأن الحكومة القادمة ستكون برئاسته وهو من سيتحمل مسؤولية أية مشكلات تتعرض لها .

الموقف الأمريكي أيضا ليس غائبا عن تفكير الرئيس فله حساباته السياسية التي تجعله بالرغم من انغلاق أفق التسوية لا يضع البيض كله في سلة المصالحة ، فلا يمكنه حرق كل البدائل لذا عليه ترك طريق للرجعة إذا لزم الأمر.

الاعتبارات الداخلية كذلك كما يرى مراقبون هي احدى المحاذير أيضا، فللمصالحة استحقاقات يجب أن تلتزم بها حركة فتح واجهزتها الأمنية ، فتلك المصالحة تبدأ بالحكومة ولا تنتهي بقضية التنسيق الأمني مرورا بمنظمة التحرير، لذا يحرص عباس على الخروج من المصالحة بأقل الخسائر الممكنة وذلك يجعله يحسب الف حساب لكل خطوة يمضي بها نحو حكومة الوحدة.

ومن الواضح أن حركة حماس تمضي بحماسة أكبر نحو المصالحة وهذا ما يظهر من المؤشرات على الارض بالتزامن مع تصريحات القيادي مرسى أبو مرزوق وقد يكون ذلك ما يقلق الطرف الفتحاوي ويجعله يشعر أن المصالحة فيها من المغرم أكثر من المغنم.

ويؤكد مراقبون أن أي تأخير في تشكيل الحكومة يفتح الباب أمام الإشاعات والقوائم الافتراضية للوزراء ومحاولات تسويق الذات من البعض، ما يخلق بلبلة ومشاكل وعقبات إضافية في طريق الطرفين .

اخبار ذات صلة