أعلنت فرنسا أن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية 14 مرة على الأقل منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في حين قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن لديها أدلة دامغة على استخدام النظام السوري غاز الكلور في قصفه مدنا وبلدات سورية تسيطر عليها المعارضة المسلحة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء، في مؤتمر صحفي في واشنطن إن لديهم عناصر (14 دليلا على الأقل) تؤكد أن أسلحة كيميائية قد استخدمت من جديد خلال الأسابيع القليلة الماضية بكميات قليلة، خصوصا مادة الكلور.
وأضاف فابيوس أن بلاده تأسف لأن الرئيس الأميركي باراك أوباما لم يوجه ضربة عسكرية إلى سوريا في خريف عام 2013، مشيرا إلى أنهم كانوا يعتقدون آنذاك أن الضربة كانت ستغير كثيرا من الأمور على مستويات عدة "إلا أن هذا واقع حدث ولن نعيد صناعة التاريخ".
وأشار أيضا إلى المشكلة في تقديم الأدلة تكمن في أن غاز الكلور سريع التبخر ولا يمكّن من تجميعه كأدلة.
أدلة قوية
وقبل ذلك، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن لديها "أدلة قوية" على أن النظام السوري استخدم الأسلحة الكيميائية الشهر الماضي في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، وجددت دعوتها مجلس الأمن الدولي لإحالة ملف سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ووفق بيان للمنظمة الحقوقية، فإن مروحيات حكومية سورية ألقت في منتصف الشهر الماضي براميل مزودة بأسطوانات من غاز الكلور على ثلاث بلدات في الشمال السوري، هي كفرزيتا في محافظة حماة، والتمانعة وتلمنس بمحافظة إدلب.
وأشارت إلى أن الحكومة السورية هي "الطرف الوحيد في النزاع الذي يمتلك مروحيات وأنواعا أخرى من الطائرات".
ولفتت المنظمة إلى أن استخدام الغازات الصناعية سلاحا عمل محظور بموجب الاتفاقية الدولية التي تحظر الأسلحة الكيميائية، والتي انضمت إليها سوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2013.
شهود وصور
واستندت ووتش في استنتاجاتها إلى مقابلات مع عشرة شهود، بينهم خمسة يعملون بالحقل الطبي، إضافة إلى مقاطع فيديو للهجمات وصور فوتوغرافية لمخلفات الأسلحة.
وذكر شهود أنهم شاهدوا مروحية قبل أحد الانفجارات مباشرة، وأعقبت ذلك مباشرة رائحة غريبة. واتفق الشهود على وصف العلامات والأعراض الإكلينيكية للتعرض لمادة خانقة (تُعرف أيضا بالعامل الرئوي أو التنفسي).
وبحسب طبيب عالج الضحايا وتحدث في ما بعد للمنظمة، فإن تلك الهجمات تسببت في قتل ما لا يقل عن 11 شخصا، وأدت إلى أعراض تتفق مع التعرض للكلور في نحو 500 شخص آخرين.
ويضاعف التقرير من قلق العالم من أن الحكومة السورية لا تزال تستخدم الأسلحة الكيميائية بعد أشهر من هجوم كيميائي قتل مئات المدنيين -وأغلبهم أطفال- في أغسطس/آب الماضي، وقد التزمت سوريا بعد ذلك بـتدمير أسلحتها الكيميائية.
الجزيرة نت