قائمة الموقع

زراعة الزهور موسم نصف مبشّر مهدد بإغلاق المعابر

2010-03-18T11:28:00+02:00

رفح- محمد بلّور- الرسالة نت 

وعادت زهور غزة لتتنفس من جديد في الأسواق الأوربية بعد أن وصلت للتو مارة بكثير من الحواجز الأمنية على الطرقات!

 

في بلد المنشأ "مدينة رفح" وفي أحد مزارع الزهور تغني العصافير وهي تتنقل بين زهرة وأخرى، غير آبهة بما يساور المزارعين من قلق على الموسم الحالي المهدد بإغلاق المعابر بين عشية وضحاها.

 

زهور وابتسامات

متحركا بين سطر من العمال يوزّع الحاج حسن شحدة حجازي رئيس اتحاد منتجي الزهور الابتسامات على مجيدي العمل و ضيوفه الواصلين للتو.

 

ويعتبر حسن حجازي شيخ مزارعي الزهور فقد تحول من زراعة الحمضيات بعد أن غابت شمسها قبل عشرين عاما إلى زراعة لون جديد من منتجات غزة.

 

يرتدي الحاج حسن جلبابا واسعا يمنحه حرية الحركة فيما ينشغل بإصدار التعليمات للعمال الملتصقين بحزم الزهور والتي تطل برؤوسها على أخواتها داخل الدفيئات الزراعية المقابلة للورشة.

 

وأشار حجازي إلى أن زراعة الزهور وصلت ذروتها منتصف التسعينات و كانت تحقق ربحا وريعا مناسبا للمزارعين فزادت المساحات المزروعة إلى 900 دونم توزعت معظمها في مدينة رفح خاصة الشطر الغربي منها.

 

واعتبر حجازي مستوى الأسعار حاليا أقل من طبيعية رغم بلوغه منتصف الموسم المعتاد مرجعا ذلك إلى سوء أحوال الطقس وموجات البرد التي ضربت أوروبا ما يؤثر على كمية الاستهلاك وعمر الزهرة المترقبة لمن يصافحها.

 

ويبدأ موسم الزراعة من منتصف يونيو حتى منتصف أغسطس ثم يبدأ التصدير من مطلع نوفمبر حتى بداية يونيو.

 

وتبلغ تكلفة زراعة كل "حمّام زراعي" 35000 شيكل بما يشمل من عمال وأشتال وسماد وبقية التكاليف المتفرقة وقد دفع الحصار وإغلاق المعابر كثير من المزارعين المتضررين لترك زراعة الزهور والتوجه لزراعة الخضروات الأقل تكلفة وخطورة.

 

كخلية نحل يدور سطر من العمال في مشغل الزهور التابع للحاج حسن حجازي كل منهم يعرف مهمته واللون الخاص به فتمتد أناملهم لالتقاط حزم الزهور حسب اللون والنوع.

خبرة

 تداعب أنامل العمال زهور القرنفل الأمريكي بمختلف ألوانه فينقلونه ويهذبون أوراقه حتى يصل لعمال التغليف فيضعونه في أكياس بلاستيكية لامعة ثم الثلاجات استعدادا للتصدير والطيران خارج غزة.

 

يضم رأفت دهليز أصبعه على باقة من الزهور الحمراء مضيفا:"نضع كل 20 زهرة سويا بعد أن ننظمها ثم نأخذها للتغليف ثم تصدر المتفتحة جوا والمغلقة بحرا".

 

ويحمل رأفت خبرة في مجال الزهور منذ 15 عاما حيث عمل في "إسرائيل" خمس سنوات وبمصر ثلاث سنوات ورفع رأفت عينيه للسقف مؤكدا أنه تعاقد للعمل في مشروع أوربي في دولة بوليفيا وأنه سيسافر في مايو القادم.

 

وأضاف:"أعرف كل شيء من التجذير والعقل حتى التغليف لكن الحصار قضى على مستقبل الزهور فالمفترض أن يعطي الدونم 150ألف زهرة لكن لا أعتقد أن ينتج الآن 40 ألف".

انحسار التصدير

أما حسن حجازي رئيس اتحاد مصدري الزهور فقال إن ذروة الإنتاج عام 96-97 أنتجت 80 مليون زهرة بقيمة 16 مليون $ مشيرا أن غاية الموسم الحالي لن تتجاوز 25 مليون زهرة بعد انحسار المساحات المزروعة بالزهور من 900-500 وصولا إلى 300 دونم .

 

ويقلّب يوسف دهليز أحد العمال الزهور في يديه مفصلا يوم العمل:"نمكث في القطف من السادسة حتى الظهر ثم نعود للمشغل للتجهيز ثم نضع الزهور في الثلاجة بعبوات كرتونية استعدادا للتصدير".

 

ولوّح بذراعه متأسفا على تلك الأيام التي عمل فيها بالشركة الهولندية بمصر بأجرة ألف$ مضيفا:"الآن العمل غير مجد، فماذا تعني 5 شيكل أجرة الساعة وخبرتي 28 عام ولدي 7 أطفال فلا قيمة للإنسان هنا؟!".

 

 

اخبار ذات صلة