يقف المقاتل عبد القادر الحسيني شامخًا، يحمل سلاحه على كتفه فداءً للوطن، يضع يديه على حزامه المدجج بالرصاص، للقاء المحتل الاحتلال (الإسرائيلي)، وطرده من فلسطين.
يصطف بجانب الحسيني مقاتلان آخران هما أحمد التوبة ونايف مصلح اللذان يحدقان بعينيهما غضبا من جرائم الاحتلال بحق اللاجئين الفلسطينيين القاطنين في خيامهم بأراضي الـ 48.
ذلك المشهد يشد انتباهك عند دخولك لمعرض صور "شاهد على النكبة" الذي أقامته الهيئة التنسيقية في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة.
تجول مراسل "الرسالة نت" داخل المعرض، وفي أحد الزوايا عُرضت صور من مشاهد الحياة الجميلة التي عاشها اللاجئين الفلسطينيين قبل النكبة، في إحدى هذه الصور يجلس الشيخ حسين أبو ستة أحد شيوخ قبيلة الترابين وهي من أكبر القبائل البدوية في النقب الفلسطيني، يضع سيفه أمامه تجسيدًا لعادات العرب قديمًا.
وفي المقابل يشد انتباهك مشهد مؤلم للاجئين بعد تهجيرهم من خيامهم، ثم تفجيرها، لطمس آثارهم، وعدم إعطائهم أمل العودة، فيما أخذ العدو ينكل بجثثهم ويأسر المواطنين الآمنين.
على الجهة الأخرى، يحمل أحد الزائرين للمعرض حفيده، ويشير بسبابته إلى بلدته الأصلية "بئر السبع" التي هجّر الاحتلال أجداده منها، على خريطة فلسطين التي احتلت مكانًا في المعرض.
وعبر الزائرون عن شوقهم وحنينهم للأرض التي سلبها الاحتلال من أجدادهم، متمنين العودة إليها وتحرير جميع بلدات وقرى فلسطين من دنس المحتلين.
(عدسة: محمود أبو حصيرة)